المقالات

هـــــذا الخط الاحمر


علاء التريج حقوقي ومستشار نفساني

ان هذا الحديث موجه الى جميع اللاعبين الفاعلين في المشهد السياسي العراقي من ساسة و احزاب ورجال دين وشيوخ عشائر وعامة ابناء الشعب العراقي, وموجه ايضا الى رئيس مجلس الوزراء بشكل خاص.بداية سوف لن اكون وصيا على اخوتنا السنة و لن انافق وادعي اني حريصا عليهم اكثر منهم على انفسهم, ولكن اتحدث بمقدار ما يتعلق بي كمواطن شيعي, كان من الممكن ان يلتحم معكم الشارع الشيعي لو كانت مظاهراتكم منطلقة من الحرص على العراق ومصالح شعبه ولم تكن انطلاقتكم في التظاهر كردة فعل على اعتقال مجموعة من المتورطين بجرائم قتل و السبب انهم من السنة, والذي زادكم بعدا عن اخوتكم في الوطن ان مطالبكم كانت تفتقد الواقعية والحكمة ولم تفرقوا بين الظالم و المظلوم , و كذلك العنتريات التي اطلقها ابطال الشعارات هي القشة التي قصمت ظهر العبير... الى غير ذلك مما جعلكم في عزلة عن المكونات الاخرى من ابناء شعبكم... وبصراحة ان حزب الدعوة كان اكثر منكم ذكاء, فقد وظف تحركاتكم لمصلحته في الكثير من الجوانب, فمن السذاجة بمكان ان يتصور احد ان تلبية بعض مطالب المتظاهرين هو خضوع المالكي, وانما هو قام بتنفيذ ما يؤنب به الشارع العراقي عليكم وبهذا يضرب عصفورين بحجر واحد, وقد يكون ذلك باتفاق مع من هو يمثلكم في الساحة السياسية وايضا بعض من يمثل هذه التظاهرات وبالتالي ليظهر هؤلاء ابطال المشهد السني الشيعي...ان التوجه الاقليمي والتعصب السني العدواني ضد اتباع اهل البيت يجعل العراق يعيش وضعا طالما تعودنا عليه, وهو في تصوري لا يزيدنا الا ثباتا, فان ارادوا القتال فنحن لم نعرف السلم من قادة اخوتنا السنة على مدى قرون, فهو طبيعي جدا بالنسبة لنا والغير طبيعي اننا نعيش بعيدا عن القتل والقتال, اذا فما هو الجديد؟ ولماذا يحذر ابطال المنصات!!! فقد بذلتم ما بوسعكم من اجل مسح الشيعة من الخارطة السكانية في المنطقة العربية ولم تصلوا الى مبتغاكم....

اما اتباع اهل البيت ( ع ) فتعرضوا للاستفزاز من قبل الطرفين, المتظاهرين و حزب الدعوة وبحمد الله مازال الشيعة يتمتعون بوعي يمكنهم من ضبط انفعالاتهم من خلال توجيهات المرجعيات الدينية.اما بالنسبة لرئيس مجلس الوزراء والاخوة الدعاة فعليهم ان يعلموا بمهامهم في حفظ امن العراق بما يتوافق مع الدستوري العراقي وحسب واجباتهم الوظيفية, و عدم التعامل بانتقائية من اجل اثارة الاطراف لتحقيق مكاسب سياسية وانتخابية. فنحن معكم بقدر ما انتم مع الدستور والقانون, اما العزف على والوتر الطائفي فهذا ليس شأنكم و فيه افرازات قد تكلف الشيعة كل التضحيات الجسام التي قدموها على مدى عقود من الزمن.ان ندائي الى رئيس الوزراء هو انكم عبثتم بسمعة شيعة اهل البيت ( ع ) بما يكفى, فلا توغلوا بهدم حصوننا التي بنيت على جماجم شهدائنا, فيكفيكم التراجعات التي حصلت بسبب سياساتكم الغير مدروسة والتي اكثرها بنيت على مصالح حزبية وشخصية, ان تصدي الدعاة وكأنهم الاوصياء على شيعة العراق يعد خطرا قد لا يقل في نتائجه عن الحرب المعلنة على المذهب .. ان اقحام الشيعة في معركة يقودها شخصيات حزبية لا تمتلك من الوعي السياسي ما يجعلها مؤهلة لقيادة مؤسسة سياسية محدودة يعد خطر كبيرا على مستقبل الاكثرية في البلاد.من البديهيات لا يمكنك ان تعبئ جبهتك الداخلية الا بمقدار ما يوجه اليك من سلاح كي يساويه في ردة الفعل على اقل التقادير من اجل خلق موازنة في اي صارع. والمغامرة من اجل كسب اصوات انتخابية تحت يافطة الطائفية قد يؤدي الى قتل الكلمة والتي هي ( الدفاع عن المذهب )., فعندما تقتل هذه الكلمة من خلال عدم اهلية المتصدي سيكون من المستحيل طرح هذا الشعار مرة اخرى وان كان اصحابه هم ممن يمتلكون الاهلية الكاملة لذلك, باعتبار ان الشعار تم استهلاكه من قبل ... وبهذا تكون قد وقعت الواقعة... فعلى السيد المالكي واتباعه ان لا يتحدثون باسم الشيعة وان للشيعة من يمثلهم وهو منصب حسب شروط اعلنها الامام المعصوم ( عج ). وهذا يضع المسؤولية على كل الاطراف السياسية الشيعية في ايقاف حزب الدعوة عن التحدث باسم الشيعة, لان ذلك هو الخط الاحمر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك