المقالات

متى يتعامل المجلس الاعلى بالمثل؟؟!!

474 11:28:00 2013-02-18

ابوذر السماوي

كلام كثير حول منهج المجلس الاعلى فبين مؤيد ومعارض مادح وقادح يبقى ذلك المنهج ثابت عنوانه الابرز هو التعامل مع الجميع ومخاطبة الجميع والتحاور مع الجميع والانفتاح على الجميع لذا فيمكن ان نميز خطاب المجلس الاعلى بانه حالة وسطية يعبر عنها دائما باداء متزن وذو مرونة عالية وحكمة في التعامل مع الازمات والخروج منها .هذا هو الجانب الابرز والذي لو احسن استخدامه من قبل حلفاء المجلس الاعلى لتغيرت كثير من الامور والاوضاع ولكان الحال غير الحال وهذا الجانب يمثل من يريد ومن يؤيد ومن يتعاطف مع المجلس الاعلى اما من يرى فيه الانبطاح وعدم المبادرة والاستقرار في السياسة والنفس الطويل وعدم الجدية او اللعب على كل الحبال وعدم الثبات على المواقف فهم من يتهمونه ويقدحونه ويلمزونه باقوى وجوهه ليحولوها الى نقاط ضعف .ولا يخفى ان اراء الاخرين مهمة وهي ربما تكون حقيقة الامر والواقع كما يراك الاخرين لا كما ترى نفسك لكن ماذا تعد نفسك كيف تروج لافكارك ما هو خطابك يبقى هو الاهم فمجرد ان تاخذ راي الاخرين بدون العودة الى نفس من هو معني فهذا لا يكفي فما يقوله المجلس الاعلى دائما بانه خط وتيار مرجعي يؤمن بقيادة المرجعية الدينية والالتزام باوامرها واتباع نهجها وعدم الخروج عن متبنياتها وبانه ملتزم بالخطوط الشرعية وهو مدافع عن حقوق الشعب العراقي ولديه رؤيا في العملية السياسية يختلف عن الاخرين فالايمان بقدرة الشعب العراقي وحقوقه وبالوحدة الوطنية والتداول السلمي والنظرة الاقتصادية مبدأ المشاركة في الوطن وان هنالك امور واقعية لايمكن تجاوزها باي شكل من الاشكال وخاصة في امور الانتماء الديني والعرقي والمناطقي وبان الجميع له حق في هذا الوطن ويجب ان تحترم حقوقه وحقوق الاخرين كما يجب الالتزام بالوجبات ..فمن كيفية التعامل مع المرحلة السابقة والتي يشترك فيها مع الجميع بانه يجب الاعتراف بحقوق المستضعفين وتضحيات المجاهدين وتعويض المتضررين من سياسة النظام البائد والحقبة العفلقية البغيضة ..ولو نظرنا الى كل هذه الامور فنجد ان المجلس الاعلى اعطى الكثير وضحى بالكثير من اجل تحقيقها كما بذل كل ما بوسعه بان يكرس هذه الاولويات ويدخلها في الدستور وان يضمنها فقراته كما مثل القدوة في الالتزام والمصداقية في العمل وتطابق القول بالفعل وضحى كثيرا من اجل ان يبقى كحالة خاصة في العراق يلتقي مع الجميع ولا يتقاطع معهم وان يبقي منطقة ومساحة للحوار والتفاوض والالتقاء من اجل لم الشمل وجمع الكلمة في سبيل انجاح المشروع .لكن ما يتبجح به من يلمز المجلس الاعلى بان المجلس هو طالب زعامه ويبحث عن المصلحة بغض النظر عن الطريقة وان المجلس الاعلى ضحى بحقوق الشيعة وساوم عليها من اجل الوصول الى مبتغاه وروج هذا الطرح حتى في احلك الظروف, وشنت حملة كبيرة على المجلس الاعلى واستهدفت قياداته ورموزه على طول الخط فمن الاخوان (وانه عميل للامريكان وانه يبحث عن الزعامة و..و..) اما من قبل الاخرين (بانه طائفي وهو صفوي وايراني وانه متشدد راديكالي يطبق اجندة خارجية ويحقق مصالح ايران و...و...) فسقطت كل هذه التهم وبانت الحقائق بعد ان انجلت اول سنة من بعد تلك الحرب الطويلة لاشك ان هذه الحرب نجحت في ان ابعدت المجلس الاعلى عن الواجهه وخيل للجميع بانه في عداد الماضي وراينا ماذا حدث بعد ان ابتعد المجلس الاعلى عن مصادر القرار (لانه لم يبتعد عن الساحة بقى يعمل )..اليوم وبعد هذه الازمة والتي اوصلت البلاد الى مفترق الطرق والكل ادلى بدلوه بقى الجميع ينظر الى موقف المجلس الاعلى وما هو تحركه ولما كان يتحدث دائما عن المشاركة والالتزام والمباديء والتوافق بينما نرى الاطراف الاخرى والتي طالما دافع المجلس الاعلى عنها وابدى مرونة معها واعطى مساحة واسعة للتفاعل والحراك والمشاركة وخاصة (القائمة العراقية ) وبكل اطيافها وليس بعيد موقف المجلس الاعلى من قضية تشكيل الحكومة وانسحاب المجلس الاعلى منها واين ذهب التحالف المصيري بين المجلس والاكراد الم يحن حينه الم ياتي وقته ..ولا اريد الحديث عن المجلس الاعلى او ان اتكلم بالنيابة عنه في هذه الفقرة وسابدا بالاكراد فان موقف الاكراد لازال مجاملا للمجلس الاعلى مدافعا عنه ويحن لذلك الحراك وذلك العمل وتلك المواقف والتعاون والذي اثمر كثيرا بتشكيل حكومات واسناد حكومات (الدكتور الجعفري والاستاذ المالكي ) في اكثر من موقف وازمة .واما العراقية فلايمكن الحديث عن تحالف بقدر الحديث عن مشارك واقعي في الوطني (فالعراقية ممثلة للسنة )اما الالتزام والحديث عن المبدئية فلن يبق ولن يكون من طرف واحد وعلى طول الخط اما الحديث السابق والمواقف الماضية فانما كانت تنسب للسياسة وللخيارات الواقعية مادامت في اطار العملية السياسية ونظام وضمن الدستور اما عندما تتحول الامور والحديث عن لي اذرع واسقاط عملية واستقطاب طائفي وسب وشتام وفرز وتهديد وجود ونسف مقدرات وقلب واقع وعودة لمعادلة ظالمة فلن يكون الا التعامل بالمثل اما التزام المجلس الاعلى طوال الوقت لموقف وخط المتريث والمراقب انما للحفاظ على الاستمرار وديمومة العملية السياسية واذا بقى الحديث عن انفصام وتقسيم وقتل وزحف وانقلاب وربيع وبغداد ناه وماننطيه وتعالي وحقد وتزييف حقائق و....فلن يجد الاخرين المجلس الاعلى الا اصحاب الرد الاقوى ومن يتعامل بالمثل وهو ما قرأته وفهمته من حديث قيادات المجلس الاعلى وخاصة موقف الدكتور همام حمودي... فمتى يكون رد المجلس الاعلى ومتى يتعامل بالمثل مع الجميع مع كل من خانه وغدره وخونه وشكك به وسبه وشتمه ولمزه وروج لذلك حتى اوصل البلاد الى هذه المرحلة.؟؟؟؟. فرسالة المجلس الاعلى هو البقاء في هذا الوطن والحفاظ على مصالح عامه وحقوق وللصبر حدود ان موقف المجلس الاعلى ومن كلام (الشيخ همام حمودي) كان بمثابة صرخة فالاستمرار بانتهاك حقوق الاغلبية وتهميشهم واقصاءهم والمراهنة على صبرهم وحلمهم على طول الخط ليس بالامر الصحيح ولا قراءة صائبة وبناء خاطيء وان الحديث لن يكون عن ظلم عشرة سنوات او تهميش مدعى وعدالة زائفة انما سيكون بحجم ظلم وتقتيل وتهجير واستباحة محرمات واقصاء وحرمان استمر ودام قرون ولن يكون في حدود مناطقي او زمني بل سيتعداه الى كافة المستويات وان على المتظاهرين ان يحرصوا كثيرا وان يعرفوا اين يضعون اقدامهم وان عليهم ان يقرأوا شعاراتهم جيدا وان يعيدوا النظر في معانيها وان لايمضوا بعيدا في خيالهم وان لايرهنوا على الخارج ولا يعولوا على صبر الاغلبية فالرد والتعامل بالمثل والتوجه الى تبادل الرد الطائفي لن يكون في صالحهم لابحجم التعداد ولا بمقدار المظلومية ومصداقيتها ولا من حيث القوة ......

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد أبو النواعير
2013-02-18
كلام يبرد قلوب المظلومين والمفجوعين ...
الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي
2013-02-18
من اسوء مناهج السياسة هي منهج البقاء على الحياد والتخوف من تبيان الموقف الحقيقي لهذا الحزب او التكتل، إن محاولة ارضاء الجميع غير منطقية ولا تستند على اسس واقعية إذ لايمكن أن يكون الجميع في نفس المستوى، فمحاولة ارضاء جميع الاطراف تعني ان الجميع في مستوى واحد، فهل يعقل ان يكون الجميع سلبيين أو الجميع إيجابيين؟ انها سياسة فاشلة وستجر العراق إلى المزيد من الدماء.
الدكتور شريف العراقي
2013-02-18
ضرورة التمييز بين العدو والصديق وهذه ليست وسطية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك