المقالات

عزيز العراق ..انهم يركبون سفينتك التي خرقوها اكثر من مرة


حيدر عباس النداوي

بعد ثلاثة اسابيع تقريبا تضع انتخابات مجالس المحافظات أوزارها وتكشف عن فرسانها الجدد بعد ان تكون قد تجاوزت محطتها الثالثة في تجربة انتخابات مجالس المحافظات بعد تجربة عامي 2005 و2009 وهي ليست فترة كبيرة في قياس الزمن لوضع اسس التجارب الديمقراطية وبناء المجتمعات المتحضرة الا انها انطلاقة جيدة ومقبولة ومتميزة في مجتمع عاش تجربة الحزب والحاكم الاوحد ولم يتنفس هواء الحرية حتى من ثقب الباب ولم يعرف التعددية او الدعاية الانتخابية او التنافس الحقيقي.وانتخابات عام 2013 لاختيار اعضاء مجالس المحافظات تختلف في بعض تفاصيلها عن التجربتين السابقتين من حيث شدة التنافس والسعي للوصول الى الخطوط الامامية من خلال صندوق الانتخابات مع الاستعانة ببعض الوسائل غير المشروعة مثل التزوير وشراء الاصوات واستغلال المال العام والترهيب في بعض الاحيان الا ان كل ذلك لا يلغي حقيقة ان الجميع ادرك ان الطريق الى الرياسة والقيادة هو صندوق الانتخابات وان كل الوسائل قد تكون غير مهمة باتجاه الهدف الاكبر وهو تجذير الانتخابات والتداول السلمي للسلطة طالما ان الوسائل غير المشروعة يمكن وقفها او الحد من خطورتها من قبيل التزوير والترهيب وشراء الاصوات.وعلى هذا الاساس فان كل الفضل في ما نحن بأجوائه اليوم من تنافس ورغبة قاطعة لاقامة الانتخابات في وقتها المحددة ورفض تاجيلها حتى في محافظات كانت من اشد المعارضين لها يعود الى الراحل عزيز العراق رضوان الله تعالى عليه الذي يعود الفضل اليه في تجذير هذا المفهوم وتكريسه دون سواه حتى تحمل من اجله الكثير من المتاعب والمصاعب وعانى الامرين من القريب والبعيد بل ان الم وتجاوز القريب كان اشد واقسى من المناوئ والبعيد .لا زالت اتذكر كيف انه كلما كان يطلب منه ترك الاخرين وعدم اشراكهم في الامر كان يزداد اصرارا على التنازل ومنح الاخرين ما لا يستحقونه وكان يقول ان من ترونهم اليوم يرفضون هذا المبدأ سياتي اليوم الذي يتمسكون بهذا المشروع وهذا هو المهم وليس المهم ان نفوز او ننفرد نحن في الامر.لم يطول الزمن كثيرا بما اراده وما تطلع اليه الراحل عزيز العراق من ركوب هؤلاء سفينة الاعتدال وتبني منهج التداول السلمي للسلطة وترك لغة العنف والتهديد بل انهم اليوم اكثر من يدافع عنها وهذا هو المهم هذا ما اراده عزيز العراق وهذا ما لم نكن نعرفه ولم نكن نرضى به لاننا كنا نفكر بمصالحنا وبرغباتنا بينما كان يفكر العزيز الراحل بمستقبل امة وترسيخ تجربة راقية وهذا المنهج لا يعرفه الا العظماء.ان البذرة الحقيقية التي زرعها عزيز العراق رحمه الله في تضحياته بحقوقه وحقوق اتباعه وانصاره والتي لم يدركوا اهميتها في ذلك الوقت قد أثمرت في زمن قياسي لم يتوقعه الكثير بدليل ان من رفض الاشتراك في الانتخابات الاولى ودخل في الثانية باستحقاق غيره يشارك في هذه الانتخابات باربع قوائم ويرفض تاجيل الانتخابات في محافظات رفضت من قبل التصويت على الدستور الذي نستظل بافيائه ..بعد هذا الدليل هل تطلبون دليلا على ان الجميع ركب سفينة الحكيم رغم انهم حاولوا اغراقها في بداية الامر ولم يقدموا له الشكر والعرفات حتى اليوم لكن كل هذا سياتي يوما ما طالما ان الجميع فهم الدرس وعرف لماذا كان يصر الحكيم على التضحية والتنازل من اجل اشراك الاخرين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك