المقالات

أزمة التظاهرات.. إلى أين ؟؟


هادي ندا المالكي

يبدوا ان طالع حكومة السيد المالكي بدورته الرئاسية الثانية كان قد بدأ بالنحس ولم يبدأ بطالع الخير لذا جاءت النتائج متطابقة مع هذا الطالع الذي أساسه الأزمات والمشاكل والعقد وجاء توزيع الأزمات بصورة كما لو أنها مدروسة ومعدة سلفا فما ان تبدأ أزمة وتشتد تأتي أزمة جديدة لتنسف سابقتها دون ان يتم معالجتها بصورة كاملة ومؤكد أن السنة او الدورة الانتخابية التي تبدأ بالنحس لا تختلف نهايتها عن بدايتها وكما يقول أهلنا"اخذ فالها من أطفالها".ومن الواضح ان الأزمة السياسية الحالية التي يشهدها البلد والتي جاءت على أعقاب اعتقال حماية وزير المالية بتهم إرهابية تعتبر الاسوء من بين جميع الأزمات السابقة لأنها أشركت الجماهير وحقنت الشارع بمصل الطائفية ومن النوع الخطر جدا،إضافة إلى وجود اختلاف كبير في رؤية الحكومة وشركائها سواء في التوصيف أو المعالجة وليس هذا فقط بل دخول عنصر تدخل دول الجوار كمعرقل وذريعة عقد الأزمة وأجج العواطف.ويمكن تشخيص حالة جديدة قديمة أفرزتها أزمة حماية العيساوي التي تحولت الى تظاهرات في عدد من المدن ذات الأغلبية السنية وهي ارتفاع صوت ضجيج التعقيد وقرع طبول الحرب والانفصال على صوت التعقل والمنطق ساعدها على ذلك التشخيص الخاطئ للعلاج سواء من قبل السيد رئيس مجلس الوزراء او من قبل المتظاهرين من جهة والأطراف المدعين بقيادة التظاهرات من جهة أخرى.وما يسجل على الحكومة خصيصا في هذا المجال هو أنها تعطي من طرف وتشدد من طرف أخر وهذا التشدد يتسبب بضياع العطاء بسوء التقدير للموقف رغم النصائح المجانية والصادقة والمقدمة الى رئيس الحكومة في هذا الاتجاه ورغم ما قدمته من تنازلات واستجابة لمطالب المتظاهرين من إطلاق سراح المعتقلات وإعادة الحقوق لآلاف البعثيين وصرف الرواتب التقاعدية والسماح لهم بالعودة الى وظائفهم الا ان كل هذه الخطوات لم تجد استجابة مماثلة لدى جموع المتظاهرين .ان عدم استجابة المتظاهرين او مجرد الاعتراف بوجود تقارب من قبل الحكومة يجعل التكهن بنهاية التظاهرات او ما ستسفر عنه الأيام المقبلة امر شبه مستحيل لان احتمالية تطور الأوضاع الى ما هو أسوء امر وارد في ظل عدم وجود قيادة موحدة للمتظاهرين وهذا الامر قد يكون مقصودا من قبل الإطراف الموجهة للتظاهرات لان عدم وجود قيادة موحدة يجعل المتظاهرين بفسحة كبيرة للتحرر والمناورة والأخطاء واستخدام السلاح والتجاوز على الدولة وهيبتها والاستمرار في مطالب حتى لو كانت مخالفة للدستور على الطرف الاخر فان الحكومة ليس لديها خيارات كثيرة ولا تملك الصبر الذي سيجعلها تتحمل تصرفات المتظاهرين ولديها الرغبة في حرق الارض ومن عليها دون ان تتردد في ذلك لانها تعتقد ان التظاهرات مدفوعة الاجر وتقف ورائها أطراف خارجية.ربما ستكون هذه الازمة هي الاخيرة في زمن حكومة السيد المالكي حتى لو حاول ايجاد ازمة جديدة القصد منها تقليل اثر ازمة تظاهرات المنطقة الغربية لان اثار هذه الازمة ستكون الاكبر اذا لم يتم معالجتها بصورة واقعية وشعور بمسؤولية من قبل جميع الاطراف وان كان الحمل الاكبر يقع على عاتق الحكومة والمتظاهرين ."الظاهر ان الحكومة والمتظاهرين ومن يقف معهم غير عابئين بنتيجة التازيم لان كل لديه هدف يريد الوصول اليه مهما كان الثمن"

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
sahar
2013-02-03
الله يبعد عن اهل الجنوب الشر آمين.يادكتور
الدكتور شريف العراقي
2013-02-03
وهل استعد الجنوب للأسوأ
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك