المقالات

اذا كنت محبطا ..فتخلص من الفاشلين


حيدر عباس النداوي

بعد أسابيع قليلة تطوي الانتخابات المحلية صفحتها الثالثة ليستعد الجميع للانتخابات النيابية الثالثة أيضا وبين تلك الفاصلة الزمنية تبدأ عملية التقاط الأنفاس ومراجعة دقيقة من قبل الكتل السياسية الفائزة وغير الفائزة لتعيد رسم خارطة الطريق المعدة للوصول الى الناخب من جديد وستكون نتائج مجالس المحافظات مجس حقيقي بين ما يعيشه المواطن من إحباط حقيقي من سوء الخدمات وتردي الوضع الامني وانتشار البطالة وبين قدرته على الفرز واتخاذ القرار في الوقت المناسب والقدرة على التغيير.ويمكن القول ان القاسم المشترك عند الكثير من المواطنين في المرحلة الحالية هو الشعور بالإحباط والمرارة من اداء مجالس المحافظات الحالية وعلى مدار السنوات الاربع الماضية لان المواطن انتظر كثيرا لكنه لم يلمس تحسن في اي جانب من جوانب الحياة اليومية رغم اهدار عشرات المليارات من الدولارات،هذا الاداء السلبي ترك اثر عكسيا لدى المواطن في اندفاعه ورغبته للتخلص من رواسب السنوات الماضية والمفروض ان هذا الاداء السلبي يحتم على الجميع المشاركة في الانتخابات واختيار القائمة الجيدة والأشخاص الاكفاء في تلك القائمة واحداث التغيير الذي من شانه ان يحقق العدالة الاجتماعية والرفاه الاقتصادي لان عدم المشاركة لن يغير من الامر شيئا بل سيؤدي الى ما هو اسوء مما عليه الان.ان الناخب امام مسؤولية كبيرة لتقرير مصيره واثبات قدرته على التغيير والتخلص من حالة الإحباط التي يعانيها بمشاركته الفاعلة في الانتخابات واختيار من يستحق الاختيار ومن يقوم بتوفير الخدمات الحقيقية له لا من يقوم بالاختباء خلف جلباب غيره.ومعلوم ان القدرة على التغيير لدى اي شعب او مكون تأشر مدى وعي الناخب واهتمامه بأولوياته وحقوقه قبل التفكير بالعشيرة والرمز والتسميات الفارغة ولا أخفيكم ان الإحباط الذي يكتنف الشارع العراقي نوعين الأول إحباط من اداء الحكومة والأخر إحباط من عدم قدرة الناخب على الفرز واختيار الأصلح وتمسكه بخيارات بائسة بسبب ارتباطات قبلية وسياسية وفكرية وإعلامية غير حقيقية.ان امام الناخب فرصة حقيقية للتغير طالما انه شخص الخلل وهذا التغيير هو العلة الكامنة والقوة المحركة في فلسفة الانتخابات وهو خيارا متاح لا يمكن توفره في الانظمة الشمولية والديكتاتورية الا ان تكرار سوء الاختيار يحول الاحباط الى ياس وانكسار ويؤدي الى التفرد والدخول في متاهات العودة الى حكم الغاب والفوقية.ان تجربة اعادة اختيار الفاشل امر غير معقول ولا ينسب الى منطق العقل لذا فان الخيار الافضل المتاح امام الناخب هو التخلص من الفاشلين الذين لم يقدموا شيئا بسبب عدم ادراكهم لطبيعة المرحلة وعدم وجود برنامج حقيقي لديهم ولا يمتلكون فكرا اداريا ،واختيار من هو افضل منهم ومن لديه برنامج انتخابي حقيقي ومن هو قادر على التخلص من رواسب المرحلة من سوء ادارة وتخلف وفساد مالي وادري وبيروقراطية مميتة.ان المسافة بين الامل والاحباط كبيرة لكن القرار واحد وعليه فان حسن الاختيار هو مفتاح الوصول الى بوابات الامل الواسعة التي يمكن الدخول اليها من جميع صناديق الاقتراع لتكون محافظتي أولا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك