المقالات

موازنة ...... الاحذية


الحاج هادي العكيلي

يمثل رفع الحذاء أو التهديد والضرب به أقسى أنواع الاهانات في الثقافة العراقية والعربية بشكل عام . فقد نال صدام حسين الاهانة على يد الامريكيين ففي 9 نيسان 2003 وبعد احتلال بغداد قامت القوات الامريكية باسقاط تمثال كبير لصدام حسين قابع في ساحة الفردوس وبمجرد نزوله على الارض أنهالت عليه احذية العراقيين ضرباً ، وليشتهر الرجل العراقي (( أبو تحسين )) من على شاشات الفضائيات وهو يضرب بنعله بقوة على ما تبقى من تمثال صدام ليتحول الى مَثل وعبارة شهيرة (( نعل أبو تحسين )) ليهدد من جديد استخدام النعال بوجه كل من لا يحترم الشعب والدستور والقانون بشكل عام وكذلك المفسدين ومن أمتنهوا الفساد الاداري والمالي . وبينَ السياسيين والاحذية علاقة قديمة يستخدمه لتعبير عن موقف سياسي لطالما كان حاضراً في الثقافة السياسية أحياناً يَضرب السياسي به وأحياناً يُضرب به ، كما حصل مع النائبة عالية نصيف في مجلس النواب العراقي عندما قامت بضرب رئيس كتلة القائمة العراقية في مجلس النواب النائب سلمان الجميلي بحذاءها رداً على الاهانة الكلامية لها بعبارات تخدش الشرف وهذه الحادثة قد تكون الاحدث من بين سلسلة الاحداث التي وقعت سابقاً والتي تدل على وجود علاقة بين السياسيين والاحذية ، ولكنها ستكون الوحيدة التي ستدخل التاريخ الحديث في عالمنا العراقي والعربي وقد سبقتها أم علي زوجة عز الدين أيبك وجواريها بقتل ضرتها شجرة الدر حاكمة مصر ضرباً بالقباقيب في القرن الثالث عشر أنتقاماً لمقتل زوجها عز الدين على يدي شجرة الدر التي أستأثرت بالسلطة . ولكن مع ذلك نلاحظ أن للاحذية مع بعض السياسيين مواقف جيدة أستخدمت فيها كوسيلة للتعبير عن الاحترام والتقدير وفي هذا الاطار فأن النائبة عالية نصيف ضربت النائب سلمان الجميلي بفردتي حذاءها تعبيراً عن أحترامها له لكونه رئيس كتلة برلمانية ولو كان غير ذلك لاستخدمت فردة واحدة من حذاءها فقد تكون متأثرة بالزعيم الهندي الشهير غاندي عندما كان يجري للحاق بالقطار وقد بدأ القطار بالسير وعند صعوده القطار سقطت أحدى فردتي حذائه على الارض وحين فشل في التقاطها أسرع بخلع الفردة الثانية ورماها بجوار الفردة الاولى على سكة القطار فتعجب منه مرافقوه وسألوه لماذا رميت فردة الحذاء الاخرى فأجاب غاندي (( أحببت للذي يجد الحذاء أن يجد فردتين فيستطيع الانتفاع بهما ، فلو وجد فردة واحدة فلن تفيده )) وبالفعل فعلت النائبة نصيف برمي النائب الجميلي بفردتي حذاءها لكي ينتفع بهما من جميع النواحي . وأكثر ما عرف وأنتشر عن مواقف الاحذية أنها تسبب أحراج العديد من السياسيين وأنها أستخدمت للتعبير عن الغضب والاعتراض على موقف سياسي معين ، فكانت النائبة نصيف تعبر عن موقفها السياسي اتجاه تاخر أقرار الموازنة الاتحادية في مجلس النواب بسبب تحريض النائب الجميلي النواب على عدم دخول قاعة البرلمان والتصويت على الموازنة بسبب مواقف سياسية والبحث عن المنافع الشخصية والحزبية . وقد أعتبر تصرف النائبة هذا هو الفرج عن الموازنة والمصادقة عليها من قبل مجلس النواب ولنطلق عليها (( موازنة الاحذية )) لتبقى تاريخاً للاجيال باقرار الموازنة مقترن بهذا الحدث الكبير كما أقترنت تواريخ كثيرة باحداث .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراقية
2013-03-10
السلام عليكم يبدو ما يحدث في البرلمان ١- اختلافات على المصالح ٢- صراعات طائفية وحزبية ٣- فئة في البرلمان من لا يريد ان تسير الامور بالشكل الصحيح ٤- فئة عقولها متحجرة ٥- شعار لا توافق مع الشعب بل تكلم لاشتهر ٦- الميزانية بضخامتها لا تمثل حق الشعب بل مجرد أموال. تقسم كلها لا تمثل مصلحة الشعب لان كثير من الشعب لم يحصل على حقوقه ولا الخدمات نريد عقلاء القوم ان يحلوا مشاكل المواطنين
كلمة
2013-03-09
لا اجد ان الحذاء وسيلة لمطلب وهو اسلوب غير حضاري ومخزي بالنسبة للمثقفين ومن يمثلون الشعب مهما كانت دوافعه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك