المقالات

من اراد كل شيء.. دمر كل شيء...بقلم: الدكتور عادل عبد المهدي* نائب رئيس الجمهورية المستقيل


 

قانون يتكرر في كل يوم وفي كل بقاع الارض.. رغم ذلك لا نتعلم الدرس ونستمر بتطرفنا وعنادنا. فما ان تميل الدنيا قليلاً لنا الا ونطمع بكل شيء.. ونتصور ان "عبقريتنا" هي التي رفعتنا.. واننا قادرون على فعل كل ما نشاء، والاحتفاظ بما نشاء.

لن نذهب للامثلة البعيدة في المكان والزمان.. فلقد اراد مبارك كل شيء، فخسرت مصر، بل خسر مبارك نفسه وعائلته.. وكذلك اراد القذافي وحزبا البعث في سوريا والعراق ان يحكما بنظرية الرجل القائد والحزب الواحد، فلم تدم لهم الدنيا.. وخربوا بيوتهم بعد ان خربوا البلاد.

تفاءلت الاغلبية الساحقة بالتحولات التي حصلت في العراق.. وكذلك بالصحوات العربية.. ورغم اننا لم نفقد التفاؤل لكننا نشعر بالقلق الشديد من موجات التطرف التي اخذت تسود.. ليس بالنسبة للانظمة فقط، بل للقوى السياسية والجماهير. مما يستلزم التشديد على حقيقتين وليست حقيقة واحدة. اما الاولى فهي ان من يصعد للسلطة لا ينقل بالضرورة المفاهيم التي كان يرددها عندما كان معارضاً.. فيجدد انظمة الاستبداد والظلم، بعد ان تبتلعه مغريات السلطة وقوانينها والتي تتطلب وعياً استثنائياً للصمود بوجهها.. فينجرف في ذلك، دون ان يشعر بالضرورة بالاخطاء والاخطار التي تتسلل وتعشعش وتحيط به، مجددة الدمار والانقسام الذي ثار للقضاء عليهما. اما الحقيقة الاخرى، فهي ان من دارت عليه الايام، وخسر السلطة، لم يتعض بالدروس واسباب الفشل، فيسعى بنفس الشعارات والمبادىء والخطاب للعودة اليها. فيصبح سلوك السلطة وكأنه الحبل السري الذي يزود جنين معارضته بغذائها.. لتصبح الاخيرة بسلوكها وخطابها وكأنها الحبل السري الذي يزود النظام بغذائه.. فيصبح كل منهما مبرر وجود الاخر.. فندور في دوامة الفوضى والتغييرات والاحباطات.

فالمشكلة ليست في القمة والبنية الفوقية فقط.. بل هي في القاعدة والبنية التحتية ايضاً.. وان غياب الوعي والرأي العام وادواته.. وتراجع تقاليد العمل السياسي والمؤسسات العريقة.. وانتشار الثقافات المنغلقة التي تتجه لتنزيه الـ "انا" كفكر وحزب وحركة.. وادانة وتسقيط الاخر كمجتمع وتيارات وقوى.. وعدم الاعتراف به ابتداءاً، هي النواتات التي ستنمو.. لتصبح قوالب تسجن عقولنا وسلوكنا، سواء اكنا في حراك سلطوي او شعبي.. لتفرخ في الحالتين نزعات الحقد والعنف والاستيلاء والتفرد.. فنراكم ونكرر الفشل والدمار.. بدل ان نراكم ونكرر الانجاز والنجاح.

15/5/13303

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قصي الرفاعي
2013-04-12
صدقت ياسيدنا الفاضل الدكتور عادل المحترم . كم كان لنا أمل بأن تكون سلطة الحكومة بأيديكم لتقضون على التسلط والقائد الضرورة التي أعادها علينا حزب الدعوة والذي كان ينتقد أسلوب البعث وصدام وهو اليوم يعيد نفس المفردات التي تمجد قائدهم الجديد الهزيل الضعيف الفاشل حتى عن حماية نفسه وجماهيره وقد تفرغ لأثارة المشاكل بين أطياف الشعب العراقي للتغطية على فشله الذريع في أدارة البلدفأخذيتوكئ على أثارة النعرة القومية مع الكرد والطائفية مع السنة وبأييد من مستشاريه ونواب كتلته الصبيان اللذين لايفقهون من السياسة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك