المقالات

صولة التصريحات النارية تنعش بورصة حكومة العراك الوطنية


هادي ندا المالكي

عادت شعارات الموت والوعيد والتهديد والتخوين للظهور من جديد على واجهات المحلات وحيطان المباني الخاصة والعامة ومكبات النفايات وحاويات الزبل وبعبارات معروفة مسبقا وبخط يصعب فك رموزه وتحديدا بعد خروج اتباع التيار الصدري في تظاهرات خجولة منددة بشريكهم في الحكم رئيس الوزراء نوري المالكي على خلفية تصريحاته التي استهجن فيها مطالبة مقتدى الصدر بحصر توريد السلاح من دول غير الدول التي احتلت العراق وان يكون السلاح للعراق وليس للاخرين وكذلك تهديده لاصحاب مثل هذه التصريحات بملاحقتهم قضائيا اذا لم يقدموا ادلة على ما يدعون.من جانبه شكر الصدر اتباعه على ما قاموا به من نصرة له ورفض ما بدر من انصاره من شعارات وكتابات هيروغلوفية نالت من المالكي وحزبه واتهامه بالتجسس والعمالة والفساد وان كنوا صادقين فيما ذهبوا اليه من فساد المالكي وبطانته.

ويبدو ان التاريخ سيسجل لحكومة المالكي وشركائه في حكومة الشراكة الوطنية سابقة لم تصل اليها اي دولة او مجموعة في العالم وعلى مر العصور وهي هذه الحرب الكلامية التي كلما هدأت جبهة فتحت جبهة اخرى واشعلت نيرانها وكأن مهمة هذه الحكومة اشغال الناس بحرب التصريحات وليس خدمة الناس.

وقد يكون مسلسل اختلاق الازمات وحرب التصريحات الاعلامية جزء من تجارة انتخابية حان وقت رواجها ونحن على بعد خطوات من انتخابات مجالس المحافظات ومن بعدها الانتخابات التشريعية وربما تعبر عن افلاس سياسي وخواء فكري وتخبط اداري وقد تمثل منهج ورؤية اساسية واولوية من اولويات ممارسة العمل السياسي للاخوة الاعداء في حكومة الشراكة الوطنية والسير فيه وقطف ثمار مغالطاته واعتقد ان هذا المعنى هو الاقرب بدليل هذه المواجهات الحامية وحرب التصريحات النارية التي تشتعل يوميا ومنذ تشكيل حكومة التصريحات العدائية النارية والاخذة في التصاعد ،وبات على المواطن العاطل عن العمل والعائلة المشردة بسبب عدم وجود مساكن لائقة لسكنها والارامل والايتام الذين لا يجدون قوت يومهم وضحايا العمليات الارهابية الذين لم تتمكن الدولة من توفير الامن لهم ،ان يتحملوا مجبرين ضياع اربع سنوات من احلامهم وامانيهم.

ولو اردنا ان نقوم باجراء احصائيات لاكثر الكلمات المتداولة خلال سنوات حكومة الشراكة الوطنية فلن تجد اكثر من المالكي وبارزاني والارهاب والتحشيد والاحتراب والتسقيط وسحب الثقة والفساد والصفقات والتيار الصدري ومها الدوري وسامي العسكري وعزت الشابندر وعلاوي والنجيفي وطارق الهاشمي بينما تكاد تتلاشى كلمات الامن والامان والاعمار والاستثمار والبناء والملاعب والاستقرار والوحدة والايثار والحوار .

لن تكون الفترة المتبقية من مدة حكومة العراك الوطني افضل من السنوات التي مرة وستكون حرب التصريحات الاعلامية هي الصولة التي يحتاجها جميع الشركاء في المرحلة الحالية طالما ان سجل هؤلاء في الاعمار والدفاع عن حقوق الفقراء والمساكين والمستضعفين ومكافحة الارهاب والبطالة سلبيا ولا يوجد فيه ما يستحق الذكر والفخر.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك