المقالات

المظاهرات وثقافة الاختلاف

442 16:40:00 2013-01-07

علي محسن الجواري إعلامي وناشط مدني

لاحت رؤوس الحراب..تلمع فوق الرمادي..ان الاختلاف في وجهات النظر امر صحي ويكاد يكون هو القاعدة وما خالفه استثناء ، ذلك لان لكل انسان رأي يختلف عن غيره ، فهو كبصمة الاصابع لا يمكن ان تتطابق بين اثنين على كوكب الارض ، ولان الدستور العراقي يكفل للانسان العراقي حرية التعبير وفق ضوابط احترام اراء الاخرين وعدم المس بهم والتهجم عليهم و و والخ.. مما هو متعارف عليه في بلادنا وباقي بلاد خلق الله ، ولان العراق بلد ديمقراطي ومن حق مواطنيه التعبير عن ارائهم ، خرج ابناء محافظة الانبار في تظاهرات حاشدة قطعوا فيها الطريق الدولي منتفضين على حكومة الرئيس المالكي التي يشغلون فيها عدة وزارات ، مطالبين اولا باطلاق سراح المعتقلات ، حدث هذا على خلفية القاء القبض على حماية وزير المالية رافع العيساوي ، ومن ثم تطوت المظاهرات وزادت رقعتها لتشمل محافظات اخرى و طلبات اخرى ، وليتوافد اهل السياسة الراغبين بنيل حصة دسمة من اصوات الناخبين على مقر المظاهرات الذي تحول الى اعتصام وقد ضمن اغلب هؤلاء الساسة تلك الحصة عدى السيد المطلك الذي خرج بخفين ولم استطع ان اتاكد انهما لحنين او غيره ممن حضروا التظاهرة على ان الشهادة تقال انه يتمتع بلياقة عالية هو وافراد حمايته ومن رافقه .ان اشد ما نفتقد في بلدنا والبلاد التي بمستوانا هو ثقافة الاختلاف الذي قد يصل الى حد العراك بالايدي والارجل بين الاخوين لقضية سياسية تتعلق بالسودان مثلا، وقد يؤدي خلاف على (دعابل) بين اطفال الى تحول الزقاق وربما المحلة الى ساحة معركة و(يا ويله اللي سيارته طابكه بالشارع) وقد يصل العراك بـ(النعل ) بين اختين او صديقتين على خلاف بسيط قد يتعلق بوصفة لطبخة معينه ، ولا يطبق القول: ان الاختلاف لا يفسد للود قضية الا على شاشاتنا الفضائية العراقية وبرامجها السياسية الباهته التي تظهر الكل مبتسمين ومتحابين ومتفقين وان خللا فنيا اصاب القمر الصناعي عطل سات هو الذي سبب فقدان الرؤيا الواضحة لدى المشاهد وان الحياة لونها بمبي بمبي بمبي .ولو وضعنا مظاهرات الرمادي في كفة الميزان ووضعنا في كفة اخرى الضوابط والمعايير القياسية للمظاهرة في أي بلد من بلدان الكوكب حتى وان كان متخلفا لوجدنا عدة حقائق لا تحتاج الى حاسبة او ورقة وقلم بل كما يقال : حساب عرب ، ومن هذه الحقائق ان المظاهرات قد خرقت مبدأ احترام حرية الاخرين فالشعارات التي رفعت كانت بقمة العنصرية ، كما ان رفع اعلام النظام السابق ورفع صور (جريذي العوجة ) ورفع صور اردوغان وميماتي باش ، واعلام تركيا وموزمبيق وشرق استان واعلام الجيش السوري الحر واعلام دهن العرب الحر، قد افقدت المظاهرة موضوعيتها وشرعيتها ناهيك عن الهتافات الطائفية والتصريحات العنصرية ، ليخرج بعد ذلك الفريق اول الركن الرفيق عزت ابو الثلج ليتحفنا بخطابه الرنان ولتزاح الستارة عن الممثلين وتسقط كل الكواليس .ايها الاحبة لست طائفيا ولكن لي مذهب احبه والتزم بتعليماته ، كما اني لا اطلب من الاخرين ان يتركوا اديانهم ومعتقداتهم وينضموا الي او ان يقاطعوا بني قوميتهم و(يذبون جرش ويانا) لكن اوجه خطابي الى الجميع وخاصة الاغلبية الشيعية العراقية لقد قال الاخوة في الانبار ونينوى وصلاح الدين كلمتهم وعبروا عن كل ما يجول بخاطرهم ولم يبقوا لنا عذرا اذ ادلوا بدلوهم وها هو واردهم يلقي على مسامعنا ويرينا ما استقر عليه امرهم ، ودعونا من مساعي السيد مقتدى الصدر التي لا اجد لها طائلا ومواقفه التي يتخذها بالضد من الرئيس المالكي ، ومحاولاته للتقرب والتقارب التي لم نستفد منها الا الظاهر ، اقول: متى سوف نقول كلمتنا الفصل.. والله من وراء القصد.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك