المقالات

هل يختلف دم ابن الانبار عن دم ابن ناحية الطوز؟؟


هادي ندا المالكي

بعيدا عن المزايدات الرخيصة وبعيدا عن الخطب والعنتريات الفارغة التي تنطلق من هنا وهناك وبعيدا عن المجاملات التي يتبعها بعض المتصدين للعمل السياسي بسبب غايات واهداف معينة تعود اصولها الى علاجات وقتية او مجاملات وهمية من اجل العبور الى مرحلة اخرى او تجاوز مشكلة انية طالما ان هذه المجاملات ترضي غرور مكون لا زال يعتقد انه يحمل الدم السكسوني الاحمر القاني وأنه أفضل من جميع المكونات الأخرى وهذه الافضلية التي يعتقدها تسببت بانتفاخات كبيرة في جسد الدولة العراقية الفتية والتي تظهر اعراضها بين فترة واخرى وتعود واسبابها الى أمراض مزمنة وأوهام مستوطنة وخلل في التركيبة التاريخية ،وللاسف فان هذه الافضلية الوهمية اصبحت هما ثقيلا ومشكلة كبيرة لا بد من التخلص منها والانتهاء من اثارها السلبية لان استمرارها سيتسبب بفجوات يصعب سدها خاصة من قبل اؤلئك الذين يشعرون بالفوقية.وحتى لا نتهم باننا من الحاسدين والحاقدين والطائفيين الصفويين نؤكد على ان الدم العراقي دم مقدس وبلون واحد من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب وليس هناك افضلية لطرف على طرف اخر الا بالتقوى ومن العار ان تسفك او تراق قطرة دم من اي مكون من مكونات الشعب العراقي ومن الخزي والعار ان تعجز الحكومة والاجهزة الامنية عن ردع المجرمين والارهابيين او تعجز عن حماية ابناء شعبها،ومن العار والشنار ان يتحدث البعض بنفس طائفي عن تفضيل ابناء جلدته على باقي مكونات الشعب العراقي.وما جرى قبل ايام من سفك الدم العراقي بمحافظتي صلاح الدين والانبار امر يدعوا الى الحزن والالم بنفس الوقت ،ففي محافظة صلاح الدين وتحديدا في ناحية الطوز جرى الدم البريء بغزارة راح ضحيته عشرات القتلى ومئات الجرحى بعد ان قام احد المسوخ المغرر بهم من قبل تنظيم القاعدة الارهابي بتفجير جسده العفن في مدخل احدى الحسينيات التابعة للشيعة التركمان دون ان يكون لهؤلاء اي ذنب او جريرة سوى انهم شيعة ومن اتباع اهل البيت،كما ان هؤلاء الضحايا لم يتجاوزوا على احد ولم يسبوا حكومة ولم يلعنوا مكون اخر ولم يرفعوا اعلام تنظيم القاعدة الارهابي والبعث الصدامي ولم يرددوا شعارات طائفية ولم يبدأوا باطلاق النار ضد قوات الجيش العراقي اورميه بالحجارة او التجاوز او سب الرموز أوسب الاغلبية واتهامهم بالعمالة والخيانة.على الطرف الاخر حدث المحذور في محافظة الانبار وسقط عدد من المتظاهرين والجنود ضحايا الاحتكاك المصطنع الذي بدأه المتظاهرين وبتوجيه من جهات لا تريد الخير والامن والسلام،بل هي نفس الجهة التي قامت بتفخيخ احد كلابها وتفجيرة في احدى الحسينيات في قضاء الطوز بمحافظة صلاح الدين،الا ان التعامل في قراءة الحدث وحرمة الدم العراقي كان متناقضا ففي حين اعتبر الدم الذي جرى من المتظاهرين في الانبار دم احمر ودم مميز اعتبر الدم الذي جرى في الطوز دم باهت ومن الدرجة الثانية بينما لم يتم وضع اي تقييم لدم الجنود الابطال الذبن راحوا ضحية المؤامرة والغدر والجبن كما ان الاصوات التي تعالت تشجب وتستنكر وتسب وتلعن وتهدد بعد مقتل خمسة متظاهرين لم نسمع لهم اي صوت او شجب او استنكار لسقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى في قضاء الطوز وما كان ادهى وامر هو الافتاء بسفك دم الجنود الابرياء من اولادنا ورياحيننا لان خمسة متظاهرين سقطوا شهداء بسبب اجندات مشبوهة وحالة استثنائية اوجدها المتظاهرين وابتلى بها الجيش العراقي.على البعض ان يعرف ان ما يعتقده من افضلية لا وجود لها على ارض الواقع لانها افضلية وهمية وبالتالي عليه ان يعيد حساباته ويعود الى رشده ويحافظ على دماء اتباعه طالما احترم دماء ابناء الشعب العراقي من المكونات الاخرى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-01-30
سؤال يطرح على المالكي والشهرستاني كيف يواجهون رب العالمين
احمد-
2013-01-29
منافقون والله انهم منافقون - انهم لايهتدون ولايرجعوا الي رشدهم الا بهلاكهم - الله خلصنا منهم بحق محمد واله الاطهار العجل العجل العجل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك