المقالات

المرأة العراقية دورها والمبادرة لانصافها ...


عون الربيعي

رفقا بالقوارير شعار نبوي شريف انطلق منه الباحثون والكتاب لبيان اهمية التعامل مع المرأة بالحسنى ورعايتها كونها الحاضنة الاساس للاسرة وهي عماد المجتمع فان صلحت صلحت المجتمعات وان فسدت فعلى مجتمعاتنا السلام . , وحسب الفهم الاسلامي للطبيعة الجسمانية والنفسية للمرأة فأن دورها يبدا كاملا منذ نعومة اظفارها وصولا الى استقرارها التام في بيت الزوجية الذي يعتبر المكان الابرز لاظهار قدراتها الروحية والفطرية في اضفاء جو من الرحمة والمحبة واللطف في هذا البيت بدءا من زوجها وعيالها مرورا بجوارها ومن ثم تهيئة وتدريب ابنائها ليواجهوا مصاعب وتحديات الحياة التي تخوضها هي ايضا في مجالات متعددة تتلائم مع قابلياتها وقدراتها وعندما نتحدث عن المرأة بهذه الروحية فلابد لنا ان نقف عن نماذج مشرقة في مسيرتنا الاسلامية ورموزها ومنهم بل وعلى رأسهم سيدتنا المظلومة فاطمة بنت محمد صلوات الله وسلامه عليها وعلى ابيها رسول الله التي يتمحور الوجود بل يتصاغر امام شخصيتها العظيمة فهي السيدة التي ضربت اروع الامثال في التضحية وبناء النموذج الانساني المثالي مع مالها من الفضل الثابت في رسوخ رسالة السماء وعندما نختزل المراحل ونصل الى تأريخنا المعاصر و ما تحفظه الذاكرة من مواقف امهاتنا وجداتنا فاننا نقف مذهولين امام ذلك الصبر الاسطوري الممتد المتصل بصبر عقيلة بني هاشم سيدتنا زينب عليها السلام فقد تحملن ظروفا بالغة الصعوبة ورغم كون اكثرهن بلا تعليم فقد كن مدارس في العطاء والبذل وبناء الانسان واعداد الرجال وهن مصانع الرجال ومظهرات معادنهم النقية فلو وقفت عند انسانة بسيطة من اقصى جنوبنا العراقي فانك تتفاجىء بحجم المعلومة ودقتها وطيب المعشر وسلاسة الحديث وادب التعامل واكثر من ذلك فأنك تجد التحدي لكل اساليب الاذلال فالكرم سجية والعاطفة بحر متلاطم يفيض عذوبة واصالة مما يدخل السرور الى القلب ويعيد الانسان الى ذاته وبعيدا عن المقارنات الظالمة بين خطين ومنهجين ومدرستين مختلفتين فانك عندما تقف عند ما اريد للمرأة بالامس وما اردت هي فانك ستكتشف الفرق ولا نتحدث هنا عند شذوذ او سريان مع التيار بل نتحدث عن حالة عامة يفرضها نمط التربية السائدة في بلادنا المستمد من تعاليم الاسلام العظيم وتطبيقاته ففي الوقت الذي اراد نظام صدام وغيره من الانظمة السابقة استباحة المرأة والنيل من كرامتها برزت تدافع عن نفسها ووقفت وقفة البطولة والاصرار على تسفيه هذا النظام فقد انطلقت العلوية الشهيدة امنة بنت الهدى وهي واحدة من الاف غيرها فيما بينما تبرز امثلة اخرى لبعض المجاهدات في اهوار الجنوب وهن يعملن دليلات للمجاهدين ينقلن السلاح ويوفرن الطعام والشراب لابنائهن الذين قارعوا ذلك النظام الوحشي وعندما سألت احداهن عن الدافع وهل كان بفعل العلاقة النسبية رغم طغيان العاطفة الا انها قالت ان ما دفعها لذلك هو الظلم الذي تعرض له الاحرار من ابناء منطقتها واهلها بسبب ارتباطهم بقضية الحسين عليه السلام ولك ان تتصور مثل هذا الموقف الصادر عن امرأة نسميها امية بلا تعليم ودراسة فهل هي امية فعلا عندما ترضع ابنها وتربيه على مثل هذه المبادىء وغير ذلك من الصور التي تقف عندها الاقلام عاجزة عن الوصف وتبيان الحال . اما اليوم وبعد ان فشلت كل المحاولات الدنيئة التي استهدفت الهوية الحقيقية لهذا الشعب برزت الايدلوجيات فكان الولاء للعترة هو الايدلوجية الانقى والابرز والابلغ ولئلا ننسى جميعا تأسيسات بعض القادة العظام ومنهم الراحل المجاهد السيد عبد العزيز الحكيم الذي اطلق صيحته المتضامنه مع زينب عليها السلام والزينبيات باعتبار يوم ولادة الزهراء عيدا للمرأة العراقية بل انه عاد وعزز هذه الدعوة باخرى تمثلت باعتبار يوم الاول من صفر يوما اسلاميا لمناهضة العنف ضد المرأة وهو اليوم الذي دخلت فيه سبايا ونساء ال محمد مجلس يزيد الملعون وعاصمته الشام لتمتد هذه الدعوة وتتفاعل الى يومنا الحالي لتترسخ اكثر وتتحول الدعوة الى مبادرة نريد لها التطبيق والتحول الى مشروع عملي فاعل وعن هذه المبادرة التي اطلقها السيد عمار الحكيم والتي بوبهاوهذبها انطلاق مما تعرضت له المرأة التي دفعت اثمانا باهضة على مدى العقود الاربعة ابان حكم النظام الصدامي البائد ومن تاكيداته عبر هذه المبادرة العمل على تاسيس مجلس وطني اعلى للمراة و مطالبة الجهات التشريعية باصدار قانون حماية المراة من ظواهر العنف اضافة الى التصديق على المواثيق الخاصة بحقوق الانسان و التاكد من عدم تسبب السياسات الاجتماعية والاقتصادية بعنف ضد المراة فيما اعتبر العمل على اقامة نظام معلوماتي شامل للمراة بالتعاون مع المنظمات الدولية مطلبا ضروريا وياتي تخصيص اموال من الموازنة لمعالجة وتطوير واقع المراة حماية لها من عاديات الزمن ونكران الجيل ليتوج طرحه المتكامل بالدعوة الى عقد مؤتمر لمنظمة التعاون الاسلامي في بغداد واصدار وثيقة لمناهضة العنف ضد المراة وللانصاف فان كل ما جاء في هذه المبادرة يعد فتحا ونصرا وانتصارا لدور المرأة وتحقيقا لوجودها ونصرة لمساعيها في ان تحظى بالاهتمام المطلوب فان كانت مثل هذه المبادرات وهي بمثابة برامج عمل متكاملة فلا بد من وجود ارادة تقفز فوق كل الشكليات وتعمل على تطبيقها وايجادها واقعا ملموسا لا ان تبقى مجرد كلمات والمسؤولية هنا تقع بالدرجة الاساس على النخبة السياسية التي يجب ان تلتفت لهذه الشريحة المهمة التي هي فعلا اكثر من نصف المجتمع ان لم تكن كل هذا المجتمع " .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كلمة
2012-12-19
المجتمع لا يريد ان ينصفها وحتى هي لا تنصف نفسها بالتزام التشريع الالهي الكامل . قليل من يحاول ان يعمل على اصلاح ذاته والاخرين والاغلب سعيد بما هو عليه !!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك