المقالات

طائفية؟!... لبست ثوب الوطنية

363 09:06:00 2013-01-09

علي حسين غلام

المطالب الشرعية لها إطر موضوعية ومنطقية وبما يتناسب مع القوانين والدستور ولا يتجاوز على حقوق الآخرين الشركاء في الوطن، وما حدث في الأنبار من مظاهرات وإحتجاجات كانت طائفية بحته مالبث منظيمها أن ألبسوها ثوب الوطنية بعد أن فشلوا في إستقطاب الرأي العام، وتفاجئوا بردود أفعال قوية من الشعب عموماً ومن أبناء نفس الطائفة خصوصاً وتعدى الأمر الى الدول الأقليمية ليشجبوا جميعاً هذه اللغة الطائفية المريضة ويحذروا من شرارتها إن تطايرت سوف تحرق وتمس الجميع وتكون النتائج وخيمة لا تحمد عقباها، ومن هذه المطالب العفو العام دون إستثناء عن المعتقلين وحتى من تطلخت يداه بدماء العراقيين إضافة الى إلغاء عقوبة الإعدام، العقل والمنطق في هذا الوقت والظرف الراهن يرفض هذا المطلب غير المشروع لعوامل عدة وفي مقدمتها التجاوز السافر على حقوق ذوي الضحايا وعدم إنصافهم فضلاً عن إعطاء الذريعة لمرتكبي الجرائم بالعودة مرات ومرات للقتل طالما هناك جهات وفئات تدافع عنهم في كل مرة وتطلق سراحهم بعد حين هذا من جهة، ومن جهة أخرى ذو الضحايا أو أقرباءهم أو المتعاطفين معهم سوف ينتقمون بالمثل طالما لم يجدوا العدالة التي تقتص من المجرمين ومن منطلق عشائري وبمعنى أدق العودة الى الحرب الطائفية، والكل يعلم أن أغلب المجرمين من عقيدة تكفيرية لا دين لهم والضحايا من جميع أطياف وألوان الشعب العراقي، لذلك ستزداد العمليات الأرهابية من تفجير السيارات والعبوات الناسفة وعودة الإختطاف والقتل على الهوية ورمي الجثث في الطرق والساحات وإمتلاء المستشفيات بجثث الموتى لتفوح من جديد رائحة الموت والكراهية والحقد الأسود في المدن والطرق والأزقة وهذه المرة بشكل بشع ومقرف تقشعر له الأبدان، فهل يرضى أصحاب المرؤة والشهامة والعدل والإنصاف (أصحاب البخت) أن ينجر البلد والعباد الى هذا النزاع الدموي والصراع الطائفي، والجواب بلا شك وفق مفاهيم الوطنية والعقلانية كلا والف كلا... فأي منطق هذا وأي عقل يرضى بما ستؤول اليه الأحداث وأي فكر نابغ وواعي يخطط ويدبر لمثل هذا المخطط الشيطاني الجهنمي المدمر إذاً هوعقل ومنطق وفكر تكفيري. أما بالنسبة الى إلغاء عقوبة الإعدام وأيضاً هذا مطلب غير منطقي في ظل معطيات وحثيات الواقع المتأزم وما يمر به العراق من أرهاب أعمى طال الجميع دون إستثناء وأن أغلب الدول المتقدمة والمتطورة وحتى بعض الولايات في أمريكا ما زالت تعمل بقانون عقوبة الإعدام بل يتفنون في قساوة التفيذ لغرض أن تكون قوة رادعة تقلل من حجم الجرائم لديها، أن إلغاء الإعدام يعطي مساحة واسعة للإرهاب لينفذ أجنتده طالما هناك فندق بخمسة نجوم سوف يقضون محكوميتهم فيه، وكذلك تكون ذريعة قوية لإغراء العقول الخاوية وتجنديهم للأعمال الإرهابية طالما لا يوجد قصاص عادل، ولو جدلاً تمت الموافقة على إلغاء عقوبة الإعدام من يضمن هؤلاء المتظاهرين من أن لا ينزلوا الى الشارع مرة ثانية وبحجة حقوق الإنسان وبذريعة إن المحكومين يلاقون معملة سيئة ويتم إغتصابهم وتعذيبهم وإن وجبات الطعام المقدمة لهم من الدرجة الثانية لا توازي جرائمهم ولا توجد مكيفات هواء بل مبردات هواء كما هو حال مطلبهم هذا اليوم بالنسبة الى السجينات (الإرهاب واحد أن كان المنفذ ذكر أو أنثى) ومادار من لغط وتزيف للحقائق وذر الرماد في العيون، ويطالبون بإطلاق سراحهم من السجون لهذه الأسباب، إن مفهوم الحرية والديمقراطية قد كفله الدستور وفي إطار قانوني واضح يجب على الجميع الإلتزام به وعدم التجاوز عليه بشكل يثير مشاعر وأحاسيس الآخرين ويخلق الريبة والشكوك والضغينة بين أبناء الوطن ويرسم صورة قاتمة للمستقبل ومصير البلد ويدمر النسيج الإجتماعي والتي ستؤدي الى تقسيم البلد وصراع دائمي تستنزف الموارد البشرية والمادية والتخلف عن ركب التطور العالمي ناهيك عن أمتداد شرارتها الى دول الجوار وجر المنطقة الى ما لايحمد عقباه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك