المقالات

حسين ناصرية بين الحرمان والحرامية


واثق الجابري

كثيرا ما يصطدم الانسان كل يوم بالمواقف التي لا تؤجل الدموع لحظات ولا يستطيع ان ينساها , شعب ولد على طبول الحروب وحياة الترهيب والحرمان والعوز اصبحت السياسة حديثه في كل مكان , فلا يتردد احد من الحديث في سيارة او مناسبة واول ما يريد ان يقول يفرغ كل همه عندك , سائق التكسي اصبح من رواة الحديث ومحلل سياسي ومن اصحاب تجارب الحياة يبادرك هموم السياسة والشارع ويستعجل عليك بالمأسي , نوزاد اوصلني من الباب المعظم الى الباب الشرقي بطريق لا يستغرق مشياّ اكثر من نصف ساعة قطعناه بساعتيت لكثرة الازدحامات , ولكننيي لم اتصور ان اكون بهذا الموقف الذي لا انساه طيلة حياتي حينما شاهدت شاباّ وعلىى ملامح وجهه سمرة الجنوب يجوب بين السيارات حاملاّ على ظهره بيده الوحيده كيس كبير من ( الكلينس ) يتوسل اصحاب السيارات العالية و( الكروش ) الكبيرة ولا احد يفتح له نوافذ السيارة الرباعية الدفع , مد يده على نوزاد واجابه لا احتاج عندي , قال أتوسل إليك ان تأخذ واحدة وابكاني وابكى نوزاد حينما قال ( أبوس ايدك ابوس رجلك ) , لقد انهمرت دموعنا ونزلنا لنقبل ذلك الشاب لدقائق ورجل الامن ينادي ( تحرك تحرك ) سألناه من اين مدينة انت قال يكفي ان اقول انا ( حسين ناصريه) اخ لشهيدين ويدي قطعها الارهاب لم تبقى سوى هذه اكسب بها رزقاّ لعائلي ووالدي ضريران اسكن في فندق لا تسكنه الصراصر , ( حسين ناصرية ) جسد الجنوب وكشف عن غبار الظلم والحرمان واوضح الفرق بين المحرومية والحرامية ولم تلطخ يده بالدماء ولم تمتد للمال الحرام والمال العام ترك مدينته يبحث عن رزق , مثل التهميش والحرمان والنسيان ونكران الجميل مثل ميسان والناصرية والسماوة والديوانية , مدن ظلمت من السياسات السابقة ولا تزال تتقدم قوائم الحرمان ومواردها البشرية هائلة عاطلة ومعملها معطلة وواقع زراعي مقوض لا تجني الا التلوث البيئي من صناعة النفط المعقدة على ارضها ويدفعون صحتهم ثمناّ بأمراض سرطانية وتشوهات خلقية وتتراوح نسبة المحرومية فيها ما بين 48% - 56% ومعظم سكانها كانوا مطاردين وسجناء سياسين وعسكرين برتب قليلة واليوم متقاعدين , ذي قار تعد رابع محافظة من حيث تعداد السكان بعد ان احتضنت اهالي البصرة وميسان ايام الحروب العبثية , شبابها مهاجرين خارج البلاد وفي المدن الاخرى وهي طاردة لسكانها , البطالة تطاردهم وذي قار لم تحضى من حصتها من جولات التراخيص النفطية فقد حصلت على واحدة بينما البقية على عدة عقود , مأساة كبيرة وقرى اندثرت فمات نخلها وتحولت ارضها الزراعية الى صحراء قاحلة وبعد ان وصل على اكتافها الكثير من الحرامية وبدماء ابنائها بقيت مدن مهجورة وكأنها اطلال درست

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-02-15
أموال الجنوب يأخذها الأعداء المتظاهرون حاليا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك