المقالات

مادعا إليه الحكيم ورفضناه


هادي جلو مرعي

نبهني أحد الصحفيين من أصدقائي لما كنت أقوم به ونسيته اليوم..قال ،هل تذكر كيف كنت تهاجم دعاة الفدرالية وتعدهم غير حريصين على وحدة العراق وسلامة أراضيه ؟قلت ،نعم أذكر ذلك ،ولاأنساه. ضحك مني ،وسألني ،وإذن لماذا أجدك الآن تتحدث عن التقسيم ! وهو أسوأ من الفدرالية ،هذا لو فرضنا إنها سيئة من الأصل ؟ قلت هي الحقيقة ،وقد كنت أفعل ذلك . لكنني لست الوحيد فعاطفتي تجاه وطني حركت في مشاعر الرفض كبقية الناس في هذا الوطن المكلوم ،ولولا ماأرى من تغيرات جسيمة، وحوادث تشيب لها الولدان لما تخطيت فكرة أني قد أسئ لنفسي لو إعترفت بخطأي في ذلك الموقف لكنها الحقيقة على أية حال ولابد من الإذعان لها .

كان من أدبيات المجلس الأعلى الإسلامي ،إنه دعا الى فدرالية الوسط والجنوب، وتحرك في هذا الإطار، وهي رؤية تمثلت بمواقف وسلوكيات وأفكار كان يطرحها السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، وتلقى جراءها الكثير من النقود اللاذعة والإتهامات التي جعلته (عميلا لإيران) تارة،وبائعا للوطن تارة أخرى.ثم صار المنتقدون والسبابون يتسابقون لتقديم مبررات العمل على فدرلة محافظاتهم التي تشتكي التهميش في الوسط والجنوب والشمال والغرب ،ولعل التظاهرات الأخيرة في بعض المحافظات شديدة النقد لهذه الفكرة تمثل تحولا في الرؤية بغض النظر عن سلوك الحكومة ومدى قناعتنا به حيث كان الغالب من المتظاهرين في المحافظات الغربية لايطيقون فكرة الفدرالية ومعهم أوساط شيعية ،

غير إن اللافت في الأمر هو إن الرافضين للفدرالية صاروا يجرؤن ويتحدثون عن التقسيم بوصفه الحل الأنجع للمشكلة العراقية وبخلافه فإن البلاد ماضية الى المجهول ،بل إن تساؤلات جريئة تطرح في إطار مناقشة مقترح نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن الذي قدم رؤية للحل تتلخص بتقسيم العراق الى ثلاث فدراليات (للشيعة والسنة والكورد) وهو مارفض بقسوة في وقته.ومنها ،هل إن بايدن كان رجل سياسة حقيقيا وقرأ المشهد السياسي وتداعياته وسلوك الأفرقاء بتأن؟ أم إنه تحرك في ظل رؤية أمريكية تعتمد المصالح الحيوية التي تستدعي فعل كل مايمكن لجعل العراق ثلاثة عراقات مختلفة عن بعض في التكوين القومي والطائفي .نحن بالتأكيد نشكك بنوايا الأمريكان، لكن لايمكننا التشكيك بنوايا الشبان وبعض السياسيين والمثقفين في المرحلة الحالية الذين تجاوزوا فكرة الفدرالية الى التقسيم تحت شعار ( خلونا نرتاح ياجماعة والله ملينا ) .

يبدو إن تجربة السيد عبد العزيز الحكيم كانت تشي بالكثير من القدرة على التحليل وقراءة الأحداث وفهم الواقع العراقي المعقد الذي لايمكن أن يعيش فيه العراقيون دون أن ينظروا بجدية الى مستقبل أبنائهم وهم غير مقتنعين برؤى وتصورات الخصوم السياسيين ،وفي ظل تحولات خطيرة على الصعيد المحلي والعربي والإقليمي، وحتى الدولي،وهو مادفعه للحديث بجدية عن الفدرالية إستباقا لخطر التقسيم الذي شرعنا بالحديث عنه الآن.ترى كيف كانت إبتسامة السيد الحكيم لو كان بيننا وهو يرانا نطالب بالتقسيم بعد أن رفضنا علاجه من سنين ؟ وهو مايدعوني للتساؤل بجدية .هل كان الحكيم يخشى التقسيم ؟

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراق3
2013-01-10
ان دماء الابرياء والخراب الذي لحق بالعراق هو بذمة الذين وقفوا ضد الفدرالية
أستاذ جامعي
2013-01-10
من رفض فيدرالية الوسط والجنوب هم زعاطيط السياسه. لقد حرموا الوسط والجنوب من فرص البناء والأعمار وحرموا العراق من الأستقرار. كل مشاكلنه من السلطه المركزيه ومن حكومة المركز.
عراقي يكره البعثية
2013-01-10
قلمان مهمان على الصعيد الكتابة السياسية العراقية طالب الشطري وهادي جلو مرعي اعترفا بخطاء اندفاعهما ضد ماكان ينادي به المجلس الاعلى كما فعل الكثير غيرهم ولحد هذا الوقت ولازالوا في الطريق الخاطيء ..لكنهما عرفا الحق اخيرا وكانا الاكثر شجاعة على مواجهة الحقيقة والاعتراف بها وهي فضيلة ان تعتذر عن خطاء وتصححه بعد ان بان لك خلاف ماكنت عليه...نتمنى ان يحذو غيرهم حذوهم ويقوموا بما قاموا به ابراءا للذمة وتسجيلا لموقف شجاع واخلاقي يرفع من رصيدهم لدى قراءهم ومتابعيهم ...شكرا لهما
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك