المقالات

الازمات اسبابها ..دوافعها الخفية !!


بهاء العراقي

قد يعتقد البعض بما فيهم القوى السياسية في العراق ان خطابهم التأزيمي وتعاطيهم مع الاحداث امر خفي على شعبهم الذي بدأ يدرك خلفيات هذا الصراع المستعر ولعل السبب الرئيسي الذي يدفع هذه القوى حسب نظرة الشعب الواعية اليوم هو الوصول الى حالة من التحجيم وعدم الانفتاح على الاخر بفعل اقتراب المواعيد الانتخابية وما تفرضها من اجندات لدى بعض القوى ولو طالعنا وتفحصنا ماهية الخطاب السائد اليوم لوجدناه خطابا خرج قليلا من تداعياته الطائفية المعروفة ودخل مرحلة النزعة القومية فبعد نجاح الخطاب الطائفي ووصوله الى مرحلة باتت مكشوفة اتجهت الخطط لافتراض عدو جديد يتمثل بالضد القومي حتى اوشك الشارع الكردي لايطيق لفظ كلمة عربي والشارع العربي تعامل بنفس الروحية وتعامل مع الكردي وتبادل معه النبرة والنغمة المرفوضة ولولا البقية الباقية من ود قديم يجمع القوميتين بفعل التاريخ المشترك وسنوات المحنة لرأينا توجها اخر وردة فعل اخرى من الطرفين سببها كما هو معروف تعالي قادة القوى وتخطيطهم لابقاء الانصار في دائرتهم وعدم ذهابهم قريبا الى قوى اخرى من ذات القومية او ذهابهم بعيدا الى قوى من قوميات اخرى بفعل التفاعل وتطابق النظرة في الوصول الى المرجو من المشروع السياسي ولعل القوى الكردية التي تبادلت الغزل مع المالكي (التغيير) كانت مستهدفة من الجانب الكردي نفسه (البارزاني وحزبه ) وان نحت هذا المنحى لكانت قد رفضت من جمهورها وتعرضت لحرج كبير. لذلك فهذه الازمة ابرزت بلا ادنى شك طبيعة الخطر الداهم الذي يحيق بالمكون الكردي وجعلت قياداته على المحك وهذا ما كشف عنه احد اعضاء حركة التغيير الذي قال بالحرف "اننا باقون في اطار التحالف القومي الكردي لكننا لازلنا نمارس دور المعارضة السلمية بوجه ساسة اربيل مع قناعتنا بان الخطر الذي يصورونه ليس بهذا الحجم" وهذا يكشف قطعا عن امور مستترة اشرت اليها انفا ابرزها ان اللجوء للمكون في ظل هذه الظروف المختلقة لايعني التسليم بانه مستهدف بل لان عدم ركوب الموجة سيعني انحسار شعبية حركة التغيير ولجوء جمهورها الى اطراف كردية تفكر بنفس طريقتهم وهي الحفاظ على الخطاب الكردي موحدا رغم ما قاساه هولاء الانصار من تضييق وقمع من قبل حكومة اربيل ابان حرب الانتخابات الكردستانية الاخيرة .اما الموقف في الجبهة الاخرى فهو عين ما نراه اليوم من هجوم على الاخر بان السبب في اضعاف الحكومة على اعتبار انها حكومة شيعية يقودها حزب شيعي (الدعوة) لايقل تاريخا عن الاحزاب الكردية في نضاله ووقوفه بوجه الديكتاتورية ولان اسهم الحكومة التي يمثلها هذا الحزب بدأت بالتراجع والانخفاض بسبب شبهات الفساد وعجز بعض الجهات الحكومية عن ايجاد الحلول لذلك كان لزاما عليها التفكير بطريقة اخرى تبرر لها كل ذلك التقصير والعجز من خلال اختلاق ازمات والعزف على وتر ان الاخرين يقفون في وجه أي عملية اصلاح ومن جهة ثانية فأن القوى الشيعية من ذات المكون تصور بقصد ان فيها الفاشل كوزراء التيار الصدري والفضيلة الذين يحملهم المالكي مسؤولية الاخطاء ويتبرأ من هذه الاخطاء ببث خطاب (الجماعة مام ساعدينه) و(كلمن يشتغل الحزبه) وفيها ايضا المعارض لبعض توجهات المالكي كالمجلس الاعلى الذي يسعى لبناء شخصية تلعب على كل الاوتاروتحاول ايجاد التوازن لهذا فهو يتعرض للتسقيط ايضا تحت يافطة جماعة الحكيم ما داعمين رئيس الوزراء ويمنعون تحقيق الاجماع الشيعي .فيما يبقى المكون السني باختلاف قياداته وجهاته الداعمة في الخارج ممثلا بالقائمة العراقية الذين يلعب بعضهم دور المنافق فيد تصافح المالكي وتشجعه وهذا ما سمعناه في تصريحات بعض قيادتها بتحميل المالكي مسؤولية امتلاك البيشمركة للاسلحة الثقيلة وهو بمثابة دافع للمالكي للاستمرار بنهجه التصعيدي واخرى تربت على اكتاف مسعود وتريد ان تكون وتبني معه تحالفا بديلا للتحالف الشيعي الكردي الذي يوصف بالتاريخي. وللحقيقة لابد من قول كلمة ان اغلب القوى كردية وشيعية وسنية اذا استثنينا منها بعض الشخصيات والكيانات وهي تعد على اصابع اليد الواحدة اغلبها استهوته اللعبة ليحافظ على جماهيريته ويعززها ليقال عن بعض شخوصه بطل الكرد القومي وقائد الشيعة الضرورة وزعيم السنة معيد الامجاد وحامي حمى المله وغيرها من القاب يراد لها ان ترسخ في وجدان المواطن العراقي البسيط الذي لم يحصد غير الازمات واستهتار القوى السياسية بمصيره ومستقبله لذلك فهذا الخطاب بات مكشوفا وهذا النهج العقيم سيجلب الويلات بمجرد ان يتقمص احدهم الدور ويندفع بحماقاته ليعلن حربا حقيقية الجميع فيها خاسر عندها لن يكون هناك بطل قومي ولا قائد ضرورة ولا صانع امجاد لان ذلك الموعد سيكشف عورتهم ويعريهم لكن للاسف ان من سيدفع الثمن في النهاية من وراء هذه الحماقات هم ابناء الشعب العراقي الذي يعبر عنهم دائما ب(ولد الخايبة) فالى متى سيكون اولاد الخايبة مطيتكم يامن تريدون الوصول والبقاء مخلدين في كراسي السلطة الى الابد,, اعتقد انهم اكتشفوا اللعبة مبكرا وسيقول بعضهم كلمته عن قريب ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك