المقالات

عمار الحكيم بين منهج الاعتدال وبين رواسب الحقد والإفلاس


عباس المرياني

تمثل رؤية وفلسفة ومنهج السيد عمار الحكيم في معالجته للازمات المتلاحقة ووضع الحلول المناسبة لها او في علاقاته المتميزة مع الجميع سواء على الصعيد المحلي او على مستوى دول الجوار او على المستوى الاقليمي والدولي حالة فريدة ومتميزة في الوقت الحاضر لأنها تختلف تماما عن كل ما يطرحه الفرقاء السياسيين سواء من كان ضمن مركب الحكومة او من هم خارجها او من هم بالضد منها او أولئك المترددين بين الحكومة وبين معارضتها.ومنهج السيد الحكيم باختصار هو منهج الاعتدال والواقعية ومنهج تغليب الحلول على المشاكل والحوار على القطيعة والمحبة على الكراهية ومنهج اشاعة الثقة والطمأنينة بين جميع الفرقاء السياسيين.وقد اثار هذا المنهج المتميز والذي يصفه البعض بالرمادي لانه يقف في منتصف المسافة التي يقفها الاخرين والواصلة بين الاسود والابيض بحالة من الذعر والارباك في مواقف وتوصيفات الاخرين حتى عدها البعض بانها حالة انتهازية القصد منها التسلق على حساب مصالح المواطن والروح الوطنية للوصول الى السلطة والمكاسب الانية وعدها الطرف الاخر انبطاحا للاطراف المعادية او المطالبة بحقوق يعتقد البعض انها ليست من استحقاقهم بينما يراها البعض مواقف عقلائية ومحترمة الا ان طبيعة تواجده او مصالحه تجعله يعزف عن التعليق عليها او الوقوف تحت رايتها.وبين مواقف هذا الطرف او تلك الجهة يتضح ان طبيعة خطاب السيد عمار الحكيم اصبح علامة مميزة في صفحة السياسة العراقية المرتبكة والتي يصعب صمود منهج الاعتدال والوسطية فيها في ظل تصاعد صيحات الاحتقان والتسقيط المتبادل بين اطراف الحكومة فيما بينهم وبين اطراف اخرى وهذا المنهج في الاثارة حشد الشارع بين مؤيد ومعارض وهو امر متعارف عليه ولم يكن في قاموس السياسة المعقدة ان ينتصر منهج الاعتدال على منهج التصعيد وردات الفعل .وما يثير الشفقة والافلاس في ان واحد هو هذا التخبط والضبابية والحقد في طرح البعض والذي يتهم فيه السيد الحكيم بمحاولة السعي للحصول على مناصب ومكاسب لكن دون جدوى هو هذا القفز على الحقيقة والتي تتجلى بوضوح في مواقف السيد الحكيم الرافضة لكل الاغراءات والمناصب والمكاسب التي عرضتها عليه الحكومة او خصوم الحكومة والتي تراوحت بين رئاسة الوزراء وبين مناصب ووزارات وهيئات متنوعة الا ان الحكيم رفضها جميعا ليرد كيد المخادعين والمتصيدين في الماء العكر الى نحورهم وليثبت لهم ان مبادئه ومواقفه ليست للمزايدة او للتغير كما يفعل البعض عندما يعلن شيئا في المساء ويتراجع عنه في الصباح وما اكثر هذه المواقف والتي باتت مشاهد مألوفة في عالم السمسرة السياسية فمن يرفض الاشتراك في حكومة المالكي في النهار يبدل موقفه بسهولة في الليل بعد ان يرضخ للضغوط ويستلم الحصة ومعها حق القبول ليعلن مشاركته ثم ما يلبث ان يتراجع او يتهجم على الحكومة رغم انه جزء منها.الشيء الاخر في تناقض البائسين هو هذا التقليل من قيمة السيد الحكيم وجماهيريته وتاثيره على صناعة القرار من جهة وبين اتهامه بتعطيل القوانين وسلطة الدولة من ناحية اخرى والمفروض ان من لا يملك حضور جماهيري ومقاعد نيابية وتمثيل حكومي كما يدعون لا تكون لديه قدرة التاثير الا ان واقع الحال يقول ان هذا الحكيم هو بيضة القبان وان سلطته تتعدى حدود من حملته الصدفة والصفقات الى مراتب لم يحلم بها كما ان ارقام المفوضية لا زالت تقول ان عمار الحكيم رقم صعب في حساب المعادلة السياسية يعززها هذا الصعود المتنامي بين اوساط الشعب العراقي.ان منهج الحكيم في الاعتدال والوسطية سينتصر على من سواه من الافكار والاطروحات التي تركز على العنف والحقد والكراهية وهو خيارلا يرفضه العقلاء واصحاب المناهج المعتدلة والوطنية كما ان اشراقة صبح الحكيم لن تطول بعد ان مل الناس من الازمات والمشاكل والتي لم تخلف غير الموت والفقر والدمار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عمران العسكري
2013-03-02
السلام عليكم ان المنهج الذي يسير عليه السيد عمار الحكيم هو المنهج الحكيم والرائد في هذا الزمان الصعب الذي يمر به الشعب العراقي وهذا المنهج هو منهج ابائه من ال الحكيم وهو منهج المرجعي العليا التي دائما تامر بالعقلانية والمسامحة وروح التعاون وهذا المنهج الذي تامر به المرجعية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك