المقالات

خطاب الدم

422 07:08:00 2013-02-24

سليم الرميثي

سمع وشاهد العراقيون يوم الجمعة الاخيرة خطاب احد الشيوخ الانباريون امام المتظاهرين وكيف كان متحمسا لشحن الجماهير حقدا وغلا على بلدهم وشعبهم واخوانهم..انه حقا كان خطابا للدعوة لسفك الدماء والقتل وتخريب البلد والعودة به الى الحقبات المظلمة..وكأنه كان يخطب أمام جيش كامل العدة والعدد ويريد ان يغزوا العالم وليس خطاب امام متظاهرين يدعون السلمية..تمنينا ان تكون هذه المنابر لشحن همم الشباب للبناء والتعمير والسلام بين الناس ولكن هؤلاء تعودوا على هذا النهج الدموي المقيت ولايفقهوا الاّ ان يكونوا مبشرين بالحروب والويلات وسفك الدماء..الا يكفيكم حروب ودمار وخراب في البلدان التي تنعقون فيها وعليها الا يكفيكم ان تروا وتعتبروا من البلدان التي تحولت الى الفوضى والدمار بسب هذه الخطابات التدميرية..اي حرب تريدون ؟وهل تريدونها حرب بسوس اخرى وتعيدون الامة الى الجاهلية الاولى ..رغم اننا عشنا وتفوقنا على عدد سنين البسوس الاربعين ولازال فينا من ينادي بالمزيد . منذ مايقارب نصف قرن من الزمن ولازال العراق ينزف دماً ويفقد كل يوم العشرات من ابنائه واهله..نصف قرن مرت بين حروب عشوائية همجية احرقت الاخضر واليابس وفقد فيها شعب العراق عدة اجيال سُحقت بين سخافات الحكام والسياسيين وعنترياتهم الفارغة واستهتارهم بمقدرات الشعب..نصف قرن من الزمن ولازالت ببغاوات الشؤم والنحس تردد نفس الحان الالم والحزن لشعارات البُلهاء والمجانين الذين يخلقون الاعداء من العدم لكي يكون لهم التسيد والتسلط على رقاب الناس والمساكين..اربعة عقود منها حكمنا الطغاة وضاع العراق واهله بين السجون وزنازينها وبين الحروب وآفاتها التي ابتلعت أعز شبابنا ورملت اجمل نسائنا ويتمت اطفالنا وهدرت ثرواتنا..وبعد معانات وصراعات مع الزمن الاسود وطغاته جائت مرحلة جديدة قلنا فيها اننا تخلصنا من مصاصي الدماء وحكمهم وها نحن يمر علينا عقد من الزمن ولم ينقطع نزيف الدم بل وهناك من يريد العودة بنا الى الوراء والى الحروب ولكنهم يريدونها هذه المرة على ارض العراق وبين العراقيين انفسهم..هؤلاء التافهون الذين يتخذون من المنابر وسيلة لتمرير افكارهم البالية ماهم الا امتداد لارث الظلام والهمجية العمياء التي دمرت البلاد والعباد وتسببت في تدمير العراق وتمزيق اهله ..ضانّين ان صراخهم هذا يعيد لهم سلطان الظلم الذي أخزاه الله واسقطه في حفرة العار..وها هو امام جمعتهم يستنجد بأردوكان العثماني واخرين.. ونقول لهذا المعتوه ان اردوكان ليس معتوها مثلك يأتي لنجدتك حتى وان كنت في ضيق مثل ماتدعي سواء كان اردوكان او غيره اذا اراد ان يستمع لك فسيستمع وهو ضاحكا ومستهزئا بما تقول.. وسيكون معك في حرب انت واهلك وعشيرتك وقودها وهو غير مستعد ان يضحي بخروف تركي واحد من اجل سواد عينيك..ونقولها بصراحة ليس هناك دولة اقليمية او دولية مستعدة ان تضحي بشعوبها واستقرارها من اجل العراق واذا كان هناك تدخل فَضَحيّته ووقوده هم العراقيون انفسهم لكي تبقى ثروات العراق يسيرة التسليب والنهب واما شعب العراق فالى الجحيم مازال اهله غير منسجمين مع بعضهم البعض ومازال يعيش بينهم امثالك من الذين لايجيدون الاّ خطاب الدم..وما هؤلاء الذين ينعقون وينهقون الاّ رؤوس الفتن التي تجري في البلاد بل هؤلاء هم الملثمون الذين يصدرون افلام الرعب والخوف بين الناس من خلال افلام الذبح للاسرى والمخطوفين من اهلنا وعلى الدولة ان تعيد وتدقق في تلك الافلام ويقينا انها ستجد نفس تلك الاصوات التي تنعق مرة وتنهق اخرى ..ونقول رٌبّ ضارةٍ نافعة..ان هذه التظاهرات كشفت لنا رؤوس الشياطين والفتنة التي تحاك للعراق واهله وبيّن فيها ومن خلالها من هم العراقيون حقا ومن هم اعداءه و الدخلاء على هذا البلد وستكشف الايام المزيد من هؤلاء الذين لايحملون ذمة ولاضمير.. فكافكم حروب وقتل وسفك دماء ايها القتلة والمارقون..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك