المقالات

صندوق الامتيازات وليس الانتخابات


احمد سعدون

الانتخابات العامة بكل أشكالها هي أسلوب الديموقراطية المنظم لاختيار الحكام من قبل المحكومين دورياً، وهي بالتالي صورة من صور المشاركة الشعبية في صناعة القرار. ومع مراعاة الاختلافات النوعية بين أنواع النظم الديموقراطية ونظم الانتخابات العامة فيها،وهذه الممارسة المقدسة في نظر العالم الغربي تخضع لعدة ضوابط وقيم في اختيار الشخص المناسب ومدى قدرته على تقديم افضل الخدمات لابناء مدينته لذلك لانستغرب ان نجد في بلدانهم الفنان والطبيب والتاجر وكافة الشرائح المختلفة تقود ولايات يبلغ تعداد نفوسها بلداننا العربية بعدة اضعاف ولكن بعد التمحيص جيدا في سيرتة الذاتية وشهادات الاختصاص ونشاطاته في مجال حقوق الانسان وحقوق الحيوان والمحافظة على البيئة وكل ما يتعلق بحياة المواطن ، اما الحال في بلدنا الفتي في تجربته الديمقراطية انتجت لنا هذه التجربة فوضى خلاقه من حيث الاليات والضوابط في اختيار المرشح ويعزو السبب في ذلك الى عدة امور منها تسلط مجموعة من الاحزاب على جميع مفاصل الدولة وهذه الاحزاب تأتي باشخاص ليس لديهم اية مؤهلات تمكنهم بتقديم أي خدمة مجرد الامتثال لاوامر وقرارات الحزب الذي ينتمي اليه والشيء الثاني والاهم هو الحصول على امتيازات ومكاسب المنصب من رواتب وسكن وسيارات فارهة يستمر بالتمتع بها طيلة فترة حياته حتى بعد احالته للتقاعد وحصوله على راتب تقاعدي يساوي راتب مدير عام خدمته 30 عام في دوائر الدولة الأخرى هذه الامتيازات هي التي تحفز كل من هب ودب وبمسميات مختلفة الحاجة والعلوية وخادم في موكب حسيني وشيخ العشيرة مع احترامنا لجميع المسميات بالظهور علينا في فترة الانتخابات وكلهم يحملون شعارات حب الوطن والموت في سبيله وانهم عون للفقير والى غير ذلك من شعارات التفاني والايثار ولقد اصبحت هذه الشعارات علامة دالة للمفسدين وبقي البلد يمر من سيء الى اسوأ والشيء الثاني هو قلة وعي الناخب في اختيار الشخص المناسب والكفوء ويتطلب ذلك الاطلاع اولا على البرنامج الانتخابي للمرشح وما يتضمنه هذا البرنامج من افكار ورؤى مستقبلية وسيرة ذاتية تعتمد على معايير الصدق والنزاهة وعلى نشاطات فعالة في كافة المجالات التي تتعلق بحقوق الانسان وشهادات علمية في مجال الاختصاص ورجل ميدان وليس رجل يجلس وراء المكتب ويصدر التعليمات بدون متابعة هذا جانب والجانب الاخر يجب اعتماد تحصيل دراسي معين كأقل تقدير شهادة الاعدادية لكي تكون له رؤية واضحة في الاختيار ولايخضع لتأثيرات وشعارات براقة وكذابة يمارسها وعاظ السلاطين على البسطاء بعد ارتفاع نسبة الامية الى ما يقارب 7 ملايين امي في العراق لان اصوات الاميين تجلب لنا مرشحين اميين ايضا والا سوف نستمر في هذه الحلقة المفرغه ويبقى المتضرر الاول والاخير هو المواطن البسيط .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك