المقالات

ايذاء النفس كان الوسيلة الوحيدة للنجاة


صباح الرسام

الحقبة الصدامية من اصعب المراحل التي مر بها الشعب العراقي الصابر , ولا يختلف اثنان بان جرائم النظام الصدامي بحق الشعب العراقي تعتبر الاكبر في العالم من خلال الممارسات الوحشية التي مارسها النظام القمعي موزعة بين القتل والتهجير والتشريد والتعذيب الذي بقيت اثآره ولم تفارق الضحية للابد والتعويق الذي شمل الكثير بسبب الحروب مثلما شمل الاخرين الموت . هناك ضحايا من نوع اخر وهو العوق المتعمد او الاصابة والكسور المتعمدة وهي الوسيلة الوحيدة للخلاص من الموت في الحروب الباطلة التي شنها القائد الضرورة وفارس الامة والخلاص من ملاحقة الاجهزة الامنية والحزب الصدامي وحالهم يقول اهون الشرين . وهذه الحالة كانت منتشرة بين العراقيين الذين كانوا يرفضون الالتحاق بالجيش ايام النظام البائد فقسم من هؤلاء كان يقطع يده او اصابع يده بكتر الحدادة وقسم يقطع قدمه بلغم او يقطع اصابع يده بصاعق رمانة وقسم يكسر رجله او يده وغيرها الكثير من الطرق . وكانت هذه الوسيلة الوحيدة التي تجعله حراً ويكون في مأمن على نفسه من المحارق الصدامية ومطئناً على نفسه من الاعتقال الذي يؤدي الى الاعدام . واستمر الحال في زمن الحصار الذي فرض على العراق بسبب سياسات القائد الضرورة الذي جعل العراقي يبيع ادوات المنزل في سبيل توفير لقمة الخبز . وأقتصرت حالات ايذاء النفس على الجروح الكبيرة التي تحتاج لفترة طويلة للشفاء او كسر اليد او الرجل لتوفير نقود الالتحاق على اهله ويأمن من الملاحقة اثناء العمل لانه يتمتع باجازة مرضية ويأمن على نفسه من الجوع الاكبر في جيش صدام الذي كان يطعم الجندي صمونتين يابسة في اليوم .وقد برز في هذه الحالات اختصاصات منهم خبير بكسر اليد او الرجل وكان يسأل الجندي تريد كسر عظم او عظمين هل تريد كسر ابو البلاتين يقصد كسر يحتاج الى علاج بالبلاتين او تريد كسر تحصل فيه على اجازة شهرين او ثلاثة ومنهم خبير في الجروح وكانوا يسألون هل تريد جرح كبير او صغير وكم تريد ان تحصل على اجازة وكانوا يجرحون جروح كبيرة ويخدرونها موضعيا قبل العمل ، واستمر الحال اكثر وكان الاقبال عليها ملفت للنظر لانهم لو هربوا تقطع الحصة التموينية على العائلة باكملها اوتهجيرها وكان ايذاء النفس خير وسيلة للخلاص من ملاحقة التحريات والاجهزة الامنية والانضباطية والحزبيين .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك