المقالات

الحكيم "يُسلح" أتباعه


محمد المياحي

قد فهمنا السلاح هو آلة تستخدم في الحروب, لردع الخصوم وإلقاء الضرر بهم , ويعتبر السلاح مفردة عنفيه لا تنتمي للديمقراطية وحقوق الإنسان , فنشهد كثير من السياسيين في العراق دائما يهددون بالسلاح وإشعال الفتنه والدمار , وهذا نهج شوفيني منافي للقيم الإنسانية , وبما أن لغة السلاح هي لغة العاجزين والفاشلين فأن لغة الحوار والحكمة هي لغة العقلاء والوطنيين, نحن اليوم نعيش أزمة سياسية يراد بها ان تتحول إلى أزمة مكونات طائفية , ومن يريد ذلك هم من فشلوا بإدارة الدولة ولم يقدموا شيئاً لجماهيرهم, فعزوفهم على الوتر الطائفي يأتي لمنا غمة مشاعر أبناء مناطقهم الذين لا يملكون الوعي السياسي الحقيقي الذي يمكنهم من كشف زيف من انتخبوهم , هناك من يعتاش على الأزمات والحروب وهناك من يهلل ويصفق لإراقة الدماء الزاكيات للفرد العراقي , نعم هؤلاء ليس عراقيون وان امتلكوا الهوية العراقية فالانتماء للوطن يختلف عن الشعور بالوطنية , وفي ضل كل هذا نرى الفصيل السياسي الذي يقوده الحكيم مازال هادئاً ومنضبطاً ولم يُنجر للدخول طرفا في تلك الأزمات, وهو يحاول إن يكون عنصر التقاء بين الجميع , الحكيم بحكمته وحنكته عمل على تسليح أتباعه بروح المحبة والولاء للوطن لأروح الكره والبغضاء , عمل على تربية جيل يؤمن بالحوار لا بالسلاح جيل يؤمن بالشراكة لا بالإقصاء , لان لغة السلاح والاقصاء هي متبنيات عشاق السلطة ولغة الحوار وقبول الأخر هي متبنيات من يمتلكون مشروع بناء دولة عادلة ترتكز على مبدأ التعايش السلمي , نعم تسلح إتباع الحكيم بحكمة قائدهم جعلوا الطائفة انتماءاً مقدسا والطائفية شيئا محرماُ , لم نرى منهم مزايدات إعلامية ولا هتافات غير حضارية ولا شتيمة ولا تكفير إلى الأخر , وهذا لم يأتي من فراغ بل جاء من أصالة المشروع ومشروعية الانتماء المرجعي لهذا الخط السليم في النهج والقيادة , فربما يعتبر هذا السلوك والوضوح وعدم الانحياز لطرف ما على حساب الأخر انه ضعف أو هروب ,بل هو عين الصواب والحكمة لأننا لا نحتاج لقوة السلاح دون قوة المعرفة والرقي , فتسليح الحكيم إتباعه بالعلم والمعرفة وتربية جيل الشباب وإعدادهم للمستقبل هي نظرة استيراتيجية يعمل بها الحكيم وسيقطف ثمارها بالقريب العاجل , فمهما تمكن الآخرون من رفع السلاح ولغة الحروب سيخسرون ومصيرهم مصير الظالمين والمنكسرين , وسلاح الانتماء للوطن والمواطن هو من ينتصر ويحقق أمال الأمة ,

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
اثيرالشرع
2013-01-28
مقال رائع وتحليل منطقي ..احسنت اخي العزيز
الدكتور شريف العراقي
2013-01-28
وهذا لايكفي وانما بالسلاح الحقيقي
ارشد الياسري
2013-01-28
احسنت اخ محمد جميل تحليل جميل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك