المقالات

أسئلة إلهية مهملة... ! ...بقلم: قاسم العجرش* كاتب وإعلامي


 

قبل حين من الوقت كتبت مقالا عنونته بـ"تمزيق المرسوم النبوي"

 http://burathanews.com/news/174479.html 

وهو يتحدث عن بداية اختلاف الأمة...اليوم سأتناول "إهمال الأسئلة الإلهية" حيث تأسس الاختلاف...ومن المفيد الربط بين المقالين...

   لاشك أن الفترة التي بدأت باستشهاد الرسول عليه وعلى آله الصلاة والسلام، والتي انتهت باستشهاد أخوه ووزيره أمير المؤمنين علي عليه السلام، والتي يسميها جمهرة من المسلمين بفترة الخلافة الراشدة تعتبر من الفترات التأسيسية في التاريخ..ففي خلال هذه السنوات القليلة تأسس وربما الى الأبد واقع الاختلاف الذي نما وتطور الى ما نحن عليه اليوم، ومع أننا لا نعلم الى أين سينتهي في الآفاق الزمانية التي ندركها، لكن القدر المتيقن أن زمنا ((يرونه بعيدا ونراه قريبا...)) سيشهد تغييرا جذريا وحاسما سينهض به الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف...

   والذي لا شك فيه أيضا أن وقائع تلك الفترة، هي التي صاغت الفكر السياسي لكل الفرق الإسلامية بلا استثناء..تلك الفترة التأسيسية بالتاريخ جرى تقديسها زمانا ومكانا لدى المسلمين، وأتخذ التقديس هنا منزلته بصرف النظر عن الجوهر لدى الجمهرة التي أشرنا إليها، والتي امتدت بنيتها الى يومنا هذا..فشكلت أغلب ما لدى القوم من بضاعة في هذه السوق، وليس بمبالغة أن نقول: إن ما لديهم اليوم ليس إلا رجع صدى لتلك الأيام، رسخت في عقولهم وعقول أحفادهم الباطنة، وغلبت على بؤر شعورهم، رغم بقائها في هوامشها، فتحولت الى مناهج وسلوك..

   مشكلة الاختلاف نشأت إذاً من تقديس التاريخ وعدم إخضاعه للنقد في أي مرحلة من مراحله..وكلما تعتق التاريخ؛ تكتسب نصوصه قدسية أضافية بالتعتيق، كأنه خمور الأديرة لا تستمد جودتها لدى الرهبان إلا بتعتيقه...ومع أن السلع العتيقة تكون أرخص ثمنا من السلع الجديدة، لكن سلعة التاريخ تخضع لمعيار مقلوب، فإنه كلما تقادمت مورثاته ازدادت قيمتها مع شحوبها...

    وتتعقد مشكلة فهم التاريخ التأسيسي بانقسام مثقفي الجمهرة إياها الى فئتين: فئة مطلعة على التفاصيل إطلاع القاريء الدارس كنموذج أمثل غير خاضع للنقض، وهو يعتقد قدسية أحداث وشخوص تلك الفترة عن وعي وإدراك وتصميم، فيذب عنها وفقا لما أعتقد وبمقدار علمه الضئيل والموجه. وفئة أخرى "تسمع" أو "تقرأ"، فتردد مفردات النموذج بلا وعي .

   ومثلما هو بائن، فإن أي من كلتا الفئتين تسوقه العاطفة في موقفه وتصرفه وشعوره، توجهه بلا جماح مكبوحة قداسة غير حقيقية لشخوص وحوادث الجيل الأول بعد استشهاد المؤسس الأعظم. وبالمناسبة حتى استشهاده موضع اختلاف، فهم يعتقدون وفاته منكرين النص الإلهي الذي يصفه في مواطن عدة من القرآن الكريم بالشهيد...

إن مقتضى إنصاف النفس ـ إذا أرادوا أن ينصفوها فعلا، وهو ما ليس متوقع، لكننا ما فتئنا نردده على مر قرابة 1400عام، أن يكبحوا جماح عاطفتهم وينزعوا القداسة عن تلك الأيام ووقائعها، ويتناولوها بطريقة الباحثين عن الحقيقة بعيون الحق، وسيتوصلون حتما الى نتائج تخالف ما توصل إليه "السلف" الذي كان تحت التخدير الموضعي للعاطفة...

كلام قبل السلام: (أفلا تعقلون..) (أفلا تنظرون..) (أفلا يتدبرون..)..أسئلة إلهية مكتوبة في امتحان الإيمان، أهملت عاطفة القوم الإجابة عنها وبدوا وكأنهم غير معنيين بها..!.

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قاسم العجرش
2013-03-11
الأخ الكريم ابوقاسم الفتلاوي وفقكم الله تعالى : بدءا أشكر مرورك الكريم وإهتمامك بما أكتب، كما أشكر تعليقتك لكني أود أن تتمعن بالنص جيدا وستجدني لم أثلم معاذ الله من المكانة العالية المحفوظة عند عرش ربنا جل في علاه لرسولنا الأكرم وآل بيته الأطهار، بل بالعكس كنت أقرع القوم على تحريفهم وقائع التاريخ. ومثلما يعلم جنابكم الكريم أننا ومنهم أنت إيها الفتلاوي العزيز، أصحاب عقيدة ترى المقام المحمود لرسولنا الأكرم وآلبيته الأطهار راي العين، فيما يرى القوم أن رسول الله ليس إلا صاحب رسالة أداها وذهب الى دار حقه حاله حال كثير من المصلحين..أما آل بيته فهم سواء بسواء مع من يطلقون عليهم تسمية "الصحابة" وبضمنهم أبن آكلة الأكباد... أرجوا أن لا تحمل النص ما ليس فيه..مرة أخرى أشكرك جدا
ابو قاسم الفتلاوي
2013-03-11
اثارتني عبارة كتبها الكاتب قاسم العجرش وهي (وبالمناسبة حتى استشهاده موضع اختلاف، فهم يعتقدون وفاته منكرين النص الإلهي الذي يصفه في مواطن عدة من القرآن الكريم بالشهيد). وهنا سؤال مطروح للاخ الكاتب هل ان مكانة رسول الله عند الله تعالى ستكون افضل في حالة استشهاده مما في حالة وفاته وفاة طبيعية ؟؟. بعض الاحيان يرتكب الكثير اخطاءا من حيث لا يعلم .. مكانة الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) هي ثابتة ومقامه عند الله تعالى هو المقام المحمود .. اعتقد وصلت الفكرة.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك