المقالات

صورة مشوهة..! بقلم: قاسم العجرش* كاتب وإعلامي


 

   من يستذكر الحقبة السوداء للحكم الشمولي، يدرك البون الشاسع بين الدكتاتورية والديمقراطية، والاجواء الملبدة بالغيوم والاحزان، وبين سماء ناصعة مفعمة بالاضواء، والوضوح في تداول السلطة وقيادة سفينتها تحت الانوار، وتحت رقابة الشعب ورقابة القانون وقبلهما رقابة الضمير...

   صحيح أننا نواجه مشكلات في الخدمات، وشخصيا أعاني من مشكلات صحية ومالية وسكنية و تراجع تجهيرز مواد الحصة التموينية الى حد خطير، وبيتي محاط بالأوحال لأني أسكن منطقة شوارعها غير معبدة مع أنها في منطقة تقع داخل حدود أمانة بغداد ، بل قرب أهم منطقة فيها..

   أقول كل ذلك أعاني منه وغيري أيضا يعاني ربما أكثر مني، حي طارق، الكمالية، التراث ، الفضيلية ..بوب الشام، الحسينية .الخ...لكني منذ 2003 سعيد جدا بمعاناتي!! فقد بت قادر على أن أعبر بوضوح عن معاناتي وهمومي، واستعمل حقا كفله الدستور لي، وهو حق شتم من يتسبب بمعاناتي في عدد كبير من الصحف التي أكتب فيها، دون أن يرد أي من الذين أشتمهم! وأفسر عدم ردهم بواحد من إحتمالين، أما لأنهم مقرين بالذنب والتقصير ولا يجدون جوابا وردا...أو أنهم "لابسيني" كما لبسوا 32 مليون من الذين يعانون مثلي...!

   وقد يتمهني قاريء أو أي من الساسة بأني أتعامل مع الديمقراطية بسذاجة وفهم سطحي، ..لكن مثل هذا الإتهام مردود، ونحن نرى ونسمع يوميا شتائم الساسة وإتهاماتهم بعضهم لبعض، حتى تحولت مؤسساتنا الدستورية، وفي مقدمتها الابرلمان الى "مشتم خانة"، على وزن " بنزين خانة.. حيث بعضهم يشتم بعض...!

    ويظل الناتج اللافت للنظر في هذه الممارسات، اننا نجد بين ممارسيها من ينظر للديمقراطية بنظرة سطحية ويتعامل مع القشور دون اللب، ويذهب بمطالبه بعيدا عن المنطق والقانون، فهناك من ينصب نفسه بديلا للسلطة والقانون، ويطالب بتسليمه من اخطأوا التصرف، ليكون هو حاكما وجلادا كما كان الطاغية المقبور..! فيما آخر تمادى في مطالبه، وذلك بإخراج الجيش من محافظته، وكانها مقاطعة مسجله بأسمه، وكانه هو القانون والقاضي...وفي ذلك قصور فهم للديمقراطية على كثير ممن ان يعوا الديمقراطية لانها منهج عمل وسلوك منضبط للبناء.

كلام قبل السلام: غابت افاق الديمقراطية الحقيقية ودورها الفعال عن فهم ساسة اليوم، وكانت النتيجة صورة مشوهة تماما لها...!

 سلام..

27/5/1227

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك