المقالات

أطفالنا ..أكبادنا .. تلعب في الآزبال


الحاج هادي العكيلي

قال الله في كتابه العزيز (( المال والبنون زينة الحياة الدنيا)) فاطفالنا هم بهجة قلوبنا وقرة اعيننا ،وحلم الامس كانوا وواقع اليوم صاروا وأمل المستقبل باتوا ..انهم زينة الحياة الدينا وبهجتها وتنشئتهم لنشئة صالحة ثواب الاخرة وجنتها .. كل قواميس ولغات العالم عجزت عن وصف حبهم وقصر التعبير عن مكانتهم بالقلب كيف لا وهم قطعة من القلب ونطفة من الجسد .الطفل في هذه المرحلة بأمس الحاجة الى الرعاية والاهتمام حتى يغدو فتياً قوياً ملماً ومحيطاً لما حوله ،وعلى عاتق الدولة تقع مهمة حمايته وتعليمه وتوفير اماكن رعايته ، وان أسعد اوقاته يقضيها بالجري واللعب هنا وهناك .ويؤكد الباحثون والمختصون في تربية الطفل النفسية على ان اللعب يعد من الوسائل التي تساعد على تطور نموه السليم وتكوين شخصيته المتميزة ،ولهذا فان من واجب القائمين على تربية ورعاية الطفل عدم اغفاله هذا الجانب المهم لان الطفل بحاجة ان يعبر عن ذاته من خلال اللعب وان يطور مهاراته ويكشف الجديد من حوله بهذه الوسيلة .حيث لاتوجد في اغلب المناطق السكنية من قطرنا مناطق ترفيهية للاطفال وان اغلب البيوت صغيرة الحجم مع كثافة عدد افراد العوائل باضافة الى ضيق مساحة الشوارع وخطورتها وعندما نتكلم عن المدرسة نشعر بالحزن فهي اشبه بالمعتقل من دون ساحات واذا وجدت ساحات فهي غير صالحة للعب وانعدامها في المدارس الاهلية فهي عبارة عن بيوتات مستأجرة لاتصلح ان يكون الدوام فيها ،بل نجد حتى الصفوف صغيرة ومن دون نظام التهوية وفي المدارس الحكومية قد يصل اعداد التلاميذ الى ستين تلميذ في الصف الواحد وانعدام درس الرياضة أوتحويله الى دروس اساسية ،اذن هذا يعني عدم توفر بيئة مناسبة للعب فاطفالنا يعيشون في كبت وحرمان .وهنا نحتاج الى برامج حكومية تضع مواصفات للمدارس الاهلية يوجب الاخذ بها والا اغلاقها ،وكذلك على مجالس البلدية انشاء مساحات ترفيهية للاطفال بدلا من الساحات المملوءة بالاوساخ والازبال والمياه وليس فقط انشاء الساحات الترفيهية امام بيوت المسؤولين .لقد اكدت الامم المتحدة ان اكثر من خمسة ملايين طفل عراقي محرمون من حقوقهم الاساسية منها عدم حصول هذه الفئة على العناية الصحية والغذائية والترفيهية بشكل مناسب وكذلك عدم توفير تعليم جيد لهم وخاصة في الناطق الريفية التي تفتقر مدارسهم الى ابسط مقومات التعليم وتعرض الاطفال الى اعمال عنف في مدارسهم الذي ساعد التلاميذ على ترك المدرسة واللجوء الى ساحة العمل بالرغم من توجيهات وزارة التربية بعدم استخدام العنف ضد التلاميذ بسبب ضعف الاجراءات المتخذة بحق الذين يمارسون العنف ليس فقط العنف المدرسي بل العنف الاسري وتعرضهم الى الصدمة النفسية التي سببتها سنوات العنف وقد شهد العراق عقوداً من الحرب والعقوبات في ظل النظام البعثي المباد قبل ان يغرق في نزاع طائفي خلال السنوات التي تلت الاحتلال الامريكي عام 2003 ودعت الى التحرك العاجل لمعالجة هذا الموضوع .وعلى جميع المسؤولين في الحكومة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني العاملة في حقل الطفولة وكذلك منظمات المجتمع الدولي ان تقدم الرعاية العاجلة لضمان حقوق جميع الاطفال والى توفير الموارد اللازمة لرعايتهم وتوفير حياة كريمة لهم حيث ان هذه الفئة لا يوجد لها الاولوية في الرعاية لغياب الارادات السياسية المتصارعة على المنافع الشخصية والحزبية بعيدا عن النظر الى وضعهم وتصحيحه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك