المقالات

ايها الارهابيون...لقد حانت الساعه


الدكتور يوسف السعيدي

ما الذي يحاول الوصول اليه اصحاب نظرية استهداف الابرياء بواسطة العجلات المفخخة والاحزمة الناسفة ؟ ومع الاسف يصر هؤلاء على تسمية أعمالهم الشنيعة هذه ( بالعمليات الجهادية ) والجهاد بريء مما يفترون.هل يطرد المحتلون الاجانب من بلاد الرافدين بالقتل العشوائي وبأبادة شعب الرافدين ؟هل كسب هؤلاء ثقة الناس وثناءهم فاوقد الناس لهم شموع النصر وراحوا يصفقون لهم ويهزجون.؟وهل حصلوا على ثقة فئة اجتماعية أو طائفة مقابل ايغالهم بدم الاخرين ؟...هل استحوذوا بشكل نهائي على محافظة أو مدينة أو بلدة أو قرية أو قطعة ارض لا يستطيع ان ينازعهم فيها احد أو يقض مضاجعهم فيها احد؟....هل سمح احد لنفسه من علماء الاسلام ومشايخه وجميع المؤمنين به ان يقول ان اعمال هؤلاء تمثل الاسلام الحق ؟...وهل كسبوا الى الاسلام مسلمين جدداً من اديان اخرى ؟..ليراجع هؤلاء انفسهم ويجيبوا على هذه الاسئلة لو كانوا مجاهدين حقيقيين، أو مجرد سياسيين.... فمن شروط العمل الجهادي، ومن شروط كل عمل سياسي هو ان يراجع ذوو الشأن المنهج والعمل بين الحين والحين ليعرفوا أين أخطأوا واين اصابوا.... وما هي اخطاؤهم ليتجنبوها، وما هي فضائلهم ليعززوها ويتمسكوا بها... أم ان شأن هؤلاء شأن الذي ظل يمجد اخطاءه عقودا من الزمن حتى سقط تحت ركامها.... ألا يسالون أنفسهم لماذا يحاربهم الان العراقيون وفي مقدمتهم رجال العراق الشرفاء الوطنيين الاحرار ؟.ان اصحاب السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة لم يستحوذوا على العراق، ولا على شبر منه الا على مخابيء، معدودة، متنقلة يقتلون فيها حينا، ويهربون منها حينا، وتتآكل اعدادها يوما اثر يوم فارض العراق لن تكون الا لاهلها...وما العراقيون الا هذا الشعب العريق المتحضر الذي يرفض التراجع الى عفونة التاريخ، ولن يقايض مستقبله بالتخلف، ولن يجعل من متطرفي (طالبان) قدوة وهو المؤسس لحضارة الانسان.. وهو الذي فرض التحضر حتى على الغزاة الذين ولجوا ارضه في مختلف حقب الزمان....اصحاب السيارات المفخخة لم ينعموا بالاستيلاء على نفط العراق ليمولوا به بناء ما يسمى دولة اسلامية لان الاسلام دين الرحمة والانسانية الحقة، وكيف وهؤلاء يقتلون الابرياء بالجملة..فالعراقيون يريدون مادة النفط فرصة للنهوض وبناء دولة حديثة متحضرة للتعويض عما فاتهم في عهود الظلام، ولقد انتزعوا النفط من براثن كبرى الاحتكارات ولن يسلموه الى النفطيين، السراق الهواة الجدد بكل تنوعاتهم ومذاهبهم، فلا فرق عند العراقيين بين مستغل حليق الوجه يقبع في ناطحة سحاب في الوول ستريت وبين مستغل ملتح يحلم في كهوف التاريخ المظلم...واصحاب السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة لم يحصلوا على ثقة المواطنين ورضاهم، ولم ينالوا اعجابهم، وتصفيقهم، ولسبب جد بسيط ذلك هو ان العراقيين لا يحبون ولا يرتضون، ولا يصفقون لمن قتل مئات الالوف من خيرة رجالهم ونسائهم واطفالهم في الساحات العامة، وفي المساجد، وفي الاسواق...ان الضحية لا يصفق للجلاد...وان المجني عليه لا يبارك الجاني...ولا يظن هؤلاء القتلة ان لهم امتيازاً يدفع الضحايا لان يؤمنوا بان موتهم على ايدي هؤلاء هو منة أو نعمة جديرة بالعرفان...وأما عن كسب فئة بالايغال بدم فئة أخرى فأن العراقي يساوي بين الذات والشقيق مهما تعددت المذاهب وتباينت... ثم ان مفخخات هؤلاء لم تكن ذكية لتختار ضحاياها من هذه الفئة وليس من تلك.. فلقد تساوى الجميع في الاستشهاد وكان الضحايا من العراق كله وليس من فئة منه وايضا فان العراقيين يؤمنون بان الوطنية هي الحرص على الوطن، كله وليس على جزء منه، وان الوطنية هي الحرص على ارواح المواطنين وليست هدراً لدمائهم وما ينطبق على الوطنية ينطبق على الدين...وأما عن الاسلام فما كان الاسلام دين قتل انما هو دين للحياة، وما كانت الجنة مأوى للقتلة والسفاحين انما هي لاولئك الذين قال عنهم الحق تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَن الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا)..... و (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا و يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ) و ((الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا) و (الَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا)....ايها الارهابيون مهما تنوعت اساليبكم من قتل وغدر وتهجير واعتقالات وابتزاز وسلب ونهب ومهما كانت الوانكم ومذاهبكم سواء كنتم تنظيمات معينة أو مليشيات مصنفه أو عصابات متفرقة فلن تتمكنوا من قتل ثلاثين مليوناً واكثر هم شعب العراق الذي سيصطف صفا واحداً للقضاء عليكم. ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور يوسف السعيدي
2013-01-28
اخي الغالي علي الباوي...اشكرك ايها العراقي الشريف على ردك على المقال....افتقدتك كثيرا...تقبل تواضعي..
Ali Albawi
2013-01-28
الأستاذ الدكتور العزيز : عاشت يداك و سلمت لنا مفكرا مبدعا تقف الى جنب المظلومين و تفضح الظالمين و ظلمهم و خصوصا ما تعرض و لا زال يتعرض له شعب العراق من هجمة دموية شرسة على أيد قطيع من الذئاب البشرية المتوحشة الممولة من أعداء العراق و شعبه و حضارته ..بارك الله بك و بكل الأقلام و الأصوات الشريفة في تسطع في سماء وطننا الحبيب ..
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك