المقالات

نواب يأكلون المنسف الأردني ويرمون الفضلات لجمهورهم


حيدر عباس النداوي

تذهب الناس الى صناديق الاقتراع في كل بقاع الارض لاختيار ممثلين ينوبون عنهم في تشريع القوانين وتوفير الخدمات وقضاء الحوائج والدفاع عن حقوقهم ومباشرة احوالهم المعاشية والشخصية مقابل ان يحضا من يتم التوافق عليه ببعض الامتيازات المادية والمعنوية مع جواز سفر دبلوماسي وفرص افضل لتعدد الزوجات "في العراق حصرا"وكل ما يقوم به من يتم اختياره ،طوعا وكرها،يدخل في باب تحمل المسؤولية مع بقاء حبل القيادة عند المواطن وليس عند النائب بسبب طبيعة العلاقة التكافئية بين الطرفين فكما ان المواطن يحتاج الى النائب كممثل عنه لتحمل المسؤولية نيابة عن جمع من المواطنين كذلك الحال بالنسبة للنائب الذي يحتاج الى المواطن كل اربع او خمس سنوات وحسب النظام الانتخابي ولهذا فان الناس تتذكر من يخدمها وتقدر هذه الخدمة ولا تنسى المسيء والغير مبالي ولا تقف معه ولا تنتصر له.غير ان مثل هذه المعادلة وتبادل الادوار وتقسيم الحقوق والواجبات لا تجد له تطبيق على ارض الواقع في المشهد النيابي العراقي ولا يمكن ايجاد وصف لطبيعة العلاقة بين النواب والناخبين ومن هو القائد ومن هو التابع وهل ان النواب ينتمون الى هذا الوطن وجزء من الشعب وخدم لمن اختارهم ،اشك بذلك ولا يمكن التحدث بغير منطق التشكيك بقرينة ان نواب البرلمان العراقي لا تربطهم مع الناخبين اي روابط او صلات واذا كان من يدعي ذلك فانه يعتمد على استثناءات محدودة هنا وهناك والا فان القاسم المشترك هو اما ان ينتقل النائب بمجرد فوزه الى منطقة "راقية" تليق بمقامه وغروره وبعيده عن مقر سكنه الاصلي وعندها تنقطع كل الصلات بينه وبين الناس الذين انتخبوه وقسم يغادر العراق كل العراق بارضه وسمائه ونخيله وترابه ويحط الرحال في دول الجوار والدول التي تتوافق مع ميوله وانتمائه الفكري والعقائدي والمادي او ينزل به المقام في احدى الدول الاوربية التي كان يعتمد علىها في تدبير اموره المعاشية وهو بهذا يحاول ان يرد جزءا من الجميل لهذه الدولة التي عمل في يوم من الايام فيها كخادم او نادل أو سائق في احسن الاحوال.ويبدوا ان العاصمة الاردنية عمان تمثل القطب الاكبر في تواجد وسكن العدد الاكبر من النواب"الذين تترفع حتى الحروف عن تسميتهم بالعراقيين" بل ان العاصمة الاردنية تتفوق على العاصمة بغداد بعدد النواب الذين يسكنون فيها وحيث يتواجد مقر البرلمان العراقي بدليل ان عمان تحتضن بين ذراعيها اكثر من (40) نائبا ونائبة في مناطق شميسان وغيرها من المناطق الاخرى ينتمون الى القائمة العراقية حصرا دون غيرها.ووجود هذا العدد الكبير من النواب في الاردن يعني ان الشريحة التي ينتمي اليها هؤلاء النواب مغيبين ولا يحظون بالدعم والتقدير ويعني ان احتياجات هؤلاء الناخبين لا يوجد من يدافع عنها وليس لها وجود في تسلسل جدول اعمال مجلس النواب وتعني ان خيرات العراق تذهب الى دول اخرى تكيد المكائد للعراق وشعبه وتعني ان هؤلاء النواب لا يزنون ذرة من الاحترام لشرائح الناخبين وقد تعني ان هؤلاء النواب يملكون من القدرة والدهاء للضحك على من اختارهم لان يعيدوهم مرة اخرى الى قباب مجلس النواب.الاسوء في كل هذا ان هؤلاء النواب مع كل هذا الصلف والاستهتار بحقوق الناس الذي انتخبوهم لا يتورعون عن التحكم بمصائر وحقوق الاخرين والتجاوز على القوانين دون ان يكون هناك رادع يلجم غرورهم ونزقهم فالشوارع والمطارات والسيطرات طوع لهؤلاء وتأتمر بامرهم ولا يحق لاحد الاعتراض اذا تجاوزوا السيطرات او منعوا اقلاع الطائرات فربما تكون زوجة احدهم لم تنتهي بعد من صالون التجميل او حصة المساج.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك