( بقلم : المهندسة بغداد )
لايخفى على القاص والدان ما خلفته الحروب على المجتمعات باختلاف الازمنة والبلدان من ازمات على اصعدة عدة اجتماعية واقتصادية وسياسية وعلى الرغم من قصر المدة لبعض الحروب الا ان النتائج تعيش اكثر من الحروب ذاتها فما بالنا بالعراق الذي عانى اكثر من ثلاثين سنة ارهاب خفي واربع سنوات للان ارهاب واضح الملامح ووصلنا الى نقطة تراكم النتائج فما ان نحاول حل مشكلة حتى تواجهنا معوقات عديدة مما يحذو بنا الى ان نلخص الازمات بخطوط عريضة ونرسم حلول قصيرة وطويلة الامد لعلنا يوما نستفيء في ظلالها .
ولنضع المراة العراقية اليوم تحت المجهر باعتبارها نواة المجتمع وقلبها النابض فما حالها اليوم ؟ انها تقاسم الرجل همومه ان لم تزيد عليه فاحساسها المرهف يجعلها ضعيفة امام هذه التحديات الكبيرة فخوفها على ابنها وزوجها واخيها يسلبها الراحة والامان فساعد الله هذه القلوب الحائرة.
ومن الجلي الواضح ان المجتمع العراقي يعاني من اختلال واضح في توازنه فالبلد يخسر على اقل تقدير مئة رجل باليوم وكل رجل يمثل عائلة او ينتمي لها واذكر تقرير قدمته احدى الاخوات الفاضلات بالموقع اشارت الى احصائية بعدد الارامل واليتامى وحجم الرقم يدل على مشكلة كبيرة تلوح في الافق بجنب مخلفات العهد البائد من قتل وتسفير وهذا بحث اخر تتراكم نتائجه مع نتائج الحاضر .
ولان هموم المراة متعددة باختلاف دورها في المجتمع سأسلط الضوء على الارامل كمقدمة لسلسلة مقالات بخصوص المراة فمن هي الارملة اليوم؟ انها من يودعها زوجها صباحا متوجها الى عمله ليعيل عيالة فيفترسه الارهاب بهيئة انفجار او خطف او غدر ليحل المساء وتجد نفسها في اصعب امتحان فلزوج رحل الى غير رجعة وايتامه بحاجة الى رعاية فما الحل ؟.
من البديهي ان اول ما ستفكر به تلك المراة هو ان تاخذ دور زوجها في تحمل المسؤولية ومن الاكيد انها ستنجح في توفير لقمة العيش ويبقى السؤال هل ستستطيع ان توفر حاجاتهم النفسية والاجتماعية على اكمل وجه وهي الكائن الرقيق الذي خلقه الله لكي تصان وتحفظ وان امتلكت المقدرة على ذلك .وحقيقة لست من الضاربات على وتر المساواة بمفهومها السطحي فتبادل الادوار واخلال توازن وضعه الله يزيد الطين بلة كما يقال اخذين بنظر الاعتبار الامكانيات التي تتمتع بها بعض النساء علمية كانت ام اجتماعية او ثقافية التي تاهلها للتصدي لاكبر المناصب والمسوؤليات بكل نجاح الا اننا نتكلم على العموم وعن مجتمع باسره فالقيادة والمسوؤلية خلقت للرجل والاسناد والاسرة خلقت للمراة في سياق تكاملي منقطع النظير . وان استطاعت المراة ان تتحمل هذا العبيء ستحتاج الى امكانيات ان غابت عنها ستقصر في جانب اخر كالتربية والمتابعة وبالتالي خلل في مجتمع كامل .
ولنرجع الى الماضي القريب حيث الحرب العراقية الايرانية التي سفكت دماء الالاف الرجال في اوائل السياسة الصدامية لهز المجتمع وتفكيكه والنتيجة الالاف من عوائل الشهداء الذين عوضهم من تسبب بمقتلهم دورا ومبالغ مادية كبيرة ورغم ذلك نشأ هذا الجيل جيل الحرب الذي انتمي اليه نشأة صعبة نتيجة تخبط المفاهيم وكنت كثير ما الحظ في المدرسة كم المشاكل والهموم التي رافقت ابناء الشهداء رغم التعويضات ورغم ان الزمن حينها كان بسيطا فلم يكن هناك ستلايت او موبايل يخشى على الابناء منها بعكس الحاضر المحفوف بالمخاطر على الابناء وتربيتهم من مد غربي كاسح يقصد ديننا حنيفا ناهيك عن ظروف الحياة الصعبة الان وعدم وجود تعويضات لانه ببساطة انها ليست حرب مؤقتة فالارهاب مستمر للحظة .
والقران الكريم الذي اعتدنا للاسف ان يكون اخر خيارتنا برغم وجود الحلول فيه لاكثر المسائل تعقيدا يشير الى مبدأ سامي للحالات الاضطرارية يقي المجتمع والفرد من أفات خطرة وهذا المبدأ هو تعدد الزوجات بالنسبة للرجل وعلى الرغم من صعوبة الولوج في هذا الموضوع لانه مرتبط بالمصداقية في تنفيذه التي ان غابت لم نصل الى الغاية الا انه قد ان الاوان لهذا الباب الموصد ان يفتح وان تهيأ وسائل الاعلام خاصة القنوات الفضائية الدينية لخلق جو ملائم لاستقبال هذه الفكرة التي فرضها واقع المجتمع الجديد . فلا يمكن ان نتوقع من كم هائل من النساء الارامل بان يتصدين لصعوبات الحياة بمفردهن وعلى اقل تقدير كم قليل سيتمكن من ذلك نتيجة تفاوت الامكانيات كما اسلفنا فكثير من النساء لايتمتعن بتعليم يؤهلهن للتصدي لمهام المعيشة والتربية وان وجدت اعمال لاتحتاج للتعليم سيكون للتربية ضرورة في الوعي والتعليم.وبينما انا اكتب في هذا الموضوع بخشية استغربتها فمداد قلمي اعتاد التحرك بسرعة في الكتابة الا انه تأنى هذه المرة مما دفعني على تركه لبرهة متوجهة بالسؤال الى والدتي عن رأيها في موضوع تعدد الزوجات فأجابت بانه صعب على الزوجة تقبل الفكرة فسالتها وان كان الامر اضطراري وبهدف خدمة الدين والمجتمع من خطر التفكك الاسري فتبسمت قائلة " يا ابنتي مصلحة الفرد ستقف حائلا امام مصلحة مجتمع فللانانية دور في هذا المجال لايمكن انكاره " واضافت ان كنتي تنوين الكتابة في هذا الموضوع فاتركيه لانه لن يلقى صدى لصعوبة هضمه .
رجعت الى قلمي الذي خالف راي الوالدة واراد ان يستمر وهنا الح علي بامر اعتدته ولكن لكثرة الانتقادات احاول ان اعرج بعيدا عنه لاجده امام عيني وهو مسالة مقارنة اي فكرة او مسالة بحياة اهل البيت ع وربما جاء الانتقاد على اثر المقالة الاخيرة التي غابت عنها الدقة في الصياغة فوصلت للقاريء على غير ما ارنو اليه وعلى العموم فانا مؤمنة جدا بشأن المقارنة والمقايسة مع حياة اهل البيت ع وجوازيتها فان لم تكن كذلك لما خلقهم الله بشر وكرمهم بالعصمة على سائر الخلق ولخلقهم بشكل اخر لا يقارن او يقاس معه .
ولنرجع الى حياة اهل البيت ع خاصة بامر الزواج فبين حياة رسول الله المعروفة بتعدد الزوجات وحياة الائمة التي تفاوت الامر بينهم من امام الى اخر ما بين متعدد الزوجات وبين متعدد الابناء كالامام موسى ابن جعفر ع الذي تجاوز عدد ابناءه الخمسين وبين فلسفة تكريم الامام الرضا بابن واحد ، اائمة هاجروا واخرون بقوا وبين كل هذا الاختلاف والتباين في حياتهم الشخصية والاقتصادية من امام لاخر وبين يقيننا ان لا تفاضل بين الائمة لان المنهج واحد لانجد تفسير للامر سوى انهم قرأوا واقعهم حينها ومقومات مجتمعهم ووضعوها في كفة ودورهم الديني وبناء الاسلام في كفة ثانية ورسموا مسارا متوازن بين الاثنين وكلا حسب العصر الذي يعيشه وان كان على حساب راحتهم ورغباتهم الذاتية فايثارهم اكبر في سبيل رفع كلمة لا اله الا الله ،فلماذا نستصعب حلول قرانية وسنن نبوية في حل ازماتنا فلو كانت المجتمعات السابقة بحاجة للامر فمجتمعنا الان احوج لانه كما هو معلوم الفساد مرتبط بالتطور ارتباط وثيق .
لماذا لا نعطي شرعية لرجل ان يكفل اسرة بجانب اسرته وان كان لاجل الاشراف المتقطع على اقل تقدير وليكون قائدا ومسؤول عنهم ان لم يوجد في الاسرة من ممكن ان يتصدى لهذه المهمة او انه ان تصدى سيقصر في جانب اخر ورغم ان الشرعية هي من الله تعالى الا انني اقصد شرعية المجتمع وتاييده للامر .
وحتى لا نرمي حجرا في الماء كما ياقل لابد من دراسة مستفيضة لهكذا مشاريع تلتزمها جهات دينية وان كانت جهات قد بدات بالامر ووفقها الله لذلك لكن لو كانت بنطاق اوسع لكان افضل فيما لو رات المرجعيات الدينية حفظها الله ورجال الدين بد من هذه المسالة فهم اولى الناس بقراءة واقع المجتمع ولولاهم لكان وضع العراق اسوا بكثير سدد الله خطاهم للخير .فهناك نقاط مهمة لجعل المسالة جديدة وحتى لا تستغل بطريقة تزيد على المجتمع هموما اكبر واذكر منها 1 - ان تتبنى الجهات الدينية الامر 2- استقطاب رجال يتوسم فيهم المجتمع امكانية التصدي للمسالة وتوجيهم بطريقة تسهل المهمة بجعلها مهمة لخدمة الدين والمجتمع 3- الدعم المادي لمثل هذه الافكار لتتحول الى واقع ناجح . ونسال الباري عز وجل ان يزيل هذه الغمة عن هذه الامة بظهوره ليتقص من الظالم والى ذلك الزمان مالنا الا ان نكون ونوفق بخدمته على غيبته تمهيدا لعصر ظهوره المرتقب .واخيرا وليس اخر اتوجه الى الزوجه قائلا لاتفكري يا عزيزتي انك غائبة عن الذهن في هكذا طرح لحل مشكلة الارامل الا ان لك نصيب ان شاء الله في مقالة ثانية واتمنى ان اشاهد تعليقاتكن عن الامر من سلبيات وايجابيات وصولا لحلول تخدم المجتمع فبارك الله فيكن .
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha
