المقالات

صمتا فلا تتكلموا صار الكلام محرم ؟؟


اياد الناصري

خرجنا من دائرة التسطيح ودخلنا مرحلة الاسفاف في اكثر مجالات حياتنا اليومية حتى بتنا نسمي الامور بغير مسمياتها ونختلق المشاكل والازمات من اجل لاشيء هذه هي حقيقة ما نراه في الشارع يوميا من تصرفات وسلوكيات باتت مرفوضة وغير مقبولة .. اخر صرخات الانزلاق نحو الهاوية مثلتها تظاهرة طلبة جامعة ديالى على سؤال امتحاني في مادة قانون العقوبات المرحلة الثالثة الذي تضمن ذكر اسماء اعتبرها هولاء الطلبة مساسا بهم فقد جاء في نص السؤال "قام المدعو عمر بقتل شقيقته عائشه لتلبسها بجريمة الزنا وهي عاريه في الفراش مع عشيقها !! ماهو حكم عمر لقتله شقيقته؟؟ ولانعلم مادخل كل ذلك بالرموز والتاريخ والمقدسات فلو قيل قام دلير بقتل شقيقته داليا لتلبسها بجريمة الزنا وهي عارية فهل كان رد الفعل نفسه من هولاء الطلبة وهل رد الفعل ذاته ايضا لو تبدلت الاسماء الافتراضية في السؤال الى حسن وفاطمة او مريم وجون مع احترامنا لقدسية كل الاسماء التي لها دلالات اعمق واعم من كونها اسماء ورمزيات جميعنا اليوم يتشرف بالانتماء لها والاقتداء باصحابها كل حسب فهمه وعقيدته وانتمائه لكننا انصافا نقول هل ان القصدية متوفرة عند الاستاذ الذي وضع السؤال وكيف لو انه اختار اسماءا اخرى وتم الامر بنفس الطريقة واعترض هذا او ذاك لانه يعتقد ويرى ان في ذلك مساس به اعتقد ان ذلك كارثة ينبغي عدم الاستهانة بها والتعامل معها بجدية من هنا فان رئاسة جامعة ديالى التي قررت تشكيل لجنة تحقيقية لبيان تفاصيل السؤال الامتحاني الذي يرى البعض انه مسيء لرموز دينية فهل يصح مثل هذا القرار من مؤسسة تعليمية تريد بناء جيل يعتد به ويتحمل زمام المسؤولية مستقبلا ناهيك عن انه مدرس قانون في جامعة يعني انه مؤهل لان يكون مرجعية في اختصاصه فهل يرى هولاء انه مدان او جاهل يعطي صك ادانته بنفسه لمن يناوؤنه ويعتقدون بقصديته في الاساءة ولو كان الامر غير ذلك فاعتقد ان هناك لبسا او محاولة لابعاد هذا الاستاذ عن الجامعة بدعوى الاساءة وتهديد الوحدة الوطنية وهي تهمة باطلة بحسب الظاهر لان مئات الالاف يحملون اسم عمر وكذا الحال مع من يحملون اسم عائشة اوعلي او محمد واو موسى وعيسى وغيرها من الاسماء فهل ترى الجامعة او الطلبة ضيرا في استخدام الاسماء ليس في هذا الموضع فقط بل في غيره من المواضع الاخرى المحمودة ولماذا التركيز على خلق توترات وتفسيرات تحتمل التاؤيل ام ان جر الناس للاقتتال والعداوة اصبح من مسؤولية الجامعات ايضا قبل بيان الحقيقة وانكشافها بشكل جلي وبهدوء تام . ولئلا تحسب هذه المقالة على انها تأييد للاستاذ المحترم الذي وضع هذا السؤال اقول ربما انه كان غير موفق في اختياره الاسماء وكان الاجدر به حساب النتائج المترتبة على عثرة سؤاله ولو انه استشار مثلا او قام ببذل المال من اجل ذلك واستعان بالعرافين والدجالين ومن يرجمون بالغيب طمعا في السلامة ليأمن العاقبة التي قد تصل حد التصفية ولكل استاذ جامعي اقول ما قاله الشاعر" ياقوم لاتتكلموا ان الكلام محرم " خصوصا ان حالة التوتر التي يدفع باتجاهها البعض قائمة وهناك من يريد ان يشعل النار في كل مكان من هذا البلد مستهدفا الوعي ومقوماته وبنيته الاساسية . اخيرا اقول لو كانت مشاكلنا ومصيرنا رهن بمثل هذه القضايا لكانت قد حلت منذ زمن بعيد اما ان نترك كل هذه المشاكل والهموم وننشغل بصغائر ونخوض في تأويلات فعلى الدنيا السلام لاننا عند ذاك نضع المهم قبل الاهم ونهرب من مواجهة لابد منها مع حاضر يستلزم تقرير مصير طمعا في سلامة ربما لن نطالها مادمنا نفكر بهذه الطريقة ففي أي زمن نعيش افتونا جزاكم الله خير .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك