المقالات

حكاية المالكي الحزينة

620 22:30:00 2013-02-21

انور الماجد

عندما تتجرد السياسة عن الاخلاق فانها تجنح نحو الاستبداد والظلم ، هذه مقولة تم اختبارها على المدى التاريخي البعيد ولمس المتتبع لها ما يسفر عنها من استبداد ومن تفريط في حقوق الناس سواء على المستوى الاقتصادي او المعنوي الذي يصل الى حدود قتل الانسان رمزيا وفعليا ، وما نشهده اليوم في الواقع السياسي يجسد بقوة دلالات هذه المقولة .ان مجريات الاحداث اليوم ومع تصاعد الهتافات بالتسامح مع رموز النظام السابق في سياق محاولة الغاء قانون المساءلة والعدالة ، والذي شمل قضاة تصدروا توجيه قرارات الاعدام بحق المجاهدين من السياسيين المعارضين لنظام الحكم الفاشي البعثي المنهار ، سواء كانوا هؤلاء المجاهدين من احزاب يسارية او دينية وخصوصا مجاهدي حزب الدعوة الاسلامي الذي اعطى الكثير من الشهداء لتصل الامور في العراق ما وصلت اليه اليوم من تسنم لمناصب قيادية لمنتميه وقد كان ذلك مثار فرح للشعب العراقي المظلوم الذي ضحى بابناءه من اجل اسقاط النظام الفاشي ورموزه في ان يقود العراق رجالات هذا الحزب العريق والمعروف بنضالاته ، وانطلاقا من ذلك فقد وضع الشعب كامل ثقته في هذه القيادات املا منه في ان يحظى بالدفاع عن حقوقه المهدورة والمستباحة ، لكن الانتهازية السياسية وضعت الامال في مسار اخر في اطار المفاجئة الكبرى التي تجعل قيادي مثل السيد نوري المالكي يصرح بالتصالح والعفو مع بعض هذه الرموز التي كانت الاكثر ايذاء لابناء الشعب العراقي وهو القاضي مدحت المحمود ، المعروف باصداره لقرارات الاعدام وقطع الاذان لابناء الشعب العراقي .ربما يتذكر الشعب كل محاولات القمع وعدم التسامح من قبل المالكي مع ابناء التيار الصدري رغم انه تيار لم ينادي الا بحقوق الشعب ومحاولة اخراج المحتل المسؤول عن الكثير من الجرائم والمجازر في العراق ، واخراج المحتل سواء في العرف الاسلامي او في الاعراف الاخرى هو واجب مقدس والمتابع للتاريخ يعرف نضالات الفيتنام والهند والصين وغيرها من دول العالم التي تدين بديانات اخرى في اخراج المحتل لاراضيها ، وهذا ما يؤكد مشروعية الدفاع عن الارض ومشروعية اخراج المحتل وتلك بديهية لا نريد ان نخوض فيها ، لكن مغزى ما نرمي اليه هو ان السيد المالكي كان قامعا وحازما مع ابناء عقيدته ومذهبه ، في حين انه يغض النظر عن قتلة ابناء الشعب العراقي وعن اخوانه من شهداء حزب الدعوة الاسلامي .ليتسامح المالكي مع رموز البعث ويغض النظر عن الابادات والمجازر التي ارتكبها المحمود بقراراته المذعنة لسلطة الفاشست البعثي حفاظا على منصبه - أي المالكي - الذي لمسنا في عدد من مواطن تصريحاته ومواقفه حب الاسيتثار بالسلطة والانفراد بالقرارات ، وذلك امر طبيعي يدفعه للتسامح اذا ما هدد هذا المنصب واذا ما كانت صفقة التسامح ستجعله يحافظ على منصبه الدنيوي والزائل والذي ان دام فانه لن يدوم الى الابد ، فتلك هي السنن التاريخية التي نعرفها في اندكاك عروش كان يستبعد حتى مجرد الاحتمال في انهيارها وقد اصبحت نسيا منسيا ، نقول ليتسامح المالكي وليرمي السنن التاريخية ووعظها خلف ظهره لان شهوة السلطة تعمي ، لكن عليه ان يتذكر ان الشعب العراقي لن يتسامح في هذه المسألة التي تخص كرامته وحريته وحياته وحياة ابناءه الغالية ، وان عدم تسامح الشعب سيدخله في المأزق الذي دخل اليه عتاة الطغيان .قد يقود الغباء السياسي الى الاعتقاد بان الشعب بالامكان ان يرضخ اذا ما فعلت عدد القمع بوجهه ، ولكن ذلك اعتقاد تكذبه دراسة سيكولوجيا المجتمعات التي تم مواجهتها بكامل عدة القمع فما كان منها الا المواجهة بارادة جعلت تلك العدة تستحيل الى رماد نفخته صرخة الحرية ولم يعثر على بقاياها حتى في الوديان السحيقة .على ماذا اذن سيكون رهان المالكي ؟ على التحالف مع مكونات حزبية ما زالت اثار سياط البعث التي جاءت بقرارات المحمود تلهب ظهورها ام على الشعب الذي ما زال يتحسس اثار جسده المبتور المقترن بكرامته كانسان مورست عليه اسوء حالات الامتهان ، وهو يتشوف لان يستعيد كرامته بالانتقام من رموز الاذلال التي يسعى المالكي للتصالح معها ، فليراهن اذن على التحالف مع الخونة ، والخائن لا يوستئمن فلربما ان مصالحه تقتضي استبعاد سلطة المالكي في يوما ما .تلك اذن هي نهاية القصة الحزينة لحكاية المالكي التي كنا نتوقعها منذ زمن ، تلك النهاية المأساوية التي دفعته للتوقيع على قرار نهايته ظنا منه انه يوقع على قرار بدايته ودوامه واستمراره في السلطة التي اعمت بصيرته ، فليكن له ذلك اذن ........

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Ali
2013-03-05
كل يوم من المالكي وحكومته وتصرفاتهم يحتاج على الاقل الى شهر لاصلاحه بعدها اذا مو اكثر بهكذا اداء فاشل ٠
ام حسنين
2013-02-23
اصحوا ياشيعة علي فهذه مؤامرة اقليمية سنية سلفيةودولية وبمساعدة داخليةمن داخل العراق لااسقاط الحكومة الشيعية (لان خطية الطرف الاخر ابر الريشة العثمانية صار مهمشا!!) عندما صار الحكم شيعي! والتي سوف نرجع الى حكم صدامي دموي مرة آخرى، وهذه المرة غير البارحة حيث سوف تسيل دماء ودماء اقولها واللّه وانا اكثر واحدة متضررة من الحكم الحالي لكن لانريد بأي شكل من الاشكال ان يعود البعث الدموي ونفس الشكولات القذرةمن التمايز وتصنيف البشرالى درجات. اصحوا ياشيعة قبل فوات الاوآن حينها لاينفع الندم.
ام حسنين
2013-02-23
الشيعة هم من سيسقطون الحكم الشيعيالكل يعرف انهم حرامية بدرجة الامتياز لكن باللّه عليكم اليس الطرف الاخر من اكبر السراق فقد سرقونا ويسرقوننا منذ عقود وعقود لماذا لاتشنون هجمة على الطرف الاخر من الحرامية والمجرمين وهم السنة(مع احترامي للخيرين منهم!!) من يأخر الخدمات للمواطن اليست بيد القائمة العراقية وزارة المالية اليست بيد العيساوي وهو احد رموز البعثية القذرة فلماذا لاتتهجمون على هولاء ؟؟كل هجومكم على حكومتكم الشيعية اليس هذا بغباء ام ماذا انا لست من مدافعي المالكي ولا الشيعة فقد اقصيت وسلبت ،
اخت الشهداء
2013-02-23
الحمد للة بان للشعب العراقي زيف المالكي و بان على حقيقتة ان اللة لة في المرصاد لان الظلم لا يدوم فلابد ان ينكشف في يوم من الايام كما ذهبت الى اربيل ووقعت على اتفاقية ضد الدستور من اجل ان تبقى على الكرسي واللة كشف تلك الاتفاقية التي اجريت في الغرف المظلمة والان ابقيت مدحت المحمود في المحكمة الاتحادية وهو من البعثيين الكبار والمخلصين لصدام من اجل ان يوقع لك قرارا ببقائك لولاية ثالثة وحاربت الشرفاء المضحين في هيئة المسائلة والعدالة وارجعت القتلة من البعثين والجريمة الكبرى التي لا تغتفر شق الائتلاف
الدكتور شريف العراقي
2013-02-22
كل مجموعة ضد البعث فعلا لا قولا مرحب بها
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك