المقالات

بغداد واربيل طلاق بلا رجعة

422 12:21:00 2012-12-02

محمد حسن الساعدي

الدستور العراقي تبنى النظام الاتحادي (الفيدرالي) في العراق وهذا النظام يمنح سلطات واسعة للأقاليم على حساب سلطة المركز لكن توزيع السلطات الفعلي بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان لا يزال محل خلاف بين الإقليم والمركز.القضايا المتنازع عليها تشمل صلاحيات ملكية الموارد الطبيعية والسيطرة على عائداتها ، دور البيشمركة والوضع النهائي لكركوك والعديد من المناطق الأخرى المتنازع عليها مثل سنجار ومخمور ومناطق اخرى.اليوم لدى اكراد العراق حكومتهم الإقليمية وهي الأقوى منذ تأسيس العراق الجديد اضافة الى دورهم البارز في الحكومة المركزية العراقية في بغداد التي يتبوءون فيها مناصب مهمة.هذا الدور الكردي الثنائي في الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان يقف متناقضاً مع الوضع الذي كان قائما قبل أحداث 1991 و 2003 ، عندما كانت الحكومة المركزية تعامل الأكراد كمواطنين من الدرجة الثانية أو حتى أسوأ من ذلك.في الآونة الأخيرة تصاعدت حدة الأزمة والاحتقان بين حكومتي بغداد الاتحادية وأربيل بشكل غير مسبوق وتوترت العلاقة بين الجانبين وتصاعد حمى ووتيرة التصريحات والتراشق الاعلامي بين قادة بغداد واقليم كوردستان وكذلك بين بعض الوزراء والنواب من الطرفين مؤخرا على خلفية تراكم المشاكل والخلافات المعلقة والمؤجلة والتي اشتدت ضراوتها بعد ان شكل رئيس الوزراء قيادة عمليات دجلة للعمليات العسكرية في (الثالث من تموز يوليو 2012) والتي مقرها في كركوك المحتقنة أصلاً إضافة لتعاقد بغداد مع روسيا وأمريكا والتشيك لشراء ترسانة من الأسلحة بمليارات الدولارات .بالتأكيد أن دول الجوار وبدون تسميات كانت تعمل على إفشال العملية الديمقراطية في الخفاء من خلال أذرعها لتنفيذ أجندتها في خلق الفوضى وتدمير العراق ، وتسعى إلى عدم استقرار الاوضاع في العراق واستمرار الخلافات بين جميع السياسيين،حتى الاميركيون يتحملون جزءاً من هذه المشاكل عبر فرضهم المحاصصة الطائفية معياراً في تشكيل الحكومات بعد التغيير في عام 2003 ، ان استقرار العراق في تشكيل حكومة وطنية مدنية ذات أغلبية سياسية تعتمد القانون والدستور وتمثل جميع أطياف الشعب العراقي لاسيما مع الأوضاع التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط من تحولات خطيرة، بعض الدول الاقليمية ليس من مصلحتها استقرار العراق وتحقيق الديمقراطية فيه خشية من انسحاب هذا الواقع إلى مجتمعاتها لذلك تسعى جاهدة لوضع العصي في رحى العملية السياسية وازدهار العراق لابقائه ضعيفاً ومشتتاً.اليوم تقع مسؤولية كبيرة على قادة العراق و السياسيين في أن يتوصلوا الى حلول توافقية لتجاوز الازمة التي تمر بها البلاد من خلال جهود رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وأعضاء مجلس النواب العراقي، والجهود الاستثنائية للسيد عمار الحكيم ، فالكل متفقون على ضرورة عدم تصعيد الوضع مع الاقليم ولا يؤيدون مقاتلة الشعب الكوردي، وإن الإنزلاق إلى خيار المواجهة ستكون نتائجه كارثية ليس على الشعب الكردي فحسب بل على عموم الشعب العراقي ،لكننا نعقد آمالاً كبيرة بحل المسائل العالقة بالحوار وبالوسائل السلمية والديمقراطية من أجل ترسيخها على مدى العقود الماضية،ومن الضرورة بمكان أن يجري تنفيذ اتفاقية أربيل لأنها الخطوة الأولى على طريق حل جميع المشاكل التي تعتري العملية السياسية في العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك