المقالات

بين المطالب المشروعة وأجندات السياسيين

407 12:21:00 2013-01-10

حيدر حسين الاسدي

بعد ثلاث أسابيع من اعتقال حمايات العيساوي وما رافقها من تصعيد إعلامي وسياسي قادها تجار الأزمات ونواب الطائفية المقيتة في محاولة منهم لسحب البساط من تحت أقدام حكومة وطنية منتخبة شارك فيها أكثر مكونات الشعب العراقي "رغم بعض الملاحظات والإشكاليات التي تسجل عليها في ملفات الخدمات والأمن" جاءت وفق اتفاقيات سياسية خطط لها ان تنهض بالعراق من سنوات حرب طائفية عاشها ولا يتمنى ان يعود اليها ، أظهرت من خلال المراقبة الدقيقة والتحليلية ان من يقود هذه التظاهرات هم أصحاب أجندات ومخططات خطيرة بدأت تتضح معالمها وتتبين خيوطها يوماً بعد يوم .فالمتظاهرين الذين خرجوا الى ساحات الاعتصام بالأمس كانوا يحملوا بعض الطلبات الحقيقية والتي هي جزء من حقوقهم التي أخفقت الحكومة أو قصرت وتمهلت في انجازها ، لكن بعض الذين دخلوا على خط الأزمة وحاولوا استغلال التجمعات البشرية في بعض المحافظات أججوا روح الفتنة والتعصب والتخندق المقيت الذي وجد عند البعض آذان صاغية طبلة وروجت له بمساعدة المندسين من "البعثوهابية" فتصاعدت حدة الخطاب وأرتفع سقف المطالب وتحولت بين ليلة وضحاها شعارات الخدمات الى دعوات للانفصال والقتل والترهيب ونار مستعرة يغذيها السياسيون المتمرسون بتصريحاتهم العنترية على منابر الفضائيات. ان التصاعد الخطير الذي شهده العراق في الأيام الماضية له أسباب ودوافع وحسابات إستراتيجية وجهود بذلها ويبذلها طلاب الحكم وأصحاب الأحلام السوداء الذين لا يروق لهم العراق في شكله الحالي ويريدون ان يفصلوا ثوب الحكم كما يرغبون ، فعقدة المذهب وحكم الأغلبية ما زالت تشكل غصة لا يستطيع اصحاب العقول المتحجرة من هضمها والتعايش معها كأمر واقع وجزء من الديمقراطية والحقوق التي يجب ان تسير عليها الدول في عصر التحولات الجديدة ، ولا زالوا يصرون على أعادة معادلة حكم الأقلية للأكثرية ولا يقتنعون انها ذهب بغير رجعة والشعب الذي نال حقه من الصعب ان يتخلى عنه بسهولة ، فتركيب الحكم الجديد أعادة بعض الحق للأغلبية الكبيرة من الشعب العراقي بعد سنوات توالت عليهم حكام وحكومات عاثت بالأرض الفساد ونشرت الظلم والموت بين العباد .المتاجرة بأعراض السجينات وبيع سمعتهن على منابر الفضائيات المأجورة والطائفية هو اسهل ما يكون لدى من يدعون الغيرة والنخوة ، فقد نهجوا مسير التشويه لسمعة المتهمات والصقوا بهن سمعة الاغتصاب والاعتداء وداسوا على شرفهن لصالح مكسب سياسي دنيء ، فقد كشفت كل لجان التحقيق وحكماء القوم وشيوخ العشائر ممن زاروا السجون في الفترة الماضية ان أي اعتداء او تحرش واغتصاب لم تحدث في السجون التي روج وقوع الجرائم فيها ، وجرت مقابلات منفردة وبعيدة عن الضغوط مع السجينات اللاتي لم يذكرن أي حالات للاعتداء وانحسرت مطالبهن بزيادة الزيارات مع ذويهن والنظر في قضاياهن ومحاولة إصدار عفو عنهن، لذا فالسجينات مطالبات اليوم برفع دعاوي قضائية على كل من حاول استخدامهن كورقة ضغط وتشويه السمعة وإلصاق تهم وإساءة لهن . كل من يمر بالمحافظات التي خرجت فيها المظاهرات "ديالى ، صلاح الدين ، الانبار ، الموصل" يشعر أنها مدن مهجورة او مر بها اعصار مدمر فالمواطن يعيش معانات ومأساة كبيرة فلا شوارع صالحة للسير ولا بنايات وخدمات تعطي شكل حضاري لها ، والتساؤلات التي تطرح نفسها ، أين أموال المحافظة ؟ ومتى تنهض الدوائر الخدمية بواقع البنى التحتية ؟ ولماذا لا تتحمل الإدارة المدنية المسؤولية فيها ؟ وكيف يفسر المتابع الهجمات المتتالية للجهات التنفيذية في تحميل الحكومة المركزية مسؤولية الاخفاق وتتنصل من واجبها ؟ولعل علامة الاستفهام الأكبر التي تظهر هنا هي ان هذه المحافظات وخلال العام الماضي 2012 أعادة اكثر من ثلثي الميزانية المخصصة لمحافظاتها الى ميزانية الدولة الاتحادية فهل هذا خلل الحكومة ام من يقود المحافظة ويضع الخطط الكفيلة في صرف التخصيصات والنهوض بالخدمات ، وبدل الإقرار بالفشل ومحاولة تلافي الأخطاء والانشغال بالبناء والأعمار وجذب الشركات للاستثمار نجدهم في مقدمة المتظاهرين والمحرضين على العصيان والاحتجاجات ومحاولة خلط الأوراق امام الناس البسطاء وتصوير الاوضاع على انها استهداف مقصود لمحافظات معينة في عدم التطور والارتقاء. ان دعوتي الى إخواننا وأعزاءنا من ابناء محافظاتنا العزيزة التي خرجت بتظاهرات مطالبين بحقهم ممن نتوسم بهم الخير ونعرفهم بطيبهم وانتمائهم عليكم ان تعوا ان السياسيين الذين ينادون بأسمائكم ويحاولون الظهور انهم يمثلونكم ما هم الا دعاة منافع شخصية ومكاسب حزبية ضيقة وطلاب مناصب يريدون كتسبها على حسابكم وبدمائكم من خلال الضغط على خصومهم ، ولتكونوا متيقنين أنهم أن حصلوا عليها سوف يتركوكم وينسوا حقوقكم المشروعة ولا يتذكروا شيء منها الا حين تقترب الانتخابات وتصبحون صوت لصندوق الاقتراع تنتهي بعدها صلاحيته .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك