المقالات

مدن لا أحد يتنازع عليها

436 10:40:00 2012-12-10

واثق الجابري

من المخزي ان نرى العراق متأخر بهذا الشكل في الخدمات وشبكات المجاري والشوارع وتزين المدن وكشفت الامطار حقيقة تلك الخدمات وتعثرها فقد اغرقت الامطار الكثير من المدن في بلد يهدده الجفاف والتصحر ويغرق من اقل مطر نازل من نعمة من الباري وليس منة المسؤولين ولكن لا استعداد لأستقبال تلك النعمة بخدمان للمدن وسدود تحافظ على المياه وذهب حاله حل بقية نعم العراق تذهب في البحار وتبتلعها الحيتان التي لا تشبع , مواطنون وصلوا الى حالة من اليأس والاستهزاء بالواقع ولا يتنازع لأجلهم احد يطلبون ( المشحوف ) للتجول في الشوارع والأخر الى قنوط يطلب 100 ألف لاغيرها كي يشتري ( النايلون ) ليحميه من المطر , حكومة العراق ليست حكومة بالمعنى الخادم للمواطن طاردة للكفاءات والطاقات غير معززة لروح الانتماء والمواطنة حامية للمفسدين ووزاراتها كحال سياسيها كأنما كل واحد من دولة تنازع وتصارع الاخرى ولا يستطيع احد التدخل او التواصل او النصح وسمع الكلام من الشريك , بالامس القريب قامت وزارة التربية في بداية العام الدراسي من هدم الاّف المدارس في عموم العراق وحينما نعرف السبب يبطل العجب حيث اكتشف انها تعاقدت لشراء كرفانات ولا بد من تمرير الصفقة قبل نهاية السنة المالية وفي بغداد وحدها 500 كرفان , الحكومة لم تلتفت لذلك فهي غارقة بصارعتها وافتعال الازمات من هنا او هناك لمن تستروا خلفها كي لا تكشف عورات مفاسدهم التي فاحت روائحها وفضحها الخلافات على تقاسمها ومثلما قلنا ان الوزرات مبتعدة عن بعضها فهي بعيدة كل البعد عن التعاون مع مجالس المحافظات والثانية تستحي ان تطالبها ربما يكون الوزير من كتلة اخرى فيمنعها ولو وجد مثل هذا التعاون لما هدمت المدارس وتحولت لبعض العوائل تلك الكرفانات للسكن في بلد البترول بصورة مؤقته , من يسمع بتسميات مدننا يصاب بالدهشة حينما يقارنها بالواقع مثل ( سبع قصور والحميدية او حي النصر ) فلا يجد القصور او العيش الحميد او زهو النصر بالخدمات , تلك المناطق افتقدت للخدمات ومطالب اهلها الماء والمجاري وايصال الكهرباء والشوارع والمدارس , احلام مؤجلة بمدن متهالكة تكاد تتساقط على رؤوس اهلهاومازلنا نتذكر تلك التظاهرات العفوية التي تحمل تابوت الكهرباء او نعش المولد او فاتحة البطاقة التمونية , صقور السياسة لا تعنيهم تلك الاّهات وامتد ذلك الى مجالس المحافظات المتجذرة من مسميات المحاصصة والتوازن وتستميل الاخر بالانتماء او تقييد الصلاحيات وعلى هذا الاساس لم تعمل بشكل تكنوقراطي خدمي ودخلت على خط المزايدات والمماحكات , اليوم دولة القانون تسيطر على مجالس محافظات تسعة في الوسط والجنوب لم تحدث فيها نقلة نوعية فأن قلنا ان الحكومة معطلة نفسها بنفسها بالازمات مع الاقليم او صراع الصلاحيات بين السلطات وان رئيس الوزراء لا يستطيع العمل بحرية بسبب التقاطعات والمهاترات وان الصراعات ظاهرة للعلن وبداخلها فساد مبطن فما الذي يمنع الامتداد الى العمل بخدمة في مجالس المحافظات فأن كانت الذريعة القوى السياسية والمحاصصة فما هي الذريعة من عدم التواصل بين ممثلين الشعب وناخبيهم الذي قارب الوقت لحاجتهم والعودة لهم وترك السفرات الخارجية لفترة من الزمن ولماذا لا تحث القوى الاكثر نفوذ في السلطة مجالسها في المحافظات وتلك الاصوات التي تدافع عنهم في المدن والقرى ويشد العزم عليها كما هو حال المدن المتنازع عليها وتجعل كأنها مشمولة بالمادة 140 لتحرك عليها الأليات والدروع ومليارات الدولات وتتنازع تلك المجالس مع الواقع البائس وتنتزع منه الحق والخدمة للمواطن بأحس الاحوال كي تستطيع جمع الاصوات بشرف وسباق نبيل نحو تحقيق الخدمة الافضل والتفاني لأجل وتحشيد الجهود بدل التحشيد بالشعارات ..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك