المقالات

نظير الهزائم السياسية تفاءلوا بالنصر ولو في ملعب الـ (طوبة)


القاضي منير حداد

رائحة النصر المنبعثة من حشائش ملعب كرة القدم، تفغم انوف الشباب، فيندفعون موغلين في التفاؤل، وهذا حسبهم، فهم شباب، في عمر غض لا يتحمل هزائم السياسة التي احبطت فرح العراقيين بسقوط الطاغية المقبور صدام حسين.الشباب غير معني بتحمل مسؤولية اخفاق الكبار الذين يعدون آباء سياسيين للوطن، يأكلون الحصرم وأبناء الشعب يضرسون؛ ما يجعل كرة القدم، وسواها من السعادات الشخصية البسيطة، مبعث فرح مؤقت، يشمل حواس الصبي باعطافه، فيلهيه عن القلق العام، باستقرار شخصي، ويشغله عن الاضطراب المطلق، بهدوء نسبي.. خاص.لذا تترتب على مباراة بكرة القدم، واضحة النتيجة، مثل مباراة منتخبنا ضد المنتخب اليمني في خليجي واحد وعشرين مساء السبت.. الثاني عشر من كانون الثاني 2013، استحقاقات عاطفية، بلورها الشباب في مسائر للفرح، شغلت برد الشتاء بصعادات ضوئية، واهازيج تناكف الساسة، الذين يجدون مناصبهم اكثر رسوخا في الثبات، كلما تلجلج الشعب منقسما على نفسه.اذ اجمعت الاهازيج على الترديد: "هذا الكاس إلنا.. للشيعة والسنة" في صرخة تلقائية تؤكد، ان الله فطر العراق من شيعة وسنة ومسيحيين وصابئة وأيزيديين وعرب وكرد وتركمان، وهي ليست مشكلة الا بقدر ما يريدها، خلفاء بني العباس الضعفاء، مشكلة، يحتمون بها، وراء انقسامات الاشاعرة المعتزلة والسنة والشيعة، يتخذون من الاقوى اولياء، ذودا عن عروشهم الخاوية التي ورثوها وهم غير مؤهلين للتبسط في الجلوس عليها، أمراء يئمون الجواري، مخمورين في محراب الشيطان.تبعا.. انساق وراءهم حكام العراق على تعاقب الدهور، من زمن الدويلات الى العثمانيين والانكليز، حتى الملكية وجمهورية العسكر.خراب فكري يسلمنا الى فساد مالي يحط تعبا على خازوق الجندرمة فيصليه العسكر رشقة رصاص تقتل البريء قبل المسيء وتطمر الاحياء في معتقلات الامن العامة، ولما حررتنا امريكا من طغيان صدام، قفز شذاذ الآفاق على العملية السياسة يمتطونها مصدر مال جف له ضرع العراق الحلوب، الذي اغرقوه بالارهاب عمدا كي ينشغل عن المطالبة بالخدمات تطبيقا لمقولة الحجاج: "لأجعلن لكل رجل منكم شغلا في بدنه".غياب الخدمات وتأويل المطالبة بها، على انها اصطفاف طائفي ضد الوطنية، كلام اكبر من حداثة اعمار الشباب المبتهجين بفوز العراق على اليمن، كرويا.ما يوجب ايجاد اساب للفرح، تتفاءل بها الاجيال ريثما يجيء نصر الله والفتح، بمجار للامطار، لا يهرب بتخصيصات مقاولتها ابن عم ولي سياسي معصوم عن الملاحقة القانونية، وتمطر السماء مولدات كهربائية عملاقة، تنتصب من تلقاء صلاة (الكهربة) يؤديها معمم قبل تسلم حقوقه الشرعية من اضرحة الائمة.يحتاج العراقيون الف مباراة يفوز فيها منتخبنا، كي يفرحون، من دون خدمات ولا صحة ولا ماء ولا مجار ولا كهرباء ولا تبليط ولا مدارس ولا وظائف، يحتاج العراقيون تفاؤلا يفرج عن احتقانات الظروف المفتعلة، نظير حاجتنا لافتعال اسباب للفرح تفرج عن طاقات الشباب في مسارب مثلى.كرة القدم، وسلية ملائمة لأرساء دعائم سياقات معنوية تنتظم الوان طيف شعب يصطف منتصرا ولو في ساحة الـ (طوبة) شيعة وسنة.. عربا وكردا.. طوائف وقوميات أخرى، كلها من دون خدمات تتفاءل بوطن منتصر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك