المقالات

لماذا محافظتي أولا..؟؟


عباس المرياني

يمكن اعتبار شعار اي مكون سياسي بمثابة الاختصار العملي للرسالة او الصورة التي ينوي هذا المكون السياسي طرحها الى الجمهور عامة او الى فئة محددة خلال فترة معينة ترتبط بممارسة ديمقراطية او بتجذير منهج هذا المكون او المؤسسة او الشركة ومعروف ان الشعار يفضل ان يكون مختصرا ومركزا وواضحا ومفهوما والأفضل ان يكون غريبا نوعا ما وغير مألوفا من قبل الاخرين ويجب ان يكون ضمن توجهات الناس ومطالبهم او من اولويات احتياجاتهم حتى لا يقابل بالجفوة واللامبالاة وعادتا ما يتم الاستعانة بمؤسسات متخصصة في تحديد توجهات الناخب من خلال اجراء استطلاع راي عام لعينة مستهدفة من المواطنين وعلى ضوء إفرازات هذه الاستطلاعات يتم تحديد الشعار والرسالة .ومسالة الشعار ملازمة لعملية الترويج والدعاية وللممارسات الديمقراطية في العديد من دول العالم ولا يختلف الامر كثيرا بين الدول المتقدمة وصاحبة الباع الطويل في الممارسات الديمقراطية وبين الدول الحديثة السائرة على هذا النهج الا في التطبيق والإدراك أما المسألة الشكلية فهي نتاج التجربة الديمقراطية برمتها.وفي العراق وكبقية دول العالم التي تمتهن الديمقراطية كوسيلة وحيدة لتداول السلطة منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا تزايدت حمى التنافس على اختيار الشعار ووصل الامر في بعض الممارسات الى ان يتم سرقة الشعار من قبل أطراف أخرى وان كان صاحب الحق الشرعي هو من يفوز في نهاية المطاف وغير هذا يمكن تصنيف العراق في المستوى الثاني في تراتبية واهمية الشعار والرسالة عند الناخب بسبب عدم وصول الناخب الى مستوى النضج الكامل في حرية الاختيار وبسبب الولاءات المسبقة التي يصعب تغييرها والتي لا تعتمد على العطاء والنزاهة والكفاءة بقدر ما ترتبط بالولاء للسلطة وللحزب ولاشخاص معينين ومن الصعب ان تجد شخصا ينتخب جهة ما لانه مقتنع ببرنامجها الانتخابي وبنزاهة وكفاءة المرشح وانما يكون الانتخاب للحزب او لجهة معينة دون ان يسمع او يقرا ما هو البرنامج الانتخابي ومن هم الاشخاص بل ربما ينتخب اشخاص لا يعرفهم وليسوا من محافظته ومنطقته ولا يمكنه الوصول اليهم وهذا الاسلوب يمثل منتهى الاستخفاف بحقوق وعقول الناخبين الذين لا يجيدون بدورهم التمسك بحقوقهم التي كفلها لهم الدستور.وبعد ساعات ستنطلق الحملة الاعلامية لانتخابات مجالس المحافظات في دورته الثالثة وسط تنوع لشعارات المكونات السياسية وان لم تنكشف بعد الا ان أئتلاف المواطن اعلن عن شعاره والذي لخصه بكلمتين معبرتين دون تعقيد او إطالة مع الاعتراف بغرابة الشعار وجزالته وهو محافظتي اولا ورب سائل يسأل لماذا محافظتي وليس العراق ولماذا هذا التخصص وليس التعميم والجواب بسيط ولا يحتاج الى فلسفة معمقة وهي ان هذه الانتخابات هي انتخابات مجالس محافظات وليس انتخابات نيابية وهذه الانتخابات من اجل تقديم الخدمة وليس لتشريع القوانين ومن المؤكد فان كل محافظة معنية بهذا الشعار وبالتالي فان التخصص في الشعار هو عين الصواب لان ابن بغداد لا يمكن ان يقدم خدماته لابن ميسان ولكن بالتنافس بين ابناء المحافظات يمكن الانطلاق الى كل العراق اي ان اعمار وازدهار وبناء ورفاهية اي محافظة سيكون مدعاة للمحافظات الاخرى لان تحذو حذوها.ان شعار محافظتي اولا الذي اختاره فرسان أئتلاف المواطن 411 في صناعة ملحمة انتخابات مجالس المحافظات سيكون هو الشعار الاول المرتبط بجوهر الواقع والذي سينتج رؤية حقيقة معبرة قادرة على استيعاب تطلعات ابناء الشعب العراقي في اختيار الانزه والاكفأ وصناعة مستقبل واعد لا مكان فيه للفساد والمفسدين ولا للتخلف والحرمان.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك