المقالات

سيد الشهداء....ومسرى التأريخ..


الدكتور يوسف السعيدي

من اعماق التأريخ...ومسارات الدهر.. خرج الحسين عليه السلام ثائراً لأنه لم يخلف لمهادنة الظالم فهو فرع لكل اصيل زكي وأصلٌ لكل فرع زكي وعندما وجد إن الدين... لعق على السنتهم ...امتطى ظهر المصير ليمنح الدنيا عافية... ولهذا انحنى ظهرا لوجود لثقلى الثقلين. وعندما لم يستوعب ذوي العقل المحدود صرخته (هيهات منا الذلة).... اخترق صوته الهادر جدران الصمت والقصور ليهز عروش الظالمين حتى وإن كان خشيها من فصيلة خشب سفينة نوح.... لقد جاء كالشمس محمولاً على كف الأرض ليهب الضوء والربيع إلى الجدب النفسي متحدياً كل الفصول الوبائية.... فربيع الدم من الفصول الدائمة الخضرة شوارعه مفروشةً بالشمم على مدار التأريخ..... ولهذا عقد مؤتمر صعاليك الظلام والتجار الأمويين في قاعة سفيانية وتحت شعار (لا خبر جاء ولا وحي نزل) عملاً بتوصيات أعمى القلب بالفطرة ابوسفيان: تلاقفوها من لا تعرف امهاتهم دفء الفراش.... وهدف المؤتمر هو فصل رأس بلال عن رقبته فصوت هذا الرأس ينتزع الأمن من أحداقهم خمس مرات في اليوم ....فهو يحرمهم النوم فجرا ...أو ينغص بطون الموائد المتخمة ظهراً.... ويعكر قيلولتهم عصراً ...ويفرط عقد اجتماعاتهم صغرياً ويزعجهم قبل السكر عشاءاً..... وكلهم حاولوا بضجيج الأرض ان يغطوا صوت التناغم السماوي ولكن يأبى الله تعالى الا ان يتم نوره..... لقد اختير لهذه المهمة اخبثهم طبعاً وافسقهم سيرةً وأرعنهم طيشاً ..يزيد الخنا.. بعد أن عجز أبوه ابن آكلة الأكباد من أن يقطع رأس بلال او المأذنة على الطريقة العربية... فالطريقة العربية كانت أما أن يقتل الجن المعارضين كقتل سعد بن عبادة أو أن لله جنوداً من عسل تقوم بالمهمة.... اما الطريقة العربية الآن في عالم التكنلوجيا الإجرامية والتقنية الأموية الحديثة فهي التفجير الأرضي والتفخيخ الفضائي فهي الأسرع علمياً لفرش الشوارع بالدم بدل الشمس ....فقانون (الشرجرام) هو الدستور الدائم للسلالة الأموية وان اختلفت طرق التطبيق (والزمكان) وهذا ما اقرته المؤتمرات التي عقدت في خيام البداوه... وتحت بول الجمال ...او في صالات الرقص الغربي في العواصم العربية ...والهدف واحد هو ان لا تبقوا لأهل هذا البيت باقية ولا لأتباعهم رنة تتنسم الربيع الحسيني.... فالأظافر والخناجر واللحى لا تختلف من زمان القبح الأموي ..إلى العصر النفطي.... فهذا العصر تمتد انابيبه لجيوب السفاحين بدون عملية التكرير بأمرٍ من دفتر الشيكات إلى حفاة الفكر.... فالوجوه المشوهة التي تكره المرايا هي نفس الوجوه في كل زمان وان اختلفت الأقنعة. وهكذا جاء الحسين عليه السلام مرآة لرسالة جده محمد صلى الله عليه واله... لقد (أطل على الطف الحزين فأقمرا) فأرض الجفاف لا تحيا الا بالربيع.... وجاء الربيع واحتشدت اسراب الجراء الأموي بجوعها الهستيري لتلقح الأرض... ولكن شلال الدم أزهرها وكلما مر بهذه الأرض جراء التاريخ ...تهاوى كما تتهاوى الطائرات فوق مثلث برمودا.... ووقف الحسين عليه السلام ليملأ الأرض والسماء حضوراً متحدياً عبيد الامس...وعبيد اليوم... لأنه سيد التأريخ...وابي الضيم...ومصباح الهدى...ومنهج الورى...وربيع الشهاده...على مر العصور....فسلام عليك سيدي يوم ولدت ويوم استشهدت...ويوم تبعث حيا...والحمد لله رب العالمين....

الدكتوريوسف السعيدي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك