المقالات

لماذا تفبرك وتسيّس بعض فتاوى المرجعية العليا مزاجيا ؟؟؟


حمودي جمال الدين

الموقف الذي تبنته المرجعية الشيعية العليا في النجف الاشرف ابتداء منذ سقوط النظام البائد إلى ألان موقفا مشرفا وثابة في حفظ أللحمه الوطنية والدينية بين جميع أطياف المجتمع العراقي بعربهم وأكرادهم وسنتهم وشيعتهم وبتلون بقية دياناتهم وأعراقهم .فرغم كل الاهتزازات والنعرة الطائفية والعرقية التي حاول المغرضون والإرهابيون زرعها بين ثنايا وصفوف هذه المكونات من اجل تفكيك عراها وانسجامها وتفتيت عضدها وتآخيها إلا انها تصطدم بفتاوى ونصائح المرجعية العليا فتذيبها وتشتت شملها وعنفوانها فهذا الدور الريادي في تعزيز الاخوه الاسلاميه أو التلاحم المصيري بين جميع مكونات هذا الشعب بكل أطيافهم ومللهم يرجع الفخر فيه للمرجعية الشيعية العليا وهو ليس بجديد عليها حيث ظلت طيلة هذه السنين تقف على مسافة واحده من جميع أطياف النسيج الاجتماعي العراقي وظلت صمام أمان واستقرار يعول في الرجوع اليها في اغلب المحن المصيرية والشحن الطائفي التي أوشكت على انهيار هذا المجتمع وتشتيت عراه وتلاحمه .لكن الغريب في الأمر إن يصدر بيان اليوم من هيئة علماء المسلمين تناولته جميع وسائل الإعلام تدعي فيه صدور فتوى من المرجع الأعلى أية الله السيد علي السستاني0 (بتحريم الدم العراقي عامة وتحريم الدم السني على وجه الخصوص ويدعوا ألشيعه إلى درء الخطر عن ألسنه )) جاء ذلك من خلال لقائه بوفد علماء المسلمين من محافظات الجنوب وإقليم كردستان وممثل الوقف السني الذين شاركوا في المؤتمر الأول لعلماء الدين في العراق والذي (سوف يعقد في مدينة النجف الاشرف) .طبعا تخللها حديث طويل للمرجع الأعلى لسنا في صدد ذكره ألان لكونه تكرر في جميع وصايا وفتاوى المرجع لعامة العراقيين طيلة هذه السنين لكن الشق الثاني الذي نود التأكيد عليه في فتوى الإمام الذي ادعاه البيان ((إن المرجع ابدى سروره وسعادته لعودة العراق إلى عافيته ووحدته بعيدا عن أذى عصابات القاعدة والتكفيريين))!!!لو توقفنا قليلا عند هذا البيان من الناحية الزمنية ومن حيث المحتوى لبعض من فقراته لوجدناه مفبرك من الناحية الزمنية لكونه لايوجد ثمة مؤتمر لعلماء المسلمين سوف يعقد في النجف وإنما هذا التصريح يعود تاريخه إلى تشرين الثاني 2007 الذي أدلى به رئيس هيئة علماء السلميين للمنطقة الجنوبية في المؤتمر الصحفي الذي عقده على هامش المؤتمر الأول للسنة والشيعة الذي عقد في النجف 2007 إما من حيث المحتوى لبعض من فقراته فهي متناقضة تماما بما تصرح به المرجعية سواء عن لسانها المباشر أو من ممثليها وخطبائها ومن على منابرهم والتي تؤكد في اغلبها على عدم رضاها وامتعاضها من الحالة البائسة والمخزية التي وصل إليها العراق وبعد عشر سنوات من التحرير من نظامه البائد حيث تشير اغلب فتاوى المرجعية وخطباء منابرها إلى حالة التردي والانهيار الكبير في المنظومة الامنيه والتي تستغلها المجاميع الارهابيه لتحقيق مأربها الدنيئة.وفي أخر خطبة لممثل المرجعية وعقب الهجمات النوعية والمنتقاة التي قام بها الإرهابيون في بغداد وبعض المحافظات حمل ممثل المرجعية مسؤولية الدماء التي تسال من أبناء شعبنا إلى الكتل السياسية التي تتصارع فيما بينها من اجل المغانم والمناصب وهي التي مهدت الطريق للإرهاب وخلقت له الأجواء المناسبة للقيام بهذه الكوارث المميتة لأبناء شعبنا وتسائل عن جدوى الخطط الامنيه والإعداد الكبيرة والهائلة للعناصر الامنيه والمبالغ الطائله التي صرفت لتحقيق الجانب الأمني .فضلا إلى ما وصل إليه المجتمع العراقي من تمزق وانقسام تشير بوادره إلى هذه التكتلات والاصطفاف الطائفية بين جميع أطيافه حيث لم يمر على العراق طيلة عمره مشهدا سياسيا كما هو عليه ألان .فأي عافية ووحدة وانسجام وأمان واستقرار يبشرنا بها بيان هيئة علماء المسلمين وعلى لسان مرجعيتنا في محاولة منه لتوظيف فتوى قديمه ليعكسها سياسيا على واقعنا الحالي وهذه مغالطه يراد بها تبيض وجه الحكومة وسياسة أحزابها وممثليهم ويوقع المرجعية العليا في متناقضات في غنى عنها امام جمهورها ومريديها واتباعها .علما إن احد مسئولي مكتب المرجع الأعلى صرح لوكالة نون الخبرية نافيا صدور أي فتوى أو تصريح للمرجع الأعلى بهذا الخصوص.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي
2013-03-24
انها مكيدة لابعاد الشيعة والتشكيك بمراجعهم لانه يتضمن درء الخطر عن السنة وكان السنة حاليا مظلومون من قبل الشيعة كما يقولون في مظاهراتهم الطائفية وكان المرجع يدافع عن السنة برغم اعتدائاتهم ومواقفهم العدائية للشيعة حاليا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك