المقالات

كذب وادعاء!!


مالك المالكي

الشعار اغلب الاحيان يؤشر على حالة واقعية او قريبة منها، وهذا الاكيد يحدد حسب وعي وادراك القائل والسامع، اي من يرفع الشعار ومن يستهدف به، العراق عاش اربعون ونيف من عمره، وهو يعيش على شعارات كلها كذب وادعاء، سمع الوحدة والحرية والاشتراكية، ولم يرى تطبيق حرف من ايا منها، ولمن يريد فليدقق تاريخ البعث والبعثيين. صمت مسامعة، امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، ولم يرى في الواقع الا امة مشرذمة، تعددت بها اللهجات والعادات لابل وحتى اللغات! ولم يعرف الى الان اي رسالة تسعى لها وتريد ان تصل لها تلك الامة التي ضحكت من هزالها الامم، من خلال افعالها واعمالها، لاسيما من رفع الشعار، حتى ظهرت الخدعة وبانت الحقيقة ليتحول البعث الى عصابة من لون واحد وطيف واحد سيطرت على مقدرات العراق والعراقيين، فمنهم من ارتضى الهوان وهانت عليه نفسه، وتحول الى (حيوان الطباع) لا يفهم ولا يعي من الحياة الا البطن والفرج، ومنهم من اصر على ان يبقى انسان كما خلقه الله، فاصبح اما تحت الارض او عاش في السجون او ذاق ذل الحرمان والتهميش، واخر تحول الى( قرقوز) يهتف بحياة القائد وحزبه. اليوم يريد البعض ان يقلد تلك المرحلة بعلم او بدون علم! فسياسة الشعارات الرنانة التي سأمها الشعب العراقي لعقم انتاجها، تكاد تكون الان منهج ووسيلة لتغيير الواقع وحرف الانظار عن الحقيقة، التي يعيش فيها الشعب، ونجد هذا ماثل في شعارات القوائم الانتخابية المؤمل مشاركتها في انتخابات مجالس المحافظات، هذه الشعارات التي تجافي الحقيقة التي عليها الواقع. فشعار مثل عزم وبناء الذي ترفعه دولة القانون، شعار استغفالي منقوض جملة وتفصيلا، فالعزم والهمة اقل مفردتين افتقرت لهما قائمة دولة القانون وهي تحكم البلد مركزيا وتدير اكثر من اربع محافظات هي الاسوء بين محافظات العراق الاخرى من جميع النواحي، فلاعزم في تطبيق وتنفيذ القانون، ولاعزم في اشراك الجميع في ادارة السلطة واصدار القرار، ولاعزم في مواجهة الارهاب والفساد، والامس دليل واضح وفاضح لهكذا شعارات ممجوجة، فعندما يقرر الارهاب الذي تهالك في السنوات السابقة، وينفذ بحرفية وقدرة اكثر من عشرين عملية ارهابية بزمان واحد، وعندما يتمدد ليغطي محافظات لم تشهد اي عملية ارهابية سابقا، اين يمكن ان يوضع العزم الذي تدعيه دولة القانون! وكذا الفساد الذي اصبح مقنن وبالنادر تجد دائرة او شخص يتبع لدولة القانون الا وكان رمز من رموز الفساد الاداري والمالي، حينما غاب العزم عن الحكومة التي وعدت بالثورة على الفساد لتظهر النتائج انها ثورة لدعم الفساد! اما الشطر الاخر وهو البناء فهذا كلام لايتجاوز حنجرة قائليه، اي بناء والعراق من اقصاه الى اقصاه لم يشهد انجاز مشروع واحد للحكومة المركزية او لحكومات المحافظات التي تديرها دولة القانون، فبغداد ومحافظها من افسد المسئولين في الدولة العراقية ولم ينفذ طيلة اربع سنوات اي مشروع يتناسب مع ميزانية المحافظة الكبيرة، وكذا البصرة وكربلاء المقدسة والديوانية، اذن الشعار ضربة اخرى من الضربات الموجعة المتتالية التي توجهها دولة القانون للشعب العراقي ونظامه الجديد، وينبغي على الشعب ان يستحضر اساليب وطرق النظام السابق الذي اكتشف الناس كذب شعاراته، فنبذوه، فسامهم العذاب كي يسيطر على الحكم وحذاري ان تعاد التجربة...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك