المقالات

هل اشارك . . .


بقلم/ ضياء رحيم محسن

.لم يبق على موعد إجراء إنتخابات مجالس المحافظات من زمن إلا حوالي ثمانية عشر أسبوعا، وهي فترة تكاد تكون كافية لمفوضية الإنتخابات للإنتهاء من إجراءاتها الخاصة بتلك العملية الديمقراطية، خاصة والمواطن العراقي قد تمرس على هذه العملية.لكن تبقى مسألة مهمة تتعلق بالبرنامج الإنتخابي للمرشح سواء كان هذا المرشح ضمن كتلة معينة أم مستقل فمن الضروري والمهم أن يقوم المرشحون بطرح مشاريعهم الإنتخابية بما يقدرون على القيام به وليس بما سيقومون بعمله فيما لو فازوا بالإنتخابات فالمواطن تعب من كلمة سوف وسنعمل التي تم إستهلاكها خلال دورتين نيابيتن ومثلهما لإنتخابات مجالس المحافظات مع إستثناء مجالس الأقضية التي مازالت قابعة على قلوب المواطنين وهي لا تفعل شيء سوى سرقة المال العام بدون أي رقيب . من هنا ماذا يمكن أن يقوم المواطن ازاء هذه الإنتخابات؟ هل يقاطع الإنتخابات كما نسمع هذه الأيام من همس بين جهمور الشارع في كل مكان وبالمناسبة هو همس عالي كونه يُتداول في السيارة وفي الدائرة وفي المقهى وكل مايتصوره المرء من الأماكن العامة .إن مقاطعة إنتخابات مجالس المحافظات فيما لو حصلت لا سامح الله لن يكون مردودها إيجابي بقدر ماهو سلبي ، والسبب في ذلك سيصعد الى مجالس المحافظات المفسدين والضعفاء من شاكلة الشخصيات الموجودة الآن في هذه المجالس، وهنا من حق القارئ أن يتساءل إذا ماهو البديل؟إن البديل لن يكون صعبا إذا ماتم قراءة المشهد العام في البلد بصورة واقعية من خلال وضع كافة المسميات للكتل السياسية على محك الإنجازات التي حققتها طوال هذه الفترة لنرى ماذا حققت، أغلب الكتل التي تصدت للعملية السياسية تكاد لم تحقق شيء يذكر سوى المهاترات والتسقيط السياسي بين بعضها البعض وتركت المواطن يئن من كثرة الأزمات التي عصفت وتعصف بالبلاد وكأن هذه الكتل لا تستطيع عمل شيء إلا عمل الأزمات فلا مشاريع إعمار وبنى تحتية متهالكة وإقتصاد في كافة محافظات البلاد يغط في نوم عميق كونه يعتمد على الأستيراد في كل شيء من الطماطة الى السيارة، وبالمناسبة على ذكر السيارة فلا أعرف ماهي الحكمة من دخول مجالس المحافظات كنافذة لبيع السيارات للمواطنين؟ ربما سيقول لي قائل بأن مجالس المحافظات تحاول القضاء على نسبة من البطالة ، وأُجيب أليس من الأفضل بمكان لو قامت تلك المجالس كلا في محافظتها بعمل مسح ميداني لما يمكن أن تقوم به في المحافظة من مشاريع إنتاجية كانت يمكن أن تقضي على البطالة نهائيا بدلا من هدر طاقات الشباب بأعمال لا تجدي نفعا ولا تقدم شيئا مهماً لهم هذا إذا ما علمنا أن نسبة كبيرة من هؤلاء الذين يحصلون على هذه السيارات هم أقارب لأعضاء في مجالس المحافظات. من قبيل إقامة مشاريع زراعية في المحافظات التي تشتهر بمحاصيل زراعية تحتاجها العائلة العراقية بدلا من إستيرادها من دول الجوار، او إقامة مشاريع صناعية تحويلية إعتمادا على المواد الأولية التي تقوم بعض المعامل الإنتاجية القائمة بإنتاجها مثل إقامة مشاريع لأنتاج المواد البلاستيكية إعتمادا على الحبيبات البلاستيكية التي ينتجها معمل البتروكيمياويات في البصرة وغيرها من المشاريع التي هي بحاجة الى نصف ماتم صرفه على إستيراد السيارات بدون أي جدوى إقتصادية بقدر ماهو هدر لمليارات من الدولارات على مدار أكثر من خمس سنوات.بعد هذا ماالذي يمكن إستنتاجه من كل ماتقدم؟ يمكن القول بأن المواطن يمكن أن يقوم بعملية تصحيح للوضع القائم من خلال قيامه بترشيح المرشحين الكفوئين وأصحاب الشهادات والذين لم تتلطخ أيديهم بالمال الحرام وأن يكونوا مرتبطين بالوطن والمواطن ليس فقط بالشعارات بل بالأفعال وهذا مايمكن أن نلمسه في شباب تجمع الأمل الذين يقدمون في أكثر من مناسبة من خلال قائدهم الشاب السيد عمار الحكيم العديد من المبادرات التي تحاكي هموم المواطن من قبيل جعل البصرة عاصمة إقتصادية للعراق وتأهيل محافظة ميسان، فهؤلاء الشباب وقائدهم هم أمل وطوق نجاة المواطن للنجاة من هذا الواقع المتردي والإلتفاف حولهم هو إلتفاف حول مايمكن وصفه بالطبيب الجراح الذي بيده أن يكتشف الداء ويحدد الدواء المناسب.عليه سأقول نعم سأشارك في هذه الانتخابات، لأنها ببساطة مسألة تخص الشعب من خلال ممثليه. نعم سأشارك في الانتخابات لان دور مجلس المحافظة هو الرقابة على اعمال السلطة التنفيذية وتصحيح أي اعوجاج لها، نعم سأشارك لأنه حقي في اختيار ممثلي في مجلس المحافظة. نعم سأشارك لكي أثبت للأخرين بأني قادر على الاختيار. نعم سأشارك لأن الحياة الديموقراطية قدرها أن تمضي الى الامام. نعم سأشارك لان مشاركتي ستكون علامة رضا وقبول لمن يدخل الى مجلس المحافظة. نعم سأشارك لان الموجودين لم يلتفتوا الى التنمية والقرارات الشعبية الا عندما يحين موعد الإنتخابات القادمة.نعم سأشارك من اجل مستقبل ابني ووطني.والله من وراء القصد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك