المقالات

شعب يعطي الحياة من تحت الأرض


واثق الجابري

عندما نستذكر حلبجة تتحرك اوجاعنا , ونستذكر كل المواقف الاليمة , نكشف عن زيف التاريخ والشعارات من حكام الدكتاتورية , نقف بأجلال واكبار واحترام امام شعب وقف بوجه الدكتاتورية والتمييز والعنصرية , نستذكر الانفال والشعبانية والمقابر الجماعية واللأهوار , شعباّ سطر اروع الامثلة في الصبر والأباء والتضحية وكتب بحروف من نور ودماء عبّدت طريق الأحرار وكتبت الخلود , شعب لا ذنب له سوى ان يريد العيش بسلام , نقف اجلالاّ وتبجيلاّ لمن ضحوا بشبابهم وطفولة ابنائهم وزهور الطبيعة التي احرقت معهم ليخطوا طريق الكرامة , كشفت تلك الحقبة عن ابشع جرائم يرتكبها حاكم بحق شعبه بوحشية وهمجية , وصمت عالمي ومنظمات حقوق انسان وشعوب ناصرت الجلاد لتورث عقول لا تزال تمجد الطواغيت , خلفت تلك الجرائم محرومين لا يزالون تحت نير الحرمان ولم تعاد حقوق لمن هاجر او هجر وسجن وشرد وأسكن في سجون كقبور في الحياة , اليوم مسؤولية الشعوب ان تعترف حق الشعوب في الانصاف تلك الجرائم التي خلفت المئات من المقابر الجماعية والانتصار للمظلوم على الظالم , وجريمة حلبجة ما هي الى واحدة من سلسلة من الانتهاكات الانسانية , نستذكر منها جرائم المقابر الجماعية والاهوار والشعبانية , نستذكر من دفنوا وهم احياء نستذكر عوائل المراجع والعلماء والمفكرين والابرياء , نستذكر قصص كان ابطالها رجال ونساء واطفال وشيوخ , وننظر بألم لتلك البيوت التي لا تزال كالأطلال وهجر وهاجر اهلها وتساقطت وهي باكية , نظام تفنن في الوحشية والظلم وافرغ هزائمه في صدر شعبه ليستخدم كل اساليب البطش , وبعد ان حرم الجنوب والوسط من ابسط الخدمات لكون ارضهم ساحة للحروب العبثية وابنائهم حطب لها , حتى انتفضوا في الشعبانية ولاحق الثوار والمدنين الى الاهوار في هور الحمار والحويزة وال جويبر , ومن ثم تم تجفيف الاهوار بتحويل دجلة والفرات ونقل السكان بشكل اجباري والقيام بالاعدامات الجماعية , وقد سجل (كلاوس تويفر ) المدير التنفيذي لبرنامج الامم المتحدة( بأن تلك الجريمة انها كارثة انسانية كبرى وستبقى في ذاكرة الانسانية من اسوء الكوارث التي سببها البشر للانسان ), ومن استشهد في تلك الانتفاضة عدى المقابر الجماعية وما سبقها وتلاها تجاوز 300 ألف شهيد وبمعدل 20 ألف يومياّ عدى الألاف في الشمال , انها جرائم صارخة بحق الانسانية وامتهان لأبسط الحقوق, حلبجة والمقابر الجماعية ليست جرائم عادية , فكم من حرة طاهرة انحنى رأسها لكي تقبل يده ابنها وكم طفل مات من الحرقة على ابيه وامه ولكنهم لم يتنازلوا عن كرامتهم , جرائم تنزف لها القلوب ويبكي عليها ضمير الانسانية ويدافع عن ضحاياها وذويهم كل من حمل ذرة من الانسانية والاخلاق والدين , اليوم من يستحكم بالسلطة ومؤوسسات الشهداء والسجناء السياسين , لابد من استذكار تلك التضحيات التي انتزعت الحرية , وما وجود الديمقراطية الاّ بفضل الشهداء وعوائلهم المحرومة الى اليوم, تنتظر حقها بالتقطير , انها درساّ للأنسانية ورسالة للشعوب والحكام , بأن الحق لابد ان ينتصر وان الظالم مهما استبد لن يدوم طغيانه, وان الحياة تبعث من تحت الارض كما تنبت الزهور وان الحق لايموت وان دفن , ذهب الطغاة وبقيت اذنابهم كالاخطبوط تحاول تدمير البلاد وكسر كل الروابط الانسانية والاجتماعية , والبعض من عاش المرارة وتلك الويلات وقاسمهم رغيف اطفالهم لم يلتفت لحد الأن لأنصاف عوائل اولئك الابطال .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك