المقالات

شعارات المواكــــــــب الحسينية تعيد لثورة الحسين هويتها


قاسم السيد

الظاهرة الملفتة لنظر المراقبين هذا العام والتي بدأت ملامحها تبرز من خلال الشعارات التي تتدوالها المواكب الحسينية التي تحيي ذكرى استشهاد الحسين بن علي في عموم الساحة العراقية وليس حصرا في مدينية كربلاء وحدها بإعتبارهذه المدينة مكان هذا الواقعة وذلك حينما تجاهلت المواكب الحسينية كل التحذيرات والتحريمات التي كانت السلطات تلزم بها ادارات هذه المواكب وألجمتها بعدم رفع اي شعارات مطلبية او سياسية حيث وجدنا لأول مرة شعارات تندد بالفساد والمفسدين وتردي الخدمات والفشل في ادارة الدولة والتخبط في مشاريع التنمية حيث كان وقع رفع مثل هذه الشعارات أن اعاد لأحياء ذكرى عاشوراء بهاءها وألقها وأعادها الى شواطئها الطبيعية التي لاتبتعد كثيرا عن هموم المحيط الأجتماعي بإعتبار هذه المناسبة هي احياء لذكرى واحدة من اعظم الثورات المطالبة بتحقيق العدل الأجتماعي بعد ان عملت الأنظمة السياسية القمعية على تعاقبها على مر الدهور على أخذ هذه الممارسة بعيدا عن شواطئها الطبيعية وتغريبها عن اهدافها الثورية والتي لاتبتعد كثيرا عن هموم المحيط الأجتماعي الذي ينوء بالظلم الأجتماعي بكل صوره والذي هو ذات الظلم الذي تسبب في حصول ثورة الحسين رغم البعد التاريخي الذي يفصلنا عن هذه الواقعة الأليمة سواء أكان ذلك التغريب من خلال القمع الصدامي الذي حجم هذا الأحياء الى الدرجة التي ظن فيها صدام انه قد اقترب كثيرا من انهائها تماما لتصبح من اخبار التاريخ حيث كان هذا القمع هو اعتى وأقسى قمع تعرضت له قضية احياء ذكرى ثورة الحسين والذي ما ان سقط نظامه حتى عادت الظاهرة العاشورائية بشكل اقوى بكثير حتى من تلك الفترة التي سبقت قمع البعث الصدامي لها وكأنها كانت في فترة القمع تلك تمد بجذورها تحت سطح الوجدان الشعبي لتعاود انباتها ونموها بشكل اقوى وأوسع بعد ان استبشرت الجماهير بالتغيير خيرا بعد زوال النظام المقبور لكن استبشارها هذا لم يدم طويلا حيث سرعان مافوجئت بقرارات من قبل السلطات الجديدة بإجراءات لاتبتعد كثيرا في اهدافها من تلك التي كان النظام السابق يستهتدفها مع الظاهرة العاشورائية رغم الهوية الدينية الشيعية للسلطات الجديده وبدلا عن القمع المباشر بالنار والحديد جاءت هذه الأجراءات القمعية الجديده هذه المرة بقفازات ناعمة حيث تم تحجيم هذه الممارسة الشعبية العفوية من قبل السلطات الجديدة بقرارات تكاد تقترب بشكل وبأخر من الذي تفعله السلطات الوهابية بموسم الحج عندما سلبته حيويته وحولته الى ممارسة طقوسية لاحياة فيها وذلك حين عمدت السلطة لدينا بدهاء وخبث لكي تحجم تأثير احياء الذكرى العاشورائيه وحصرها في اجوائها التاريخية والدينية الى الحد الذي يبقى هذه الظاهرة في حدود الأستذكار لواقعة الطف ولايتعداها الى ابعد من ذلك متذرعة بعدم منح الفرصة امام اعداء التحول الديمقراطي لأستغلال هذه المناسبة حينما منعت رفع اي شعارات مطلبية او سياسية .ولعل الذي سرع في مثل بروز هذه الظاهرة هو الطلاق الذي حصل بين المرجعية الدينية وقوى الأسلام السياسي التي تتصدر المشهد السلطوي حيث كان للدور النقدي لمنبر الجمعة في مدينة كربلاء والذي يعتبر ناطقا بإسم هذه المرجعية دوره في سلب المباركة التي يدعي رجال الدولة ان المرجعية قد حصنتهم بها مما ضيق فرصتهم كثيرا في اللعب بالورقة الطائفية التي طالما اجادوا اللعب بها قبل هذا الطلاق حينما مكنتهم هذه الورقة في البقاء في السلطة لدورتين انتخابيتين متتاليتين دون اي تهديد من اي قوى انتخابية منافسة .يشكل الأحياء الشعبي للقضية الحسينية اكبر حضور جماهيري في الشارع ليس على مستوى العراق وحده بل وعلى مستوى العالم قاطبة فلا توجد اي مناسبة في العالم تملك مثل هذا الحضور الشعبي سواء كانت هذه الظاهرة دينية كموسم الحج او شعبيه كأحتفالات الريو البرازيلية وبالتالي ترك مثل هذه الحشود لنهازي الفرص وطالبي المكاسب الذين هم في تقاطع تام مع قضية الحسين ومع قضايا هذه الجماهير التي تحيي ذكرى استشهاده رغم انتمائهم المذهبي يرتب مسؤولية ادبية وأخلاقية وتاريخية على القوى التي ترى في قضية العدل الأجتماعية احدى اهم متبنياتها العقائدية حيث كانت هذه المسألة هي قضية الحسين التي ضحى من اجلها وبالتالي هم يشتركون مع الحسين ومع الجماهير التي تحيي ذكرى ثورته اكثر من اولئك الذي تسلقوا على جدار هذه القضية وأعادوا ذبح الحسين وقضيته من جديد من خلال ذبح طموح وآمال هذه الجماهير بدم بارد رغم انه لم تمر بالعراق فرصة للأنطلاق في دروب التقدم والتحضر كما هي متوفرة الآن .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك