المقالات

الازمات لاتلد بناء


عبدالله الجيزاني

العراق بلد متعدد القوميات والاديان والمذاهب،وورث تركة ثقيلة من المشاكل التي سببها نظام ديكتاتوري هو الاشرس في تاريخ البلد وربما المنطقة،مارس كل انواع التخربب والتدمير،وعلى كل المستويات استهدف الانسان بأنسانيته وقيمه واخلاقه،واستهدف الارض والماء والزرع والبناء،لم يترك شي الاوكانت له بصمة تخريب فيه،زرع الغام بين مكوناته وخلق مناطق رخوة يمكنها ان توفرت لها الاجواء المناسبة ان تحول البلد الى اثر بعد عين،وكذا خلق اجواء دائمة من التوتر مع الجوار الاسلامي والعربي والدولي، من خلال ممارساته الطائشة ومحاولته نقل معركته مع الشعب الى الحدود مع الجيران،وايضا كان العراق منقوص السيادة لخضوعه للبند السابع من ميثاق الامم المتحدة،ديون غير واضحة وحدود مجهولة المعالم مع الجيران،اقتصاد لايخضع لاي من قواعد الاقتصاد المتبعة في العالم،سخر الله اعتى قوة في العالم الى ان تزيح هذا النظام من على كاهل الشعب العراقي بعد ان كاد يهوى على يد ضربات المجاهدين،فكان الاحتلال القشة التي قصمت ظهر البعير،واكيد ان الاحتلال كانت له اجندة ومشروع لايتفق مع المشروع الوطني الذي رسمته القوى الوطنية المعارضة واتفقت على ملامحة الرئيسة في المهجر،هذا مجمل لوضع العراق بعد سقوط النظام البائد،مشهد واضح المعالم ويراد تحويل هذا المشهد الى نقيضة،حل الاشكالات التي خلفتها سياسة النظام بين مكونات الشعب،ومع الجوار الاسلامي والعربي،وسد الثغرات التي قد تكون سبب في اي ازمة داخلية بين المكونات،وخارجية مع الجوار الاسلامي والعربي،وايضا العمل مع المجتمع الدولي لاخراج العراق من طائلة البند السابع،ومع انطلاق العملية السياسية وضعت القيادات الوطنية المخلصة برنامج عملي يتناول المشكلات الواردة انفا والية التعامل معها لغرض تغييبها من المشهد العراقي وبالتدريج،وقد تحققت خطوات جيدة في هذا الاطار،وتوضحت معالم للحلول،فقد تغيرت معادلة الحكم،وكتب دستور دائم للبلد يكاد يكون الافضل على مستوى المنطقة،وتم الاتفاق مع الدول الدائنه على الية التسديد ديون العراق بعد تخفيضها،وجرت مفاوضات مع الامم المتحدة حول اليات اخراج العراق من البند السابع،ووضعت اليه عملية في معالجة الخلاف على الحدود بين المحافظات من جهة ومع الجوار من جهة اخرى،وكذا وضعت برامج لاعادة تأهيل المجتمع من خلال سن قوانين تعويض ضحايا النظام البائد من خلال مؤسستي الشهداء والسجناء واعادة المفصولين السياسيين وايضا تم اقرار قانون لكيفية التعامل مع رجالات النظام البائد،وعلى العموم وضعت للبلد خارطة طريق مقبولة ليتجاوز المحنة رغم صعوبة الظرف من وجود الاحتلال والارهاب وتصارع الاجندات على ارضه،لكن ومنذ سبع سنوات عطل كل شي،وتم احياء الكثير من المشاكل وتسخيرها لخلق الازمات وبطريقة تحاكي طريقة النظام البائد،وتم التجاوز على الدستور واستهداف القوانين التي سنت لاجل تعويض الضحايا وتعطيل اليات التعامل مع رجالات النظام البائد ومع المجاميع الارهابية،واصبح كل شيء خاضع للمساومة في هذا الملف،وتوالت الازمات وتحولت الى عقد مستعصية في مسيرة العملية السياسية،مما شكل نكسة في الشارع العراقي المتطلع للاستقرار والاعمار والبناء والازدهار الاقتصادي خاصة مع توفر الامكانية لذلك،ووجود الارضية التي وضعت لهذا الغرض،ان استمرار صناعة الازمات بهدف تحقيق مكاسب شخصية او حزبية والتلاعب بعواطف المواطن ومحاولة كسب شعبية زائفة،وتغطية الاخطأ وملفات الفساد والفشل في اداء الواجب يتناقض كليا مع تطلعات الشعب العراقي المظلوم،ويعد بمثابة الخيانة لقطار التضحيات التي دفعت في طريق الانعتاق من التسلط والتهميش والتغييب،واستخاف بدماء الشهداء من العلماء والفضلاء وعامة ابن الشعب العراقي،فلايمكن للازمات ان تلد بناء او اعمار،انما تضاعف المشاكل والدماروتضاعف الهوة بين مكونات الشعب العراقي وهذا خلاف المطلوب...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهراء محمد
2013-01-12
القانون في العراق يصون المجرم ويكسر ظهر المظلوم لماذا؟ومن الذي سن هكذا قانون؟ انا صدام وهب بيوتنا ومعاملنا وثروتنا على زبانيته نريد استرجاعه المغتصب يطلب سعر خيالي وبالقانون!!يقول القاضي انه بنى عليه ويحتاج قيمة البناء! زين اين قيمة بيتي الذي هدمه ؟! اليس المفروض ان تعاد الينا اليوم لماذا نحن في دوامةمحاكم ومحامين ونسب مريخية الكل يقضم منا فرهود واكعين به، نسأل رجال الدين وارسلنا رسائل اليهم كلها دون جدوى؟هل صدام غير عقول البشر في العراق ام هذه هي اخلاقهم وكنا لانعرف!اتقوا اللّه اتقوا اللّه.
زهراء محمد
2013-01-12
تزتي الى حقوقنا التي سرقت زمن المقبور املاكنا لحد هذا اليوم بيد عراقيين منهم بعثية ومنهم ملتزمين ولكن الاثنان لايختلفان من حيث الاداء سرقونا ولحد هذا اليوم!لنا بيوت قسما من بيوتنا هدم لااخفاء البناء وقيمته؟! فقد شيد او بنى عليه لكي يزخذ او يطالب بقيمة البناء وطبعايطالب بااسعار خيالية ومحكمة المنازعات او البدائة الملكية القاضي يقول عوضوهم!! برب كل سموات الارض وبارواح كل الانبياء والرسل وبمقددسات كل الكتب السماوية اريد ان اسأل القاضي اين حقي انا؟؟ ياامة الاسلام اين حقوقنا نحن المهجرين؟؟
زهراء محمد
2013-01-12
بعد التحية..مقالة فيه الكثير من الامنا التي عانينا منه زمن المقبورصديم وفي (زمن الديمقراطية اسم من غير فعل!) ففي الاعلام والنت نتكلم بحرية اما في تطبيق فنحن بعيدين بعد السماء فنحن الذين نعيش في الخارج والذي قتل احبتنا ولا نعرف لليوم اين مقابرهم وسرقت كل مانملك من ثروة، فدولة الجديد او العهد الجديد اسس موسسات (عقيمة الاداء) مثل الشهداد حيث اذا فقدت اربعة من اخوتك فأنهم يعتبرون كل شهيدين شهيد واحد؟! اليس هذا الم ومعانات لنا نحن اهالي الشهداء لو تعرفوا كم يعوضون الشهيد لاالعقل يصدقه ولاضمير يقبله.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك