المقالات

الهدوء بعد العاصفة ....


خميس البدر

ما نعانيه في ساحتنا العراقية والاوضاع السياسية وتحولها الى ازمة هو ان الكلمة التي تخرج تحتاج الى تفسير وتاويل بحيث انها تحتمل ان تكون خاطئة ومسيسة وطائفية و...و...ولا يحتمل ولا يفكر بانها صائبة او صحيحة والرد كذلك يستوجب ردا بما يتناسب وكذلك الافعال هذا هو الواقع وبذلك تحولت كل الامور الى عقد ومواقف مسبقة وردود معدة سلفا ناهيك ان يكون التعامل على النوايا والافتراضات والفهم الغير صحيح .عانينا وعانينا من هذه الحالة الى ان اوصلت البلاد الى مفترق طرق اثر التفكير بالغنائم تارة من خلال الامتيازات والحصص وبعدم القناعة تارة اخرى وفي طبيعة الممثل للقواعد تارة اخرى ومدى مصداقية كل هذه المسميات في حالة وما هو مطلوب ومطروح وما هو واقعي وما هو غير واقعي حالة ثانية والغريب ان كل شيء يحدث ويستمر باسم الوطنية وحب الوطن والطائفة والولاء للمذهب والدفاع عن المقدسات .وها نحن الان في خضم ازمة وفتنة او هدوء يسبق العاصفة بل قل حرب باردة فماذا يجب ان يعمل الجميع(المتظاهرون والحكومة ) للخلاص من هذه الازمة او الخروج منها .التظاهر مشروع ومكفول دستوريا لكن ان يكون التظاهر داخل النظام ،والمطالب هي حقوق لكن بشرط ان لاتخرج عن المعقول او ان لاتصطدم بعوارض دستورية وموانع واقعية و ان لاتكون موجهة ضد احد او ان تستهدف حقوق فئة اخرى من الشعب .اذا فنحن نحتاج الى وضع اولويات والاتفاق على ضوابط وخارطة طريق للتعامل مع هذه التظاهرات تكون ملزمة للطرفين الحكومة والمتظاهرين فيجب ان تكون هنالك قناعة مشتركة ولقاء. ان يكون هنالك حوار وتحديد اولويات وسقوف أي اننا نحتاج الى حوار لا الى لجان ولا الى هتافات ،هنا فقط يمكن ان نتحدث عن حلول او عن مخارج لما ناره وما نسمعه وما هو موجود سواء اكان على ارض الواقع او بما هو افتراضي ومحتمل فحديثنا وتوجهنا لايقتصر على اللحظة او حلول انية وانما للمستقبل ولما هو ات وما ستتركه هذه الازمة وغيرها .ما يحدث اليوم ان المتظاهرين والقوى السياسية التي تقف ورائها تطلب وتعلن ولا تفاوض وكان الامر هو منة او تخليص مهمة واسقاط واجب او هو استهداف للحكومة وتعجيزها وفي الجهة الاخرى الحكومة تعلن لجنة لتنفيذ هذه المطالب وبنفس الطريقة اما تتطرف ولا تهتم اوتتنازل لدرجة اللا معقول او تقف بلا حراك ولا تعليق وكانها تتعامل بترف فكري ومثالية سياسية فلم تصل ولم تطالب بممثل ولم تتعامل مع احد فلمن تنفذ المطالب ومن الذي سيقول كفى لقد نفذت مطالبنا شكرا او كلا هذا لم يكن مطلبنا وان هذه الطريقة وهذا التصرف لم يكن مثاليا ولا واقعيا او لايصب في مصلحة تنفيذ المطالب وبين هذين الطرحين والطريقتين تبقى التظاهرات ويبقى التنازل الحكومي تبقى النقمة على الحكومة وتبقى حالة انعدام الثقة من قبل الحكومة ايضا ...لا ادري كيف يمكن ان ندير هكذا ملف مع هكذا تفكير واسلوب في حل المشاكل نعم ان الازمة بهذه الطريقة ستولد ازمة وستفجر اضطرابا وستخلف عقد اخرى مضافة الى الازمات السابقة ويمكن بهذه الحالة ان تبقى الامور عالقة والحياة مجمدة والبلد واقف .اذا فالمطلوب من المتظاهرين هو الالتزام بما طلبوا وتوضيح هذه المطالب بدقة لاامور عامة وعائمة وسطحية ومبهمة وان يكون هنالك من هو مسؤول ويمثل التظاهرة وملزم لها ولا يقبل الا منه وتوضيح هذا الممثل سواء اكان نائبا وزيرا رئيس قائمة شيخ عشيرة مجلس صحوة محافظ مجموعة مجلس حل وعقد المهم ان يكون هنالك جهة وعنوان واضح ومحدد وبمطالب محددة (يلزم وملزم ويلتزم) .اما ان يبقى الامر لامركزيا ويتحول الى مايشبه طلبات(المستمعين ) المتظاهرين فهذا لم يحدث ولن يكون واقعيا لاننا وبكل بساطة سنجد انفسنا امام مئات او الالاف من وجهات النظر والمطالب(مختلفة وغير واقعية ومتضاربة ) بحسب اهواء وقناعات واذواق المتظاهرين او الخلفيات التي تمثلهم .اما الحكومة فبعد ان يتضح امر التظاهرة ومطالبها وسقوفها وتحديد اولوياتها فهنا تكون ملزمة ومسؤولة بما التزمت به او ان هذه الامور ستكون من اولوياتها بل هي في صلب وضيفتها ،خلاصة القول اننا امام نقطة مركزية وهي الاتفاق والجلوس والحوار وتحديد الاولويات من قبل من يمثل الحكومة ومن يمثل المتظاهرين وان يعلن اتفاقهم او مراحل او انجاز وثيقتهم امام الملأ وبكل وضوح وبلا غموض او( تشفير) حتى يحاسب المقصر او من ينكل ومن يتجاوز على ما اتفق عليه وهنا فقط يمكن ان تكون الحكومة مدانة او مقصرة او غير مستجيبة للمتظاهرين .اما البقاء على نفس الطريقة والعمل في اطارين منفصلين فهو كالسير في اتجاهين متوازيين ولن يلتقيان ابدا فالعبرة ليس بان تكون اللجنة خماسية او خلية الازمة او تحقيق مطالب او ظهور اعلامي او خطب او تهديد او وعيد او ترقيب وامنيات وانما العبرة في وجوب ان يكون هنالك حل . وما يحث الان لايمكن ان نسميه استجابة من قبل الحكومة او هو تراجع من قبل المتظاهرين فيمكن وبكل بساطة تسميته الهدوء بعد العاصفة او هو تقليل الضغط على الحكومة من منتقدين ومتحاملين وعلى المتظاهرين من متهمين مندسين ومستغلين ونفعيين او هو ابقاء الازمة باستمرارها اودامتها اطول فترة ممكنة لتبقى الامور معلقة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك