المقالات

إجتثات البعث !. من ألمانيا بقلم: محمد محبوب


 

قبل عامين تلقيت استدعاءً من المدعي العام الألماني وهو ما يعادل قاضي التحقيق في العراق لان النظام القضائي مختلف هنا وذلك بتهمة الترويج للنازية، وكانت مفاجأة غير متوقعة وشديدة الوطأة، قرأت الرسالة مرات ومرات وأنا غير مصدق، كيف حدث أن توجه لي تهمة مثل هذه، وما علاقتي بالنازية وأنا عراقي عربي مسلم، ولعلي لو عاصرت النازية لكنت احد ضحاياها، قلت في نفسي، لا بد من خطأ ما وعليّ ان أتصل صباح اليوم التالي بدائرة الشرطة للاستفسار عن سبب هذا الاستدعاء الغريب، وهو ما حدث فعلا، وجاء التأكيد صاعقا، نعم أنا متهم بالترويج للنازية وعليّ المثول امام المحكمة وتوكيل محام للدفاع عن نفسي!.

لا أخفيكم التهمة خطيرة ومخيفة هنا في المانيا وعقوبتها مُشددة، ففي حالة سابقة في نفس المحكمة تم الحكم على رجل ألماني بخمسة أعوام سجن وغرامة عشرة ألاف يورو وفي أخرى مع مراعاة ظروف التخفيف تم الحكم على شاب ألماني بعام ونصف مع غرامة ثلاثة ألاف يورو، هذا ما قاله المحامي السيد بيشر لي وهو يحاول ان يُهدئ من خواطري، وأضاف عليّ ان أطمأن ففي ألمانيا لا يوجد إعدام كما هو الحال في العراق! مؤكدا انه سوف يبذل جهده من أجل الحصول على حكم مخفف لي، يا الله ماذا يقول هذا المحامي المجنون، تطيرتُ من هذا المحامي وقررت استبداله بعد أن دفعت كامل أتعابه له والبالغة حولي ألف يورو نقدا وعدا.

أخيرا أخترت أفضل محام في المدينة السيد بولانسكي، في السبعين من عمره، بدين ملتحٍ أشعث لكنه خبير وماكر، قال أنه سوف يلتقي بي بعد ان يطلب الملف ويطلع عليه، وهذا ما حدث، نظر إلي طويلا وقال موقفك صعب للغاية ولا أدري كيف أدافع عنك، قلت يا إلهي ما لذي يحدث، ماذا فعلت أنا، قال أنك بعت جهاز أيبود من خلال السوق الألكترونية المشهورة آيبي والمشتري أكتشف انك قد سجلت في الجهاز أغنية تمجد النازية وقام بالإبلاغ عنك وتسليم الجهاز للشرطة كدليل ادانة ضدك.

هذا صحيح، فقد سبق أن بعث جهاز آيبود 80 جيجا في السوق الألكترونية وهو أمر تقوم به ملايين الناس يوميا عندما يبيعون ما لا يحتاجون من حاجاتهم وأجهزتهم القديمة، ولكن ماذا عن الأغنية التي تمجد النازية، قلت لا أعلم عنها شيئا، قلت يا سيد بولانسكي كيف لي وانا عربي ومسلم ان أقوم بالترويج او بتمجيد النازية وهي التي كانت تعدنا ـ نحن العرب ـ في مرتبة أرقى من القردة بقليل، هذا مستحيل وغير منطقي، يمكن أن نصدق ان شابا ألمانياً يقوم بتمجيد النازية، لكن ليس رجلا بالغا مثلي ومن أصول عربية ومسلمة وأنا شخصية عامة ومعروفة من قبل الادارات والأحزاب والمنظمات في المدينة وعضو في منظمة لمكافحة الكراهية ضد الأجانب وعرضت عليه وثائقا وصورا تؤكد كلامي، قال السيد بولانسكي: هذا لا قيمة له قانونا، المهم أنت الآن في نظر القانون متهما بتمجيد النازية وهناك دليل مادي ضدك وعلينا تفنيد هذا الدليل.

لا أريد الإطالة، لكن بعد عام كامل حصلت على إبطال التهمة ضدي نهائيا لعدم كفاية الأدلة مع ملاحظة عدم تكرار ذلك ودفع غرامة للمحكمة، خسرت في هذه القضية حوالي ألفين وخمسمئة يورو مع قلق وأرق على مدى عام كامل، وأكتشفت ان المانيا والدول الأوربية ما زالت تتشدد في محاسبة المروجين والداعين الى الحزب القومي الأشتركي الألماني المعروف بالنازي.

أسوق هذه التجربة الشخصية ردا على المطالبين بإلغاء قانون المسائلة والعدالة ولم يمض بعد عشرة أعوام على سقوط النظام البعثي، مع العلم أن قوانين مكافحة النازية ما زالت الأكثر تشددا في العالم رغم مضي أكثر من ستين عاما على سقوط النظام النازي، وقانون المساءلة والعدالة وما سبقه قانون اجتثاث البعث هما الأكثر تساهلا في التعامل مع حزب البعث الذي لا يختلف كثيرا عن الحزب النازي في جرائمه، فكلا الحزبين دخلا حروبا عبثية مدمرة وحطما مقدرات البلدين ألمانيا والعراق وكبلاهما بالعقوبات والديون، والحزب النازي عُرف بمحارقه الجماعية، بينما عُرف حزب البعث بمقابره الجماعية، فلا فرق كثير بين الحزبين.

2/5/13308

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Ali
2013-03-09
سوء ادارة الدولة بالكامل اخي هم جبناء يخافون جهاز المخابرات السابق وجهاز الامن الخاص وغيرها من الاجهزة الارهابية وانظروا لحمايات المطلك والنجيفي والهاشمي واطلبوا منهم اي من الدولة ان تعلن اسمائهم وماذا كانوا يعملون سابقا كل هذا يفتكون بالشعب والحكومة تتفرج وبجواب متواضع من المالكي ولو ان لي علم بان غير الهاشمي ايضا يمارس نفس الفعل فعلى الاقل نطلب منهم ان يتوقفوا عن ذلك هذا نص كلامه وانا سمعته بنفسي ولو كان ذي حنكة يتكلم هكذا وليعلم الجميع باننا سوف نضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه بالقتل والارهاب وسوف نستعمل نفس اسلوبهم بالقضاء عليهم وذلك نحن جانب الحق وهم جانب الاجرام والخديعة فلا ينام ليله هنيئا من الان فصاعدا ولايعلم متى ساعة الغضب تاتيه ولكل له دوره ووقته ولكن اوعدكم بان لا يطول ٠ هكذا خطاب يدخل الرعب في قلوبهم وليس تخضعا وتوسلا بهم مع احترامي للكل هؤلاء جماعة حزب الدعوة الافضل لهم ترك امور الدولة بالكامل والتوجه الى الحسينيات وحلقات التنظير ويبداون بالنقاشات وليبداوا باول شئ من الشفافية وبعدها الملفات وكيفية تنظيمها وخزنها ٠ مو ملينا كل ما يطلع ايجلب بكلمة ذبحنا قبل من جانت شغلة الاستثمار ما ادري منو معلمه مال هاي ان راس المال جبان عاد بيها وصقل لمن مردنا مرد وهسه امجلب عندي ملفات وعندي ملفات واللي قبله كل شوية شفافية وما شفافية حتى احنا كمنا ما انبين لان صرنا شفافيين بس هدومنا طالعة ما كافي مو سقطتوا حتى الطائفة من يا مذهب انتوا اشوا ويه السنة بس لواكة ويه الشيعة تتكبرون براسهم من ٠٠٠٠٠٠٠٠٠ هاي مو الكم الفراغ هاي للناس اتكمل اشوية خلي تنفه عن روحها مو ماتوا اتريد اخليلكم فراغ ثاني لو بس واحد يكفي
حميد
2013-03-08
السبب الرئيسي هو نحن لم نستطيع تسويق جرائم صدام امام العالم ولا حتى الجرائم التي حدثت بعد التغير في 2003 وهذا مازاد من الارهاب والسياسين العراقين المكرة خطوا على كل شيْ واستعملوا سياسة عفى اللة عمى سلف فترك المهجرين والمهاجرين واصحاب المقابر الجماعية وغيرهم في مهب الريح وان وجد قانون لغرض انصاف الضحية فهو خجول نوعا ما ولا يوجد قانون واحد الى تجريم وتحريم البعث وكيفية تطبيقة الى هذا اليوم حتى هيئة دعاوى الملكية قد حلت او تنحت عن واجبها
حسين الكعبي
2013-03-08
يا أستاذ محمد المشكلة ليست هنا حقيقة الأمر نحن المطاردون من قبل البعث المجرم يأخذون الرواتب كل شهر وأبنائهم جميعا قد تعينوا في دوائر الدولة وتجدهم في البرلمان وفي السلطة والجيش وهم لهم اليد الطولي في كل مفاصل الحياة ونحن الذين كنا مطاردون في زمن البعث مطاردون ألان في لقمة العيش وفي السيارات الفخفخة وهم من يقوم بالمظاهرات ويهدد على مسمع ومرئي من الملضومين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك