المقالات

المناطق المختلطة وابنائها هم الحل للمشكلة ...


نور الحربي

اثارت خطوات التصعيد بين الحكومة والاتحادية وحكومة اقليم كردستان الخوف والفزع مما هو قادم بالنسبة اولا لسكان المناطق المختلطة التي يطلق عليها الكرد المناطق المتنازع عليها او بالنسبة لعموم ابناء الشعب العراقي الذين يرون في الحرب خيارا غير مقبول وغير مفيد لكثرة ما مربهم من تجارب قاسية وحروب مدمرة ولعل الطروحات والاعذار التي سيقت من الطرفين لتبرير هذا التصعيد كانت عذرا اقبح من ذنب اثبت بلا ادنى شك عدم الحكمة وسهولة الوصول الى حالة القطيعة وهذا ما يثبت ايضا عدم اهلية اطراف الصراع لقيادة البلاد ويهز الثقة الممنوحة لهم من قبل الشعب ويدخلنا في نفق مظلم لانعرف الى اين يريدون الوصول بنا خلاله وكيف سنتمكن من متابعة حياتنا وبناء بلدنا الذي بدأت فيه بعض الشرائح والقطاعات بالانتعاش والازدهار بعد غياب طويل وبعد مع العالم .ان ابرز سمات الاستقرار هو توفر الوضع الامني المثالي الذي سيجلب معه الخير ويفتح الابواب امام الاخرين للتفاعل مع البلد وان استمرت الامور على ها النحو فلن نحصد شيئا وسنبقى ننتظر الى امد غير قريب انفراجا خصوصا مع استمرار هذه الاجواء المشحونة التي تولد بيئة غير صالحة للاخرين الذين يرون في العراق مكانا مناسبا ومثاليا للشروع باعماره والافادة من طاقاته وخيراته لكن مع الاسف فان ما كنا نعتقده نهاية لمرحلة الحروب والاقتتال افرز تنافسا غير مشروع وصراعا يتسم بتوسيع دائرة المغانم لكل طرف من اطراف هذه الازمة التي كثرت التحذيرات من ان تمتد لتشمل مناطق بعينها ومنها كركوك وما يحيط بها. ان ادارة الملف الامني في المناطق المختلطة من قبل سكانها هو الحل الامثل لحتواء الازمة وهذا ما كشف عنه السيد رئيس مجلس النواب اسامه النجيفي في المؤتمر الصحفي الذي عقده مؤخرا فيما يتعلق بضرورة ايجاد حل دستوري مقبول من قبل الاطراف كافة فعملية تحريك الجيش ضمن خطة الطوارئ لابد يكون بموافقة ثلثي اعضاء البرلمان وهذا يعني ان تحريك القوات يكون بتخويل من قبل البرلمان حصرا اما ان تعمد الحكومة و الاقليم الى هذا الاجراء فهو امر فيه تجاوز على الدستور الذي يتحدث عنه الطرفين وهو يوضح عدم التزامهما بهذا الطرح وهنا لابد من التحذير من ان نشوب حرب داخلية امر لابد من حساب عواقبه والحل يكمن في الركون الى طاولة الحوار والرجوع الى الدستورالذي يعد المرجعية في حسم الخلافات ويبدد حالة الصراع لذا يكون لزاما على الكرد مراجعة موقفهم والالتزام بالدستور عبر التهدئة وعدم التصعيد باغراق المناطق المختلطة بقوات البيشمركة (حرس الاقليم ) لتحقيق مكاسب معينة واظهار حالة الغلبة فبحسب الدستور لايمكن لهذه القوات التواجد خارج الاقليم تحت أي مدعى الا ان يكون هذا المدعى ايهام المواطن العراقي الكردي بانه تحت تهديد المركز وكذا الحال مع الحكومة الاتحادية التي ينبغي لها الالتزام بتعهداتها واتفاقات جرت مسبقا مع الاقليم وليس في الامرين تناقض بقدر ما فيه حفظ للوطن وحرص على مستقبل ابنائه ودمائهم وحريتهم لذلك فالحل كما اشرنا يكمن في حوار مفتوح جاد يضع حلا جذريا لكل هذه التجاوزات والتصعيدات وثانيا يعتبر اشراك ابناء هذه المناطق في الحل, تقريبا وتشجيعا لهم في الاندماج ورسم مستقبل هذه المناطق والا فان السير نحو مجهول هذا المستقبل بطريقة التلويح بالسلاح لن يحل المشكلة بل سيعقدها اكثر وسيفتح الباب امام سيل الدماء و(خطية هذا الشعب بركبة كلمن يريد اعلان هايه الحرب) كما اشارت الى ذلك مرجعيتنا الرشيدة التي اعلنت حرصها على مستقبل البلاد والعباد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك