المقالات

كرد العراق والتقارب مع الحكومة التركية


خضير العواد

يبني كل إنسان عاقل طريقه في الحياة على تجاربه الخاصة أو تجارب الأخرين أو ما ينقله التاريخ له من دروس وعبر ، وإذا لم يعتبر الإنسان بالتجارب فهناك أحتمال كبير أن يقع في الأخطاء ذاتها التي وقع فيها السابقون ، وفي كثير من الأحيان تكون دراسة أو الإتعاض بتجارب الأخرين شيء غريزي تقوم به أغلب الكائنات الحية وقال الله سبحانه وتعالى ( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ) ، ومن القضايا التي أبتليَ بها العراق الجديد المواقف المعادية لدول الجوار لعمليته السياسية وأكثر هذه الدول تدخلاً بالشأن العراقي ومعاداةً لعمليته السياسية ومثيرةً للتشدد الطائفي هي تركيا ، هذه الجارة ذات الإقتصاد المتدهور والتي تنعشه من خلال تجارتها مع العراق ولكنها في كل مرة تهدد وتتوعد الساسة العراقيين من بعدٍ طائفي بغيض ، وأخر تصريح يصب في هذا التوجه كلمات أردغان العثماني الذي طعنة بالعملية السياسية وكذلك بالحكومة العراقية التي أتهمها بأنها لا تمتلك القوة ، والغريب في الأمر أنه طرح أسم نجيرفان كمصدر لمعلوماته أتجاه العراق حكومةً وشعباً ، علماً أن الجيش التركي قبل يومين قد قصف مواقع حزب العمال الكردي التركي بعد أيام قليلة من المبادرة الحسنة لزعيم هذا الحزب بتوقف القتال مع الحكومة التركية ، هذا درس صغير لأكراد العراق بأن الذي تتعاونون معه وتنقلون له معلومات الشأن العراقي الداخلي ليس عنده صديق بل تاريخه دامي ومملوء بالمجازروالإجرام وخصوصاً مع الكرد الذين عانوا ما عانوا من خلال المعاملة التركية العنصرية أتجاههم التي لم تسمح لهم حتى التحدث بلغتهم الكردية ، والموقف التركي من القضية الكردية متفق عليه من جميع الأتجاهات السياسية التركية ، لأن جميع من حكم تركية من علمانيين وإسلاميين قد قتلوا الكرد وعاملوهم أسوء معاملة ، فهل ستعامل الحكومة التركية كرد العراق بطريقة مختلفة وهي التي تقتل أخوانهم عبر الحدود بل بين أراضيهم وبيوتهم في شمال العراق وكرد العراق ينظرون ولا يفعلون شيء بل لا يجرؤن أن يتكلموا ولو بكلمة واحدة ، وفي كثير من الأحيان تتواجد وفود كردية عراقية في أنقرة والأتراك يقومون بعملياتهم العسكرية أتجاه إخوانهم كرد تركيا ، وهل الحكومة التي تمتلك هذا التاريخ الأسود مع الكرد يمكن الوثوق بها والأعتماد عليها بل أتخاذها حليفاً ضد حكومة بغداد التي كانت ومازالت تنادي بحقوق الكرد وتدافع عنهم وتتخذ من مناسبات نضالهم مناسبات وطنية ، هذه الحكومة التي أعطت للكرد ما لم تعطي اي دولة من دول الجوار التي يتواجد بها الكرد من حقوق وحرية حتى أصبح كرد العراق من الإيمتيازات ما يحسدهم عليها جميع الشعب العراق وليس كرد المنطقة ، وجميع الكتل السياسية العراقية تجمع على المصلحة في التحالف الإستراتيجي العربي الكردي ، ولكن الكرد يتخذون طريقاً سياسياً يختلف كل الإختلاف عن إخوانهم في العملية السياسية العراقية ، فالكرد كل عملهم من أجل تثبيت أسس الدولة الكردية وهذا ما يجعلهم يكتمون كل تحركاتهم من أجل هذا الهدف الذي يعتبر من المستحيلات التي توافق عليه الحكومة التركية ، وأما بقية الكتل السياسية في العراق فتعمل من أجل تثبيت أسس النظام الديمقراطي في العراق أجمع من زاخوا الى الفاو، وبسبب هذه السياسيات المتقاطعة مما أدى في كثير من الأحيان الى إزمات سياسية ما بين أربيل وبغداد كادت أن تدمر العملية السياسية والنظام الديمقراطي لولا تعقل بعض الأطراف وحرصهم على المصلحة العليا للبلاد ، ومن خلال دراسة التجارب ما بين الحكومة العراقية الجديدة والحكومة التركية فيقول منطق العقل تقوية العلاقات مع بغداد هو الأساس الذي يجب أن يعتمد عليه الكرد في تحقيق كل أهدافهم ومنها الدولة المستقلة نتيجة الأهداف المشتركة لكلا الحكومتين ، ولكن الغريب في الأمر هو توجه حكومة كردستان الى حكومة أردغان العنصرية الطائفية والتحالف معها من أجل إضعاف بغداد التي تمثل البعد الأستراتيجي الحقيقي للكرد أنفسهم ، فالتعاون الأخوي ما بين أربيل وبغداد سيؤدي الى نجاح العراق الديمقراطي التعددي الفدرالي الذي يضمن لجميع مكوناته الحياة الكريمة ، والعكس سيؤدي الى إضعاف الطرفين وخصوصاً الكرد لأنهم لايملكون أي حليف صادق وذو نية حسنة على تحقيق كل حقوقهم كحكومة بغداد ، فبخسارة هذا الحليف سيكون الضياع ما بين القوى التي تحيط بهم ولا تريد لهم النجاح في تجربتهم الفتية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك