المقالات

اعادة تصنيف قتلة الحسين (ع) /


حافظ آل بشارة

كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء ، هذا قول المعصوم ومعناه واضح ، منهج الاصلاح الحسيني مستمر في كل زمان ومكان ، يقابله منهج الافساد ، والحرب سجال بينهما ، لم يكن الامام الحسين بلا ماض أو بلا مستقبل ، فهو وارث الانبياء آدم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد (ص) وهو رمز الوارثين من بعده ، قتلوا الحسين (ع) شخصا ولم يقتلوه منهجا ، يفنى الاشخاص وتبقى المناهج ، المقتول ليس شخصا بل أمة ، والقاتل ليس شخصا بل أمة ، وفي الزيارة قول المعصوم (لعن أمة قتلتك ولعن الله أمة ظلمتك) أمة وليست عصابة مؤقتة ، والأمة مجموعة بشرية لها عقيدة وثقافة وحضارة ومشروع سياسي واستمرار تأريخي ، تقابلها الأمة التي تحيي أمر الحسين (ع) ، (احيوا أمرنا رحم الله من أحيا امرنا) وهي الأمة الوارثة ، الأمة المقتولة ، يجب معرفة الأمة القاتلة ، ماهي ملامحها ومن هم رموزها وماهو فكرها وسلوكها ؟ انهم مراتب وعضويات تنظيمية مختلفة : 1- القتلة المباشرون وهم من ضرب بسيف او طعن برمح او رمى بسهم . 2- من أفتى واقنع و حرض وخطب وساند . 3- من وقف متفرجا وهو يعتقد انه محايد في صراع السلاطين . 4- من رافق الامام الى كربلاء ثم علم بانه مقتول لا محالة فاتخذ الليل جملا . 5- من جاء لاحقا ورفع شعار يالثارات الحسين وسيلة لبلوغ السلطة . 6- من يدعى حب الحسين (ع) فيبكي ويلطم ولكن سلوكه العملي السري امتداد لسلوك الأمة القاتلة . على مر التأريخ الأمة القاتلة هي الأغلبية مقابل الأمة المقتولة وهي اقلية دائما ، التأريخ يعيد نفسه كل يوم وينتج اجيالا متشابهة ، نحن الاحفاد في العالم الاسلامي مقسمون الى أمة قاتلة مفسدة تحتفظ برصيدها الخالد من اللعنات ، وأمة صالحة مصلحة مقتولة مرحومة تريد احياء هذا الامر ، وبينهما درجات من حشود القتلة من المحرضين والمفتين والمتفرجين ومن اتخذوا الليل جملا ومن تاجروا بالقضية واكتشفوا كيف تترجم المبادئ الى منافع ، وفي المعمعة هناك فتنة التأويل التي انتجت اشخاصا يعدون انفسهم من الأمة المقتولة لكن جميع الوثائق تؤكد انهم من الأمة القاتلة ، من يراقب الاعلام الآن يستطيع ان يميز بسهولة بين صوت الامام الحسين (ع) وصوت عبيد الله بن زياد مقسمة على العواصم ، يستطيع ان يرى شريح القاضي شكلا ومحتوى وشمر وحرملة ، يستطيع ان يرى نموذج الحر بن يزيد الزاحف من خندق الأمة القاتلة الى خندق الأمة المقتولة ، ونموذج عابس المجنون بقضية حب كونية ، وهو يقوم بتصدير خبرة الجنون وترحيل فن الولاء الروحي كعشق عابر للزمن ، تصفير الزمن ، عابر للقارات والاعراق والاديان ينتشر بيننا كالاعصار . المشكلة ان شمر المعاصر يلبس بزة المصلحين كممثل مسرحي ، لكن ابرع الممثلين لا يستطيع ان يستمر في هذا الدور لأن ختامه الاستشهاد . بالتجربة اتضح ان اصحاب الحسين الحاليين مهمتهم اصعب من مهمة الذين استشهدوا معه ، فأؤلئك جاهدوا الجهاد الأصغر بين يدي امام ابن امام ابن نبي ، اما اصحابه الحاليون فمهمتهم اصعب لانهم في مواجهة الجهاد الاكبر ، يقاتلون بين أيدي الوارثين تطوقهم الشبهات والفتن ، والعاقبة للمتقين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبد الله
2012-11-21
الشيخ علي الاسدي- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اين الركة في المقال ؟؟؟ ان مقالات الكاتب آل بشارة من اجمل ما يكتب في الموقع وهذه واحدة منهن... تحية وسلام
الشيخ علي الاسدي
2012-11-21
الاخ حافظ آل بشارة هناك كربلاء واحدة وعاشوراء واحد ,وأي امام معصوم قال " كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء " , يرجى ايراد المصدر لقد قال الامام الحسن عليه السلام لاخيه الحسين عليه السلام " لا يوم كيومك يا أبا عبد الله " , واصحاب الحسين لا يصل احد الى درجتهم لقول الامام الحسين عليه السلام " ((لم ارى اصحابا افضل من اصحابي ولا اهل بيتا افضل من اهل بيتي )) . المقالة ركيكة .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك