المقالات

الجعفري الغائب وأزمة التحالف الوطني


حيدر عباس النداوي

تشهد الساحة السياسية العراقية منذ فترة ليست بالقصيرة حالة من الشلل ألارتعاشي الذي جاء بعد أزمات كثيرة سابقة لم تستطع حكومة الشراكة الوطنية ولا البرلمان ولا الكتل السياسية المشاركة في الحكومة من وقفه او تقليل شدة تاثيره على الواقع الخدمي او النسيج الاجتماعي لمكونات الشعب العراقي رغم معرفة الدوافع والغايات التي تقف خلف هذه الازمات والجهات التي تسعى جاهدة الى انتهاج طريق افتعال المشاكل حتى باتت هذه الازمات تمثل تهديدا حقيقيا لوحدة العراق وتجربته الفتية.ويفترض بمثل وجود هذه التحديات ان يكون للتحالف الوطني ولرئيسه دور كبير في وقف هذه التداعيات الخطيرة التي تهدد العملية السياسية برمتها لما له من تاثير ومقبولية في التحالف الوطني ولدى الكتل السياسية المشاركة في حكومة الشراكة الوطنية باعتبار ان ما يقوم به رئيس التحالف الوطني السيد ابراهيم الجعفري من فلترة ياتي من باب مسؤوليته عن قيادة الكتلة البرلمانية الاكبر ومن باب المحافظة على المشروع ومن باب الابوة لجميع ابناء الشعب العراقي.وكان من المفترض ان يكون للسيد الجعفري دور محوري ومميز خاصة في الظروف الاستثنائية والحرجة لان القيادة تظهر في الازمات والاوقات الاستثنائية والا ما فائدة القيادة اذا كان الشخص الذي يتم تكليفه لا يمتلك ايا من مميزات القيادة، ولا زال الجميع يتذكر كيف قاد الراحل السيد عبد العزيز الحكيم رحمه الله سفينة التحالف الوطني الى بر الامان واوصل سفينة الحكومة الى شواطئ الصلاح في ظروف كانت اشد قسوة مما تشهده الساحة السياسية العراقية الحالية لانه كان يدرك دور القائد وكان سريعا في وقف تداعيات الازمات ويمنع تراكمها بل كان يفككها قبل استفحالها لذا فان المقارنة قد تبدوا ظالمة بين الطرفين.ويفترض ان يكون دور الجعفري اكبر مما كان يقوم به السيد الحكيم لان الظروف في التحالف الوطني اليوم مهيئة للجعفري اكثر مما كانت مهيئة للراحل السيد عبد العزيز الحكيم الا ان مركزية السيد الحكيم وحسن علاقاته مع جميع المكونات السياسية الاخرى ورغبته الصادقة بمعالجة المشاكل وبناء الدولة العراقية الحديثة ساهمت بشكل كبير في نجاحه في حلحلة الازمات ووقف اثارها الجانبية،بينما يقف اليوم السيد ابراهيم الجعفري عاجزا عن تقديم الحلول وفاقدا لتاثيره ودوره المحوري في الضغط على الحكومة كما انه يجد نفسه عاجزا عن فهم دوره وواجبه المفترض ان يقوم به .ان التحالف الوطني مطالب اكثر من غيره من الكتل والمكونات السياسية الاخرى المشاركة في حكومة الشراكة الوطنية بالبحث عن الحلول لان على عاتقه تقع مسؤولية حماية المكتسبات التي تحققت وعلى يديه تقع مسؤولية حل ومعالجة وتفكيك الازمات باعتباره راعيا وقائدا وغياب دور التحالف الوطني الابوي وانزواء رئيسه لا يخدم العراق ولا يخدم العملية السياسية ومتى ما كان التحالف الوطني قويا كانت العملية السياسية بامان بينما ضعف وتشتت التحالف الوطني لا يترك وراءه غير التمزق والتخندق والجري خلف المصالح الحزبية والشخصية الضيقة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حسين
2013-01-14
بسم الله،وصلى الله على محمد وعلي والهما الطاهرين...جعفري:نرجسي كبير...مغرور معروف...يرى انه على شيء...ونقل لنا احد طلبة العلم انه في احدى زياراته للامام السيستاني وبخه مرجعنا المفدى...فخرج جعفري يتمتم...فسمعوه يقول:::هو مرجع وانا مرجع...كما انه ضعيف جدا الى حد الميوعة وقد قرات رسالة للمرجع الكبير الشيخ الفياض حذره فيه من ضعفه وان ضعفه يشين بالمذهب...لكن جعفري لايهتم كاخوانه من حزب الدعوة الضال...ليبدلوه هذا المغرور...
علي الغانم
2013-01-13
اين الثريا من الثرى واين الحسام من المنجل!!!
ابو محمد
2013-01-13
والله يااخي كلامك مؤلم ..... وين الجعفري وين السيد الحكيم رحمه الله .... انا اسأل اين دور الجعفري في قيادة اكبر كتلة ؟ رجل نرجسي اناني وضيع ضعيف الشخصية .... انظر الى فضائية بلادي وتابعها بدقة تجدها حذرة جدا في مدح او ذم الحكومة فهي تمدح الى حد لا يتجاوز المدح الجعفري وتذم الى حد ان الذم لا يصل الى الجعفري. ظروف السيد الحكيم رحمه الله صعبة ليس من الشركاء فحسب بل من الجعفري نفسه والمالكي اللذين كانا يرفضان حتى الحضور في اجتماعات الائتلاف العراقي الموحد السابق !!!!! لكن الامور واضحة لكل ذي عقل
صحفي عراقي
2013-01-13
الزميل حيدر المحترم كلامك جميل ومنطقي وفعلا أصبت الحقيقة . ابراهيم الجعفري شخصية وطنية كبيرة ، لكنه غير مؤهل لقيادة التحالف الوطني . يجب ان يتصف الشخص الذي يقود جهة سياسية بحجم التحالف الوطني بالحكمة الرشيدة والعقل المنير وأن يكون قائدا محنكا لسفينة العراق التي تتجاذبها الأمواج باتجاهات مختلفة ، لا أن ينقاد الى توجهات رئيس الحكومة . أعتقد بأن السيد عمار الحكيم له نظرة شاخصة وصائبة في معالجة كل التحديات ومتمكن من ايجاد الحلول المناسبة لها . أضف الى ذلك فهو يحظى بقبول واحترام كافة الأطراف .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك