المقالات

المالكي يخطىء والسعودية تنتظر الفرصة لاثبات الوجود..


اياد الناصري

عندما نتحدث عن الصدفة في العمل السياسي فان وجودها ونسب حدوثها قليلة جدا فكل الامور مرتبة وتسير بوتيرة معينة بحسب امكانات من يعملون فيها ولعل ما اريد التطرق اليه هو الاخطاء السياسية التي ترتكب بين حين واخر في العراق فليس للصدفة وجود بل ان التخطيط السيء وتراكم الاخطاء هو الوصف الادق لما يحدث عندنا اليوم , فبعد اعادة ترشيح المالكي (بقوة الضغط والتوافقات والتنازلات) حدثت الازمة التي يمكن ان نصفها بالكارثية فهو من وافق على اتفاق اربيل الشهير وهو من نقضه وهو من يرفض ان تكون للحكومات المحلية مساحة تتحرك من خلالها بدعوى المركزية التي يعلم انها غير ممكنة لانه يدرك ان تحول البلاد الى اللامركزية يعني انه بلا سلطة وعلى من يمارسها ويستولي مستشاريه وحلفائه على اموال الحكومة بدون مبررات ان ذهبت للمحافظات على غرار ما يحصل مع كردستان كما انه من رسم سيناريو وزارات الوكالة التي جعلته في خانة الضعف لا القوة في حين يحاول الاختباء وراء كذبة المنجز الامني وتحقيق الامان الذي تم بصفقة معروفة بين امريكا وعدد من دول المنطقة قبيل انسحابها من العراق !! هذا ان افترضنا وجود امان اصلا, نعم قد يكون هناك تأمر وتدخل لكنه ليس بالصورة التي يعكسها اعلامه والمنتفعين من وراء بقائه في السلطة والتي تنتهي بزيادة حجم شعبيته فالشيعة في العراق لم يحسوا يوما انهم حكومة متنفذة قادرة على ردع الاخرين بل على العكس من ذلك فدمائهم تراق وتسيل انهارا ولا يوجد رد فعل دولي ازاء ذلك للاسف والسبب في المالكي نفسه الذي يتصرف كفاتح وقائد اغلبية تذبح لاشباع نزوته في الاستمرار بالحكم وهو ما نراه جليا في قتاله المرير من اجل ولاية ثالثة ان تحققت فسوف تكون ام الكوارث لانها ببساطة ستؤخرنا كثيرا واكثر مما نتصور جميعا بفعل كثرة مشاكله وعدم وجود مقبولية حقيقية لا اعلامية لدى الداخل والخارج وهو ما يقودنا الى فهم سبب ترحيب السعودية بزيارة وفد يمثل الحكومة العراقية برئاسة الجعفري والذي وصف زيارته بالناجحة فالسيد رئيس الحكومة ابدى ضعفا يعكس مدى التخبط الذي وصل اليه بفتح ملف علاقات استراتيجية مع مملكة ال سعود التي ترى في برنامجها الضاغط على العراق قد اتى ثماره وهي تشترط وتضع التصورات لتمليها على حكومة بغداد التي ستقبل بدورها الشروط السعودية برحابة صدر لتتخلص من دور قطري تركي يسعى لارباك الوضع الحالي وهو ما سيكون اشبه باستبدال شر بشر اخر وذلك يعني ان الضغوط التي قادتها هذه الدول نجحت بشكل كبير ليلجأ المالكي للسعوديين اخيرا من اجل التخلص من عقدة الشريك المشاغب و اسكات التظاهرات المدعومة قطريا وتركيا وقد يقود للتأسيس وينتج عنه اتفاق طائف جديد سيكون هدفه الاساس ايجاد توازن بين المكونات ليس كالذي يتحدثون عنه اليوم لان السعودية احد اللاعبين الاساسيين في الساحة العراقية تنتظر ان تثبت وجودها الاقليمي بقوة بعد صعود قطري ينذر بتقليص دورها الى ادنى مستوى في الشرق الاوسط وتبدو الفرصة امامها سانحة للعب دور الابوة لسنة العراق . انها لعبة المصالح وقد تقتضي مصلحة المالكي ان يضع يده في يد السعوديين في حين انه استشاط غضبا لمجرد زيارة قام بها السيد مقتدى الصدر او السيد الحكيم للملكة السعودية في السنوات السابقة وصورا على انهما يضربان الصف الشيعي بخيانتهما له وتوجههما لاستجداء حكام ال سعود وهذا هو المنطق السائد للاسف بالرغم من عدم تخطيهما السقف لوطني والاجماع الشيعي فهل سيكون رد الفعل حول هذه الزيارة مشابها لما كان سابقا ام ان تبرير الاخطاء سيستمر ونلوذ تحت عباءة السيد رئيس الحكومة لمجرد انه يقول انا (ابو الشيعة) العراقي مقابل (ابو السنة) السعودي ؟؟ .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-02-19
يجب التعاون مع الخارج ضد الأعداء الداخليين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك