المقالات

الحكيم يسقط رهان تحويل الصورة الى سلم انتخابي


واثق الجابري

دعايات اغلب المرشحين تظهر نقص في ثقافتهم السياسية , وبروز سياستهم النفعية , من توضيح اسم المرشح والحزب وصور الرموز او الزوج والزوجة او احد الأقارب من يقف بجانبه , اساليب تخترق الانظمة الانتخابية والقوانين بأغراء المواطن , والاعتماد على الملصق الذي اصبح وسيلة بدائية للشهرة , بينما يدعي البعض الأستقلالية التي لا يوجد لها موقع في المفاهيم السياسية للتهرب من الفشل الحكومي والفساد , فيما يصر البعض على نشر صور مسؤولين في مراكز مهمة في الحكومة لأفهام الناس برمزية القوة والسلطة وإنها مصدر قوتهم , ثمة كم كبير من التساؤلات كم هي المسافة بيننا وبين المربع الأول , وهل نحن ماضون بلا عودة له, وهل تجاوزنا الماضي وعقد التمسك بالسلطة من اتخاذنا الانتخابات سبيل للتبادل السلمي للحكم واشاعة السلم الاهلي ومشاركة الجماهير في صنع القرار لتقديم افضل الخدمات , وهل ان الانتخابات لذلك الهدف فقط أم لعدة اهداف , تبرق فيها المصلحة الذاتية والحزبية من قبل من يصل الى مقاعدها , انتخابات مجالس المحافظات لا تختلف بالأهمية عن البرلمانية , وربما يعتقد البعض ان الثانية بأفضلية امتيازاتها وحصانتها وظهورها الأعلامي , ولكن الانتخابات المحلية هي الأكثر اهمية للناخب والأكثر قرباّ لحياته اليومية , ولا ننكر ان ان قبة البرلمان والمجالس السياسية اصبحت منابر للخلافات لتنسحب على مجالس المحافظات وتزج فيها , حين مطالبتها لتلك الاسباب بالأقاليم او الاتصال مع دول اخرى لتكون السياسة المتحكم بمصير الخدمة وتعطل مشاريعها , الساحة العراقية تحولت الى ساحة لأبراز العضلات والحشد الطائفي والاعتصامات والتظاهرات , مما اتاح الفرصة للعب ورقة كسب اكثر عدد من الجماهير وأشراكهم في خلافات الساسة لغرض الوصول الى الوظيفة العامة, وجعلها مرتع بدل دور الخدمة , حتى اختلفت الأساليب الى غاية ليس لها علاقة بالواجب , فلم تتردد من رفع صور الزعيم الى جانب المرشح والمرشح لا يهمه ان امتهنت كرامته او لم تظهر صورته المهم هو الوصول للمغنم , هؤولاء المرشحين وقادتهم لا يمكن ان يكونوا قادة في هذا التشويش على عقيلية المواطن وخداعه وجعله يصوت بلا وعي , ليولد لنا برلمان لا علاقة له بالعمل البرلماني سوى المدافعة عن الزعماء ومجالس محافظات خاضعة لأرادة السياسة , والمقعد تجارة رابحة تجنى منه المليارات فلا يهمه شجون المواطن اليومية وبذلك يتخلى عن القيم الاخلاقية والفكرية والوظيفية بالتنازع على الملك ,السيد عمار الحكيم اسقط المراهنين على تحويل الصورة الى سلم انتخابي وألزم مرشحيه ان يبرهنوا بكفائاتهم خدمة الناس وتجريدهم من سلاح غيرهم وجعل انتخابات انتخابات خدمة للمحافظات من رفع شعار محافظتي اولاّ, وارسل رسالة واضحة لأنصاف القادة السياسين بأن تلك السياسة دفع المواطن ثمنها باهضاّ وسمحت بوصول الانتهازيين والمزورين والمفسدين , وتحكمت بالسياسة الفئوية وتعطيل مصالح العامة وسرقة المال العام في وضح النهار , واثبتت ان افعالهم مخالفة للقانون ومراوغة للمواطن وان من يستعد المخالفة اليوم قبل ولوج السلطة سوف يكون هدفه المخالفات القانونية والحاجة المجتمعية , وعدم وجود صورة الحكيم دليل على عدم وجود ملاحظات على مرشحيه , وأما من يختفي خلف الزعماء والرموز وتكبير اسماء الأحزاب هو غياب للبرامج وتلاعب بمزاج الشارع , والاستفادة من مراحل السياسة العصيبة وتغييب هدف الانتخابت الخدمية وجعلها منبر أخر للنزاعات السياسية ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك