المقالات

انفلونزا الازمات والمستشفى الهندي..!!!


وسام الجابري

المتابع لحال الدولة العراقية الحديثة التي تشكلت بعد العام 2003 يرى طغيان حالة التوافق بين مرتكزاتها نظرا لوجود طوائف رئيسية وقوميات مهمة يكون وجودها مكملا لأضلاع المربع الذي يشكلها فالحكومة علي سبيل المثال وهي متمثلة برئاسة مجلس الوزراء عندما تكون للأغلبية الشيعية يجب ان تتوزع بقية جزئيات الدولة بين المكونات الاخرى من منطلق التوافق فالطرف السني والطرف الكردي اصبح وجودهم من الضروريات بين رئاستي الجمهورية والبرلمان مناصفة وهذا الامر ما سار عليه الوضع السياسي العراقي بعد التغيير الذي طوى صفحة غابرة من صفحات الاستفراد والدكتاتورية , وعلى هذا الحال اصبح التوافق هو من يحدد مسار واتجاه الدولة سيما وانه يساهم وقد ساهم فعلا في الحد من شعور المكونات بتهميشها ويعطي انطباعا واضحا بمشاركة الجميع في بناء الوطن , ولعل ما يمر بنا من أزمات متوالدة بتقادم زمن الحكومة الحالية ومواصلة مسيرة الاخفاقات المتتالية في الملفات التي يفترض ان تكون منجزة منذ زمان بعيد بمجرد ان نعرف ان الحكومة الحالية التي يترأس رئاسة مجلس وزرائها الاستاذ نوري المالكي اصبح لديها خبرات متراكمة في كيفية ادارة الدولة بفعل مضي اكثر من خمسة سنوات على تشكيلها وبفعل وجود كتلة نيابية تقف داعمه لرئيس مجلس الوزراء يعطيه اندفاعا نحو اقرار القوانين وتفعيلها الا ان ذلك الامر لم يكن وبطبيعة الحال بقى حبيس المخيلات والاحلام الوردية , وبعد ان عجزنا عن رؤية حلول واقعية ملموسة للملفات الموكلة مهامها للمسؤول التنفيذي الاول في الحكومة أصبحنا نبحث عن حلول أكثر واقعية ولمساً للمشكلات التي تعد اخطر فتكا بالعملية السياسية من سابقاتها فرئيس مجلس الوزراء الذي من المفترض ان يكون قائداً ورئيساً لوزراء العراق بكرده وعربه بشيعته وسنته وتركمانه ومسيحيه وصابئته رأيناه ابتعد عن هذا المفهوم فكانت ازمة حقيقية بين مكونات مهمة من مكونات المجتمع العراقي فالاكراد والسنة العرب وجدوا في شخص رئيس الوزراء مهارة كبيرة في خلق الازمات وتكتيكاً بارعا في تسويف الحلول الجذرية لها وبرغم كثرة مناداة الشركاء بفرض حلول واقعية الا ان استنساخ الازمات مع اطراف متنوعة في العراق جعل الجميع يخشى من ان تصاب العلمية السياسية بالأنفلونزا المعدية سيما وان مستشفياتنا قد لا تستطيع معالجتها اسوة ببقية الامراض المزمنة وحينها قد نكون مضطرين للذهاب الى الهند التي مازالت تعج بالمرضى العراقيين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك