المقالات

مقاطعة الانتخابات ليست حلا /


حافظ آل بشارة

اغلب العراقيين غاضبون من الوضع الحالي للبلد وذلك من حقهم ، واغلب الساسة لا يعيرون غضب الجمهور اي اهتمام ، رد فعل الناس على هذا التجاهل والاهمال هو التهديد بمقاطعة انتخابات مجالس المحافظات ، طريقة غريبة ومضحكة للثأر ، يريد المواطن معاقبة ساسة البلد بالتخلي عن حقه الدستوري ! وهو لا يعلم انه بهذا العمل الخطير ينتقم من نفسه ويساعد الفاسدين والفاشلين على الاستمرار في تدمير هذا البلد . جميع الناس يؤمنون بالبديل الديمقراطي وكونه نعمة ربانية تستحق الشكر لله لانه ضمانة لعدم عودة الاستبداد والقمع وضمانة لتداول السلطة سلميا وآلية متجددة لاستبدال المسؤولين الفاشلين والمقصرين وتجديد الطاقات ، وتغيير الاحوال من حال الى حال بلا خسائر ، وتغيير المعادلة التأريخية الخاطئة بجعل الشعب سلطة والسلطة خادما مطيعا وخاضعا للمحاسبة ، لكن قرار عدم المشاركة في الانتخابات تهديد مباشر لاستمرار النظام الديمقراطي ، اي فقدان تلك النعمة عاجلا لأن الانتخابات هي اساس ذلك النظام سواء كانت نيابية او محلية او بلدية ، ولكن الانتخابات مؤلفة من عناصر اذا لم تكتمل فليس هناك انتخابات بل يمكن ان تتحول الى انتخابات شكلية كتلك التي كان يجريها الحكام العرب المستبدين للضحك على شعوبهم المنكوبة ، عناصر النظام الانتخابي هي : 1- الناخب وحضوره الفعال واعطاء صوته لمن يستحق . 2- الاحزاب ومرشحوها وبرامجهم . 3- قانون الانتخابات الواقعي العادل القابل للتطبيق . 4- سلامة اجراء الانتخابات من التزوير . 5- تفعيل دور مجالس المحافظات عقب الانتخابات . ولكن المواطن هو العنصر الاهم من بين العناصر الخمسة ، فان غيابه يشكل تحديا جديا للنظام الديمقراطي واستمراره ، لا بد ان يشعر المواطن في النظام الديمقراطي بأن الدولة بكل مواقعها وجدت لخدمته وتحقيق العدل والرفاه والأمن والعافية ، فالانسان هو الهدف والوسيلة في الوقت نفسه ، وغيابه يضع نهاية للنظام الديمقراطي تدريجيا ويوفر فرصا خطيرة لعودة النظام الدكتاتوري الى السلطة ، خاصة وان شرعية الدولة بكل مؤسساتها تتوقف على الانتخابات ، تخلي المواطن عن حقه الانتخابي هو ثقافة انسحابية انهزامية ، بينما المطلوب التحلي بثقافة المواجهة والاقتحام وخوض الانتخابات على انها معركة لانقاذ البلاد والعباد ، موقف كهذا يؤدي الى اطالة أمد بقاء المسؤولين غير اللائقين لمواقعهم في مجالس المحافظات ، ويؤدي الى بقاء الشرفاء واصحاب الكفاءة بعيدين عن مواقع العطاء والخدمة ، ويشكل هزيمة حقيقية للعملية السياسية ، وهو تحول يصفق له المناوئون للتغيير في العراق والمراهنون على فشل التجربة ، وهذا ما لايتمناه اي عاقل في هذا البلد مهما كانت توجهاته .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك